|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 73796
|
الإنتساب : Aug 2012
|
المشاركات : 15
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
نصرة القران الكريم. للدكتور ابراهيم الجعفري
بتاريخ : 29-10-2012 الساعة : 02:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة، وأتمّ السلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وجميع عباد الله الصالحين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله - تبارك وتعالى - في محكم كتابه العزيز:
((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون))
كتاب الله العزيز أشرف كتب السماء، نزل على أشرف مخلوقات الله - تعالى- محمد (ص).
جاءت الكتب السماوية لبناء الإنسان، والآيات التي تلوتـُها في مطلع سورة الأنفال تتناول عناصر الشخصية في بُنية الإنسان، وهي خمسة عناصر تشكّل بمجموعها مجموع الشخصية. ثلاثة اختصّت بالقلب، وعنصران انتقلا من داخل القلب إلى أعضاء الإنسان؛ لتحدّد سلوكه.
((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم))
هذا هو العنصر الأول: ما أن يُذكَر الله إلا ويجـِلُ القلب، أي إن مجرّد ذكر الله - تبارك وتعالى - يحرّك في مكان القلب عناصر الخير، فيتفاعل بحسّه المُرهَف.
كثير من الآيات القرآنية الكريمة تربط بين ذكر الله وبين رهافة حسّ القلب، منها:
((ألم يأن ِللذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله))
حين يواجه الإنسان المؤمن الذكرَ يخشع له قلبه من دون تردّد.
والعنصر الثاني، وهو: ((وإذا تـُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً)) كلما استمع إلى تلاوة الآيات القرآنية الكريمة، وكلما حدّق النظر في آيات الله المبثوثة في كل وجوده الشريف ازداد إيماناً، فجاء العنصر الثاني: ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً))
الأولى ربطت بين الفكر والعاطفة؛ لتحارب فينا حالة الفكر التجريديّ، وإننا لا ينبغي أن نأخذ الشرع فكراً مجرّداً من دون أن نأخذه حُبّاً وعاطفة، نمزج بين الفكر والعاطفة مزجاً قرآنياً.
كل آيات القرآن الكريم في أصول العقيدة وفي تفرّعاتها تمزج بين الفكر وبين العاطفة:
((إنما المؤمنون إخوة))
فكر..
((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم))
عاطفة..
الحياة الزوجية ومفهوم الزوجية الوجوديّ في الكون فكر:
((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً))
غير أن هذا الفكر ليس مجرّداً عن العاطفة:
((وجعل بينكم مودّة ورحمة))
ربط بين الفكر وبين العاطفة.. لا قيمة للفكر إذا انطلق في فضاء العقل دون أن يمسّ شغاف القلب، فالحياة التي تنبض بالعاطفة
المرتبطة بالفكر تنطلق بوعي، بعكس العاطفة التي تشهون العقل.
هذا هو العقل..
الآية في عنصرها الأول تريد من الإنسان دائماً أن يتفاعل مع الفكر، وهو مُزدان بالعاطفة.
العاطفة في كل شيء، بين الآباء والأبناء، وبين الأزواج، وبين الإخوة وغير ذلك؛ لذا جاء في الحديث الشريف:
(وهل الدين إلا الحب)
(الإيمان) في هذه الآية الشريفة لا يعني أن تكون مؤمناً بحسب مقولة الترتـّب - كما يقولون - إنما مؤمن وأكثر إيماناً حيث يزداد الإنسان، ويرتقي على مراتب الإيمان، كما يقول الرسول (ص): (الإيمان عشر مراتب يرتقي عليه المؤمن مرقاة بعد مرقاة)
أي يرتقي عليه درجة بعد أخرى؛ لذلك الآية تؤكد، وتؤصّل الارتقاء الإيمانيّ والرُتبيّ:
((وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً))
العنصر الأول ربط بين العقل والعاطفة، والعنصر الثاني جعل المتلقي البشري في حالة ارتقاء أي يتدرّج، أو يرتقي على السُلـَّم درجة بعد أخرى، ثم جاء بثالث العناصر من دون أن يجعل جواباً للشرط:
((وعلى ربهم يتوكلون))
يوجد بعد مقدّمة الأول: ((إذا ذكر الله)) جواب، وهو: ((وجلت قلوبهم))، وبعد الثاني: ((وإذا تليت عليهم آياته)) جواب، وهو: ((زادتهم إيماناً))، أما الثالث فمحصّل طبيعيّ: ((وعلى ربهم يتوكلون))
أي كان عقله متنوّراً، وقلبه مُزداناً بالعاطفة، وارتقى إيمانه على سُلـّم الصعود، فكانت النتيجة بأن لا يجد غير الله - تبارك وتعالى- يركن إليه، ((وعلى ربهم يتوكلون)) تعني أن تتوكل عليه، أن تسلـّم له كل أمورك………….
|
|
|
|
|