فوائد شجرة الجوافة لا تقتصر على الثمار فقط، بل إن فوائد أجزاء الشجرة لا تعد ولا تحصى من كثرتها وظهور استخدامات جديدة لها من وقت لآخر، فأوراق الجوافة، على سبيل المثال، تستخدم في علاج السعال والأمراض الصدرية، وهي الوصفة التي لا تزال تستخدم بقوة في الطب الشعبي في الوطن العربي.
وفي مصر تم التوصل مؤخرا، وبعد أبحاث علمية أجريت في المركز القومي للبحوث، إلى الاستفادة من أوراق الجوافة في استخلاص مواد مضادة للأكسدة، فبعد دراسة التركيب الكيميائي للمستخلص المائي لأوراق الجوافة المصرية وقياس كفاءته والمركبات الطيارة به، أظهرت النتائج تأثيره في خفض مستوى السكر بالدم والوقاية من بعض الأمراض الأخرى.
الدكتور أحمد حسن الغراب، رئيس قسم كيمياء مكسبات الطعم والرائحة بالمركز القومي للبحوث، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن آخر الأبحاث العلمية التي أجريت على أوراق الجوافة، ذلك المخلف الزراعي الذي يتم التخلص منه في الغالب، أثبتت غناها بصفتها مصدرا طبيعيا مقارنة بالمواد الصناعية، فمع إجراء التجارب البيولوجية تم استخلاص المركبات الطيارة الفعالة في أوراق الجوافة والتعرف عليها بهدف تقدير النشاط المضاد للأكسدة للمستخلص مختبريا.
وأظهرت النتائج أن المركبات الطيارة في المستخلص المائي لأوراق الجوافة المصرية له نشاط قوي بوصفه مضادا للأكسدة، كما أوضحت أيضا أن المستخلص له تأثير علاجي لارتفاع مستوى السكر في الدم في حيوانات التجارب عند تناوله بوصفه مصدرا لماء الشرب لمدة 4 أسابيع.
ويشير الغراب إلى أن النتائج أظهرت ارتفاعا في نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة، وكان لها تأثير واضح في تحسين معظم المؤشرات الحيوية للكبد والكلى، وتم تأكيد هذه النتائج بالاختبارات في الأعضاء المختلفة.
ويرجع الغراب تأثير مستخلصات الجوافة بوصفها مواد مضادة للأكسدة لمحتواها العالي من المركبات الفينولية، وأيضا المركبات الطيارة الأخرى، التي تجعلها مصدرا طبيعيا غنيا بالفوائد.
ويبين أن النتائج لم تلفت فقط إلى أن المستخلص المائي لأوراق الجوافة المصرية له تأثير علاجي واضح في الحد من ارتفاع مستوى السكر والمضاعفات الناجمة عنه؛ بل إن له أيضا تأثيرا وقائيا يعمل على تحسين التمثيل الغذائي المرتبط بعسر الهضم، كما أنه يعد منشطا للكبد، وقادرا على تحسين المناعة لعمله مضادا للبكتريا المختلفة.