السلام عليك يا شفيعة المحبين وحبيبة الموالين الغريبة عن الديار المتوفاة في صغر الاعمار والمشابهة لجدتها ابنة المختار ص .
ان من الذرية الطاهرة المباركة للرسول الكريم محمد (ص)، سيدة جليلة وطاهرة ميمونة هي: فاطمة بنت الإمام الكاظم (ع) والتي وردت أحاديث صريحة وجمة عن مكانتها وشأنها وروايات موثوقة وثابتة في فضل زيارتها وفضل مشهدها الشريف في مدينة قم المقدسة.
فعن الإمام الرضا (ع) كما في مستدرك الوسائل وكامل الزيارات لإبن قولوبة، (من زارها عارفا بحقها فله الجنة)، وعن الإمام الجواد (ع) قال: (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة).
فلزيارة السيدة الجليلة فاطمة بنت موسى بن جعفر وزيارة عترة الرسول جميعهم والتطواف العارف والتجوال الملهم في مشاهدهم والتبرك والتوسل بأضرحتها والتقرب إليها مع إيتان كل عمل صالح، هو مقرب عند الله تعالى ومحبب عند الرسول الكريم، وهذا ما أكدته سنة الرسول الشريفة.
فلقد أجمع أئمة المذاهب الأربعة على استحباب زيارة مراقد الأولياء، فقد جاء عن النبي الكريم: (ألا فزورا القبور فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر بالآخرة).
فالزائر لهذه الأعلام الزاهرة يستذكر بإجلاء مناقب وفضائل المزور، كي يلتقي معه في أعماله وأقواله، علاوة على ما يستوجب هذا العمل الصالح من رحمة وقضاء حاجة ومغفرة ذنوب، إنطلاقا من الآية: (وابتغوا اليه الوسيلة).
وقد أورد العلامة المرحوم الشيخ عبد الحسين الأميني (قده)، أورد فصلا زاخرا من الأحاديث الموثوقة والروايات المعتبرة من الفريقين حول استحباب زيارة القبور عند جميع المذاهب الاسلامية، بكونها سنة متبعة على امتداد تاريخ الاسلام ابتداء من الرسول وليومنا هذا وحيا الله الشاعر حيث يقول:
زر من تحب وان شطت بك الدار
وحال من دونه ترب وأحجار
لا يمنعنك بعد عن زيارته
ان المحب لمن يهواه زوار
ولما كان كل هذا التأكيد على زيارة مشاهد أولياء الله، فما بالنا وما ظننا بزيارة مشاهد ذراري النبوة والعترة الصفوة، الذين لهم شرف الذود عن مبادئ الاسلام وعزة السبق اليه ودرجة التضحية والثبات على العقيدة الحقة فيه والذين يتصل اليهم كل شرف وينتمي اليهم كل فضل، أولاد المصطفى وأحفاده ومن دمهم دمه, ونهجهم نهجه.
ومنهم الموالاة العظيمة والمستغاث بها في كل حاجة ومعضلة السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم (عليها السلام).
عجائب الدهر
قبل ان تولد أنبأ بشأنها الصادق، ففي مستدرك الوسائل روي ان عدة من أهل الري دخلوا على الإمام فقال لهم: (مرحبا بإخواننا من أهل قم ان لله حرما وهو مكة، وان للرسول حرما وهو المدينة وان لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة، وان لنا حرما وهو بلدة قم، وستدفن فيها إمرأة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة).
وشاء الله ان يتحقق تنبؤ الإمام وتصبح مدينة قم قاعدة العلم ونفثة الصدور في إيران، تشد اليها الرحال في كل يوم وليلة من أقصى وأدنى بقاع العلم بفضل السيدة معصومة (ع) والتي تعتبر زيارتها اتيان بالولاية وتثبيتا للإيمان. وتعظيما للرسول وتكريما لهذا البرعم الذي نمى واينع من غصنه المبارك.
ومن فيوضات هذا النبع المحمدي أيضا، شاء الله ان تحتضن بلدة (قم) فطاحل العلماء الذين ثبتوا ركائز هذا الدين عبر حلقات دروسهم الزاهرة بفقه آل محمد (ع) حتى أصبحت مركز اشعاع ديني وحضاري.
ولا تخفى على القارئ الكريم حياة السيدة فاطمة (ع) والتي غصت بالعذاب والشجون كصورة أخرى من صور المصائب والنوائب لآل البيت لأجل اطلاقهم كلمة الحق وحملهم رسالة لجهاد، فلقد عاشت الغربة في جوار مدينة جدها الرسول (ص) بعد فقد أبيها فأصبحت في رعاية شقيقها البار الإمام الرضا (ع) وبعد ان ألزم المأمون العباسي الامام بالتوجه إلى خراسان بعد افتعاله قصة ولاية عهد الإمام ، وبعد خروج الإمام من المدينة كرها لا طواعية، نزلت كارثة الفراق على هذه الأخت، فعاشت حياة الشوق لوصال أخيها الرضا (ع) فقررت التوجه اليها مهما كلفها الثمن او اتعبها السفر، فجابت المدن والبلدان حتى وصلت الارض المجاورة لمدينة قم وهي (ساوة)، فاشتد بها السقم والمرض فمكثت هناك بقسر وقهر، ثم تحرت عن مدينة قم وقالت: (احملوني اليها) وشاء القدر المحتوم ان تلتحق بربها في هذه المدينة المقدسة ليسجل التاريخ لها بحروف من نور أجر الصابرين والمهاجرين في سبيل الله، ولتستذكرها أجيال هذه الامة بكل تقدير واحترام وتكريم واعظام، وتقول عند زيارتها:
(السلام عليك يا اخت ولي الله، السلام عليك ياعمة ولي الله، السلام عليك يا بنت ولي الله، عرف الله بيننا وبينكم في الجنة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا حوض نبيكم وسقانا بكأس جدكم من يد علي بن أبي طالب (ع)، نسأل أن يرينا فيكم السرور والفرج، وان يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد (ص) وان لا يسلبنا معرفتكم انه ولي قدير، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة فإن لك عند الله شأنا من الشأن).
يا أرض (قم) سقاك الله مكرمة
ماذا حويت من الخيرات والقيم ----- لله درك ما قد نلت من كرم
قد راح يسمو على الإحسان والشيم ----بنت النبي غدت أرجائك حللا
مواكب الشوق كم تسعى إلى الحرم ----تحني لك الهام بل ترضي النبي بك
ان الرضاء لطه أفضل النعم.
منقول من موقع المرجع المدرسي ادام الله ظله طلبا للقرب من مولاتي المعصومة ع.