حكم سب المؤمن وشتمه وإهانته وإذلاله
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وبعد
فإن مما ابتلينا به في هذا الزمن سوء التعامل بين الإخوة المؤمنين، وإن كنا وصلنا أو سنصل إلى مرحلة يبرأ فيها بعضنا من بعض، ويتفل فيها بعضنا في وجوه بعض، ويلعنا بعضنا بعضاً، ويسمي بعضنا بعضاً كذابين كما في الحديث الشريف، فإن اللازم على كل واحد منا أن يبعد نفسه عن المهالك بالالتزام بالواجبات وترك المحرمات.
ومما تسالم عليه العلماء تبعاً للروايات هو حرمة سب المؤمن وهتك حرمته، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله : سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِه ( وسائل الشيعة، ج12، ص: 297)
وعنه (ص) : سَبَّابُ الْمُؤْمِنِ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَة (وسائل الشيعة، ج12، ص: 298)
وغير ذلك من الروايات.
ولذا كانت فتاوى العلماء واضحة في حرمة سب المؤمن وشتمه، ومن كلامهم وفتاواهم:
- ومن الكبائر : ... سب المؤمن و إهانته و إذلاله. ( منهاج الصالحين للخوئي، ج1، ص: 12)
- يحرم سبّ المؤمن و ذمّه و هجاؤه و إهانته و هتكه و نحو ذلك من أنحاء التعدي عليه (منهاج الصالحين للسيد محمد سعيد الحكيم، ج2، ص: 20)
- من أهم المحرمات في الشريعة الإسلامية : ... سبّ المؤمن و لعنه و إهانته و إذلاله و هجاؤه و إخافته و إذاعة سره و تتبع عثراته و الاستخفاف به و لا سيما إذا كان فقيراً. (المسائل المنتخبة للسيستاني، ص: 20)
ولئلا يبرر أحد لنفسه السب بأنه رد على سب الآخرين، لا بأس بنقل فتوى السيد الخوئي في ذلك، حيث سئل:
من قال لغيره يا كلب أو يا حمار و أشباه ذلك فهل يجوز للغير أن يقابله بالمثل تمسكا بأية الاعتداء بالمثل أم ليس عليه الا التعزير؟
فأجاب : لا يجوز. (صراط النجاة، ج1، ص: 431)