المحور الثاني
عزة الفرد وعزة الامة
عزة الفرد
عزة الفرد المؤمن لها مظاهر ثلاثة
·العزة الإيمانية
·العزة الفخرية
·العزة السلوكية
العزة الإيمانية :
أن لا تذل إيمانك إمام السلطان
>> هناك من يتعامل مع السلطان بلغة الانبطاح والاستجداء .. اذلال لصفة الايمان
>> وهناك من يتعامل بلغة الحوار المؤدب المقتضي لجلب الحقوق .. هذا عزة
في الحديث الإمام الكاظم عليه السلام يمدح علي بن يقطين لأن لغته لغة الحوار العزيز
يقول ((يا علي إن لله مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أولياءه ))
ويقول لمن يتعامل مع السلطان بلغة الاستجدءا
(( لأن اسقط من حالق فأتقطع قطعة قطعة أحب إلي من أن أطأ لهم بساطا أو أتولى لهم عملا ))
العزة الفخرية
أن تعتز بمبادئك وقيمك
بعض الشباب إذا ذهب إلى أميركا يقول : لا استطيع ان اتجاهل مصافحة النساء
او الجلوس الى مائدة عليها خمر .. اعد منبوذا فأنا مضطرا الى المجارة >>> هذه ذلة
عن الحسن العسكر عليه السلام (( من أراد عزة بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته ))
العزة السلوكية
أن لا تدخل في شيء تعتذر منه
عن الصادق ع : (( ان الله فوض للمؤمن اموره كلها ولم يفوض اليه ان يذل نفسه ))
>> لأن الايمان ليس حق من حقوقك الشخصية حتى تتنازل عنه .. الايمان حق الله
(( ان المؤمن اشد من زبر الحديد ان الحديد اذا دخل النار لان والمؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه ))
وقال في رواية اخرى عن الصادق ع : (( لا ينبغي للمؤمن ان يذل نفسه . قلت بماذا يذل نفسه ؟. قال : بأن يدخل فيما يعتذر منه ))
المؤمن لا يدخل مجالس الفسوق والبطالين .. إلا بغرض هدايتها
المؤمن لا يدخل مواطن التهم .. علاقات مريبة .. تجعل منه موضع غمز ولمز .. ثم يعتذر عن ذلك
النقطة الثانية
عزة الأمة
كما ان المؤمن عزيز ينبغ ان تكون الامة عزيزة
العزة تتجلى في موردين
المورد الأول :
الفقهاء يتناولوا مسألة تشريح بدن المؤمن (( ان حرمته ميتا كحرمته حيا )) وتشريحه انتهاكا لحرمته
لو توقف (اكتشاف جريمة .. تقدم الطب ..) على تشريح بدن المسلم هل يجوز ذلك ؟
بعض الفقهاء يقول نعم ........... لماذا ؟؟
هنا لدينا امران
الأمر الاول : حرمة بدن المسلم
الأمر الثاني : عزة المجتمع الإسلامي
اذا دار الامر بين حرمة بدن المسلم وعزة المجتمع الإسلامي
فعزة المجتمع أهم من حرمة بدن المسلم لماذا ؟
لأن لو ان المسلمين منعوا من التشريح للزم ان يكون الطب لدى المسلمين علما ناقصا
وإذا كان علما ناقصا مع انه علم خطير يتوقف عليه إنقاذ النفوس
لظل المجتمع الإسلامي محتاجا الى المجتمع الغربي في أمس الأشياء وأخطرها ( إنقاذ النفوس المحترمة )
واحتياج المجتمع الإسلامي الى المجتمع الغربي في هذه الامور الخطيرة >> اذلال الى المجتمع الاسلامي
قال النبي محمد صلى الله عليه واله (( الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ))
المورد الثاني :
هناك فرق بين ( حوار الحضارات ) و ( خنوع الحضارات )
البعض يقول : المجتمع الاسلامي يجب ان يضل عزيز .. يعني ما نستفيد من الغرب ؟؟!!
نستفيد من الغرب .. وهذا نسميه حوار الحضارات
والقران يدعو الى حوار الحضارات
((يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير))
* عزة المجتمع الإسلامي >> إن يكون مستقلا في إرادته وقراره .. معتمدا على كفاءات أبنائه و طاقاتهم
مثال : اليابان خاض حربا طاحنه دمرته تدميرا وخسر كل شيء لكنه لم يخسر عزته
لأنه شعب عزيز .. انتفض و بنى مجده وحضارته من جديد
** عزة المجتمع الإسلامي عزة يريدها الله .. عزة من أهم المبادئ المقدسة ولذلك
لا يجوز لمسلم إن يسيء إلا سمعة المجتمع الإسلامي أو الشيعي ( بعمل إرهابي أو غيره )
المحور الثالث
مظاهر العزة في مدرسة كربلاء
نستجلي مظاهر العزة من خطابات الحسين عليه السلام
أول تصريح صرحه عليه السلام عندما عرضت عليه بيعة يزيد ابن معاوية
فاتجه إلى أمير المدينة وقال ((إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله ))
ما معنى مثلي لا يبايع مثله ؟
لكل شخص مقام اجتماعي معين ( رجل دين .. شيخ قبيله . ) >> الشخص الذي يدوس على مقامه الاجتماعي يذل مقامه الاجتماعي
لتقريب المعنى : رواية زرارة عن الإمام الصادق ع انه سمعه يقول (( ثلاثة لا أتقي فيهن أحدا . شرب المسكر والمسح على الخفين ومتعة الحج ))
زرارة يعلق : قال ( لا أتقي ) ولم يقل لا تتقوا .. يعني موقع الإمام يختلف عن موقعك
·الإنسان العادي مثلا يمكن إن يتقي بالمسح على الخفين .. ولكن الإمام لو فعلها يكون ذلك إذلال لمقام الإمامة
* الحسين ع يمثل موقع وخط .. ويزيد يمثل موقع وخط
وخضوع الخط الاول للثاني يعد اذلال وليس عز
معاوية كتب الى الحسن الزكي عليه السلام
( يا ابا محمد أنا خير منك . لأن الناس اجمعت علي ولم تجمع عليك )
فرد عليه الامام عليه السلام
(( ان الذين اجمعوا عليك بين مكره ومطيع فأما المكره فهو معذور في كتاب الله (( الا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) وأما المطيع فهو عاص لله
وأنا لا أقول أنا خير منك لأنه لا خير فيك فلقد برأني الله من الرذائل كما برأك من الفضائل ))
الحسين عليه السلام يوم عاشوراء فرق بين الذلة المادية والذلة المبدئية
الأئمة عليهم السلام يمكن إن يذلوا ذلة مادية
( زين العابدين بربط الحبل .. السيده زينب بضربها )
الذلة المادية ( عندما يذل جسم الإنسان ) ليست عيبا >>> لأنها قهرية ليست باختيار الانسان
الذلة المبدئية هي العار >>> عندما يتنازل الإنسان عن بعض مبادئه وقيمه
* عندما يتحدى الإمام زين العابدين عليه السلام يزيد وهو في الاسر فهذه عزة وليست ذلة (( فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ف والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وان رأيك الا فند وجمعك الا بدد وايامك الا عدد ))
عزة مبدأيه وعزة معنويه >> وان كانت هناك ذلة مادية
الحسين عليه السلام يقول
(( الا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وجذور طابت وحجورطهرت وانوف حميه ونفوس ابيه ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا افر فرار العبيد ))
******************************