معبود الوهابية-يتصوروه جسما كبيرا مستقرا على العرش-وهذا المتخيل غير موجود-فهو وهم اذن
بتاريخ : 11-04-2014 الساعة : 12:11 PM
التفسير الكبير-للفخر الرازي-الجزءالثامن عشر
ص141
ثم قال : ( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) وفيه سؤال : وهو أنه تعالى قال فيما قبل هذه الآية : ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) وذلك يدل على وجود هذه المسميات . ثم قال عقيب تلك الآية : ( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها ) وهذا يدل على أن المسمى غير حاصل وبينهما تناقض .
الجواب : أن الذات موجودة حاصلة إلا أن المسمى بالإله غير حاصل . وبيانه من وجهين :
الأول : أن ذوات الأصنام وإن كانت موجودة إلا أنها غير موصوفة بصفات الإلهية ، وإذا كان كذلك كان الشيء الذي هو مسمى بالإله في الحقيقة غير موجود ولا حاصل .
الثاني : يروى أن عبدة الأوثان مشبهة فاعتقدوا أن الإله هو النور الأعظم وأن الملائكة أنوار صغيرة ووضعوا على صورة تلك الأنوار هذه الأوثان ، ومعبودهم في الحقيقة هو تلك الأنوار السماوية ،
وهذا قول المشبهة فإنهم تصوروا جسما كبيرا مستقرا على العرش ويعبدونه ، وهذا المتخيل غير موجود البتة فصح أنهم لا يعبدون إلا مجرد الأسماء
ولكي نبين ان هولاء يستدلون بهذه الايه الكريمه وحديث الجاريه على ان الله في السماء فقط-ومن ثم يشار اليه بالاشاره الحسية-كما بين هذا ابن تيميه تعالوا ماذا بين الشبلي بمن اعتقد هذا
--
عجائب القرأن
للرازي-ص124
وقال الشبلي-من اشار اليه فهو ثنوي ومن كيفه فهو وثني ومن نطق فيه فهو غافل
والوثيقه
[ بيان تلبيس الجهمية - ابن تيمية ]
الكتاب : بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
المؤلف : أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
هذه الصفة التي هي الاستواء على العرش وأثبت أنه في السماء وكل من أثبت هذا أثبت الجهة وهم أصحاب ابن كرام وابن منده الأصبهاني المحدث
قال والدلالة عليه أن العرش في جهة بلا خلاف وقد ثبت بنص القرآن أنه مستو عليه فاقتضى أنه في جهة ولأن كل عاقل من مسلم وكافر إذا دعا فإنما يرفع يديه ووجهه نحو السماء وفي هذا كفاية ولأن من نفي الجهة من المعتزلة والأشعرية يقول ليس في جهة ولا خارجا منها وقال قائل هذا بمثابة من قال باثبات موجود مع وجود غيره ولا يكون وجود أحدهما قبل وجود الآخر ولا بعده ولأن العوام لا يفرقون بين قول القائل طلبته فلم أجده في موضع ما وبين قوله طلبته فإذا هو معدوم
قال وقد احتج ابن منده على اثبات الجهة بأنه لما نطق القرآن بإذن الله على العرش وأنه في السماء وجاءت السنة بمثل ذلك وبأن الجنة مسكنه وأنه في ذلك وهذه الأشياء أمكنة في نفسها فدل على أنه في مكان
قال وإذا ثبت استواؤه ثبت أنه على العرش وأنه في جهة فهل الاستواء من صفات الذات قياس قول أصحابنا أنه من صفات الذات وأنه موصوف بها في القدم وإن لم يكن هناك عرش موجود لتحقق وجود ذلك فيه في الثاني لأنهم قالوا خالق ورازق موصوف به فيما لم يزل ولا مخلوق ولا مرزوق لتحقق الفعل من جهته وقد تقول العرب سيف مقطوع و خبر مستمع و ماء مرو وإن لم يوجد منه القطع لتحقق الفعل منه واستدل بعض أصحابنا بأنه موصوف في الأزل بالربوبية ولا مربوب وبالألوهية ولا مألوه وعلى قياس هذا النزول إلى السماء والمجيء في ظلل من الغمام ووضع القدم في النار