اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
شخصيات ذكرت في علامات الظهور
1ـ نزول عيسى بن مريم عليه السلام،و أحاديثه كثيرة صريحة متواترة في مصادر الشيعة و السنة،و أصل نزوله عليه السلام موضع إجماع المسلمين.و يذكر المفسرون هذه الأحاديث عادة في تفسير قوله تعالى:«و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ثم يوم القيامة يكون عليهم شهيدا»النساءـ159 .و في أحاديث الفتن و أشراط الساعة.
و تجمع الأحاديث على أن وقت نزوله يكون بعد ظهور المهدي عليهما السلام و أنه يصلي خلف المهدي،و عليه فعد نزوله من علامات الظهور مبني على التسامح و شمول العلامات لما كان من آيات و دلالات ربانية قبل الظهور و أثناءه و بعده.
2 ـ النفس الزكية و أبنا عمه،و الأحاديث فيهم من مصادر الشيعة كثيرة تبلغ حد التواتر،و تعد هذه العلامة من المحتومات الخمس.و أحاديثها من مصادر السنة أقل مما في مصادر الشيعة و لكنها عديدة،و قد ورد في بعض هذه الأحاديث أنه حسني و في أكثرها أنه حسيني و أن اسمه محمدا بن الحسن و أن ابني عمه أخ و أخت إسمهما محمد و فاطمة،يفرون من جيش السفياني من العراق و يدخلون المدينة،فيقبض الظالمون على ابن عمه و أخته و يقتلونهما و يصلبونهما في المدينة المنورة و يفر هو الى مكة فيقتلونه ظلما و عدوانا بغير ذنب في الخامس و العشرين من ذي الحجة الحرام في المسجد الحرام بين الركن و المقام،و ليس بين قتله و ظهور المهدي عليه السلام إلا خمس عشرة ليلة.
3 ـ ستة أشخاص،ورد ذكرهم في أحاديث رايات المشرق و خراسان،هم:رجل يخرج من قم.و الخراساني الحسيني و يعبر عنه في مصادر السنة بالهاشمي.و السيد الأكبر.و شعيب بن صالح قائد قوات الخراسانيين،و قائد قوات المهدي عليه السلام.و السيد الجيلاني الذي يعاون شعيبا بن صالح .و الهاشمي الذي يقصد بيت المقدس فلا يبلغه.
و الأحاديث في الخراساني و شعيب كثيرة متواترة من مصادر السنةو الشيعة،كما ورد ذكر السيد الأكبر عند الطرفين أيضا.أما الثائر من قم و أصحابه و المتحرك من جيلان(گيلان)فقد ورد ذكرهما في مصادر الشيعة خاصةـفي حدود اطلاعيـ.
و سيأتي ذكر الجميع في موضوع الممهدين للمهدي عليه السلام إن شاء الله تعالى و أن المرجح أن يكون السيد الأكبر و الثائر من قم شخصا واحدا.
4 ـ اليماني،أحاديثه من مصادر الشيعة متواترة و قد عدته من المحتومات الخمس و أنه يظهر في اليمن قبل السفياني،أو مقارنا له،و أنه يدعو الى الحق و تجب اجابة دعوته،و أنه يتوجه الى العراق و سوريا و يشارك مع الخراساني في قتال السفياني،و أنه من ولد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام.
و ربما كانت رواية«يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة»كما في البحار ج 52ـص 380.واردة فيه ثم نسبت اشتباها الى المهدي عليه السلام،كما قد يكون هذا اليماني هو المقصود بحديث يخرج ملك بصنعاء إسمه حسن أو حسين».
و وردت فيه في مصادر السنة أحاديث قليلة.و مما يساعد على القول بصحة هذه العلامة حتى لو لم تكن أحاديثها متواترة عدم وجود قرائن منافية أو ظروف سياسية توجب الشك في صحتها .و تفسيرها بمن ظهر من الزيديين في اليمن لا يتفق مع نصوص أحاديثها الصريحة في اتصال حركته بظهور المهدي عليه السلام.
5 ـ السفياني،و أحاديثه كثيرة متواترة من مصادر الشيعة و السنة،و قد تضمن الكثير منها تفاصيل خروجه في دمشق و حركته في سوريا و العراق و أطراف ايران و الحجاز و القول بأن أحاديثه من وضع الأمويين لكي يقابلوا بها أحاديث المهدي الصحيحة..جنوح في الإحتمالو إغماض عن مئات الأحاديث الشريفة عند المسلمين.نعم نجد الاتجاه الأموي وراء وضع أحاديث مدح السفياني و أنه يسلم الأمر للمهدي!
6 ـ تسعة أشخاص ورد ذكر أربعة منهم في تحرك السفياني،و هم،الأصهب أي الأحمر شعر الرأس،و الأبقع أي الأبرص،و الربيعي و الجرهمي،يعارضون السفياني فيقتلهم جميعا.و ورد وصف الأصهب بالعلج و هي صفة للكفار من غير العرب.و الخمسة الآخرون هم:الهجري،و العطرفي،و الرقطي،و المرواني،و الشيصباني،ورد ذكرهم في روايات متفرقة أنهم يخرجون قبل ظهور المهدي عليه السلام،و أن الشيصباني يخرج في العراق.
و قد ورد ذكر الأبقع و الأصهب في أحاديث السفياني في مصادر السنة،و ورد ذكر الباقين في مصادر الشيعة خاصةـفي حدود اطلاعيـ.
7 ـ عبد الله آخر من يحكم الحجاز،وردت أحاديث عديدة في مصادر السنة و الشيعة تكاد تكون متواترة بأن ظهور المهدي عليه السلام يكون على أثر موت حاكم أو ملك أو خليفة و اختلاف على من يكون بعده و حصول أحداث داخلية و فراغ سياسي في الحجاز..و قد تفردت مصادر الشيعة بحديثين في حدود اطلاعي فيهما تفصيل عن هذا الحاكم:أحدهما عن الامام الصادق عليه السلام قال«من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم،أما إنه إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد،و لم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله و يذهب ملك السنين و يصير ملك الشهور و الأيام.قال أبو بصير فقلت:يطول ذلك؟قال:لا» (1) .و الحديث الآخر عن الإمام الباقر عليه السلام«يموت سفيه من آل(العباس)يكون سبب موته أنه ينكح خصيا فيقوم فيذبحه و يكتم موته أربعين يوما.فإذا سارت الركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج(إلى آخر من يخرج)حتى يذهب ملكهم» (2) .
أما الحديث الأول فواضح الصلة بظهور المهدي عليه السلام،و أما الثاني فالظاهر أن المقصود بالسفيه هو عبد الله المذكور و لعل أصل الحديث«يموت سفيه من آل(فلان)»و ليس من آل العباس و لكن الراوي سمى آل العباس لأنه تصور أن الإمام عليه السلام استعمل الكناية عنهم..و توجد قرائن أخرى في الأحاديث عن الحجاز تصلح للربط بين الحديثين.
8 ـ الدجال الأعور،و أحاديثه في مصادر السنة كثيرة جدا،و في مصادر الشيعة قليلة،و تتفق تقريبا على أنه من علامات الساعة،و أنه مولود و موجود منذ عهد رسول الله(ص)و أنه يستعمل عجائب السحر فيغرى أتباعه،و يضلهم و يدعي الربوبية،و أن المهدي و المسيح عليهما السلام يقاتلانه.و تتضمن أحاديثه غرائب غير مألوفة تحيط بشخصيته و حركته و أفعاله.
و أقوى الاحتمالات في أمره أن يكون شخصا حقيقيا يستغل التطور الذي تصل اليه العلوم الطبيعية في ظل الدولة الاسلامية بقيادة المهدي عليه السلام في أساليب من السحر،كما يستغل ردة الفعل السلبية للرفاهية العامة التي يعيشها الناس فيغري أتباعه بالمحرمات و الإباحيةو يلبس عليهم بالسحر و الشعوذة.و على هذا فإن الطابع الأسطوري الذي تتصف به أحاديثه يكون له أساس من الصحة.و ان أضاف عليه بعض الرواة.
و يليه في القوة أن يكون الدجال هو الشيطان أبليس الذي طلب من الله تعالى أن ينظره الى يوم يبعثون فأجابه عز و جل«فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم» و قد ورد أن قتله في يوم الوقت المعلوم يكون على يد المهدي عليه السلام.
و يوجد احتمال آخر أن يكون الدجال نفس السفياني و قد وقع التضخيم في أوصافه و أحاديثه،و قد ذكرت بعض الروايات أن السفياني يبدو أعور و ليس بأعور..و لكن يبقى هذا الاحتمال ضعيفا لأن أكثر الصفات الواردة في الدجال لا تنطبق على السفياني،و منها ادعاء الربوبية و عجائب السحر.
و احتمال آخر:أن يكون الأعور الدجال أو الدجال تعبيرا مجازيا عن اغراء الحضارة المادية الكاذبة المزيفة،أو اغراء الدنيا و رفاهيتها الكاذبة..و هو أيضا ضعيف لصراحة الأحاديث بأنه شخص حقيقي من نوع خاص يقود حركة عسكرية و اضلالية في آخر الزمان.
و ينبغي التحرز في بحث أحاديث الدجال من أمرين أحدهما:أن غالبية أحاديثه تقريبا عن كعب الأخبار.و الثاني:أن من عقائد اليهود أن المسيح المنتظر عندهم يقتل الدجال.
و من طريف ما اطلعت عليه كتابان للدكتور مارسيل حداد أحد القساوسة اللبنانيين يحاول فيهما اثبات ان الأعور الدجال هو اسرائيل و يشرح في أحدهما سفر الرؤيا من التوراة،و يفسر في الثاني أحاديثالنبي(ص)في شأن الدجال بأنها تقصد اسرائيل.
9 ـ ادعاء مئة شخص للنبوة و ادعاء عدة أشخاص للمهدية و خروج زنديق بقزوين،ورد فيها بعض أحاديث في مصادر الشيعة.و اذا صح أنها من علامات الظهور فيمكن أن تكون قد تحققت.فالذين ادعوا النبوة منذ مسيلمة الكذاب أو منذ صدر الاسلام الى الآن كثيرون قديزيدون على المئة،و قد يكون رقم المئة من باب التكثير.و الذين ادعوا المهدية منذ ادعاها المختار لمحمد بن الحنفية،الى موسى بن طلحة بن عبيد الله المعاصر للمختار،مرورا بالحسنيين،و العباسيين،و الفاطميين و الهنود،و السودانيين،و البهائيين..الى جهيمان و القحطاني...أكثر من خمسة عشر شخصا (3) .أما زنديق قزوين فقد ورد في بعض الأحاديث أنه من جملة مدعي النبوة.
و ينقل عن رضاخان بهلوي أنه عند ما أراد أن يطبق على ايران الخطة الكافرة التي طبقها أتاتورك في تركيا فأجبر المسلمات على السفور فقاومه العلماء أنه قال:أوليسوا يروون أنه يخرج زنديق من قزوين فيهتك ستورها،فأنا ذلك الزنديق!
10 ـ المغربي و المصري،وردت فيهما أحاديث قليلة،فهم منها بعضهم أنهما صاحبا حركتين تكونان قبل السفياني،و عدهما في علامات الظهور،أما المصري ففيه حديث أو أكثر يقول:«يخرج قبل السفياني مصري و يماني» (4) .فأمره محتمل،و أما المغربي فسيتضح ضعف كونه من علاماتالظهور في تحرك المغربيين و المصريين الآتي إن شاء الله تعالى.
11 ـ عوف السلمي،ورد فيه حديثان أو أكثر أحدهما عن الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال«يكون قبل خروجه«أي المهدي عليه السلام»خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة يكون ماؤاه تكريت(أو كريت أو كويت)و قتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح» (5) .و الأرجح أن المقصود بأرض الجزيرة المنطقة الواقعة عند ملتقى الحدود العراقية السورية التركية فهي التي تسمى بلاد الجزيرة أو الجزيرة مجردة،أما جزيرة العرب فلا تستعمل مجردة منذ صدر الاسلام إلا مع وجود قرينة تدل عليها.و على هذا تكون تكريت أقرب الى هذه المنطقة من كريت أو كويت،و لا يكون في النص ما يدل على علاقة عوف هذا بالبصرة أو بصاحب الزنج الذي ظهر في القرن الثالث.و في حدود استقصائي لم أجد ثائرا باسم عوف السلمي،فيكون احتمال صحة العلامة باقيا.
الشيخ علي الكوراني