بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا شك أن كل المسلمين يعرفون قصة خيبر .... ومتفقون على صحتها .
ولا شك أن كلهم يعرفون قصة تبوك وأمر رسول الله عليه وآآله الصلاة والسلام عليّا سلام الله عليه بالبقاء في المدينة ....متفقون على صحتها
أيضا لفظا لفظا .
سؤالان سهلان لا يكلفان الغوص في الأعماق لاستخراج سرّهما , ولكن مهمّان جدا جدا.
1 / لماذا بعث نبي الله عليه وآآله الصلاة والسلام في الأولى بابي بكر وعمر وهو يعلم أنهما سينهزمان ! بحيث كان يعلم الفاتح لخيبر مسبقا ,
ثم بعث عليا سلام الله عليه قال " لأعطينَّ هذه الرايةَ رجلًا يحبُّ اللهَ ورسولَه . يفتح اللهُ على يدَيه " .
2 / لماذا ترك نبي الله عليه وآله الصلاة والسلام عليا سلام الله عليه في هذه الغزوة " تبوك" ولم يأخذه معه ؟.
انتظر

أحسنت أخي الفاضل مصطفى أسد , ومرحبا بك .
جواب السؤال الأول في معنى جوابك ....
***
هل من مجتهد آخر يكشف لنا السرّ الثاني ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآآل محمد
أعزائي , أشكر كل منكم باسمه على المرور والمتابعة والأجوبة والتعليقات الرائعة على السؤال الأول .
لماذا بعث الرسول صلوات الله عليه وآله أبو بكر ثم عمر وهو يعلم ان خيبر ستفتح على يد عليّ سلام الله عليه ؟؟؟.
حقيقة انا لم أجد تفسيرا لفعل نبي الله صلوات الله عليه وآله إلا أنه كان يعلم لعبة هذين الرجلين وما يدور في أذهانهما وما يخفيانه في أنفسهما وبرنامجهما في تلبيس الحق بالباطل من أجل اغتصاب الخلافة من أهلها بعده صلوات الله عليه وآله , ولعل العاقل لا يكاد يجد حلاّ غير هذا وما تفضلتم به ,
ولذلك بعث بالأول فرجع منهزما !
فألحق الثاني ليرجع هو الآخر يجبّن اصحابه ويجبنونه !
ويبعث في الأخير من كان يعلم يقينا "قبل أن يبعث الأول والثاني" ان الله سيفتح خيبر على يديه !!؟
وحاشا أن يكون هذا الفعل عبثا منه صلوات الله عليه وآله , إنما فعل ذلك ليبيّن لنا ولأولئك أن هذين غير صالحيْن لحمل أعظم ما في الوجود وانهما مقبلان على التقول عليه بعده وخلق ما لم يُخلق لهما من فضائل وشجاعة وقيام الدين بهما زاعمين أنه صلوات الله عليه وآله زكاهما وراض عليهما و قربهما وخلل أحدهما ونصر الإسلام بثانيهما ... ليموّهوا على الناس فيخدعونهم ويتبعونهما .
وأعتقد جازما أن هذا الذي دفعه إلى القيام بذلك الفعل ليعرفهما للناس ويعتزلونهما , وليعرف لهم ولنا أن ناصرالدين هو من يحب الله ورسوله "بحق" ويحبه الله ورسوله .
وان هذين إنما علة الدين وأهله , ومراده كشفهما بانهما رأس النوع الآخر لقريش الذي يهلك أمته صلوات الله عليه وآله ؟ .
وهنا يجب أن نبيّن لصديقنا السلفي الوهابي المغرور به , كما اننا نعتقد ان في الصحابة وفيٌّ رضي الله عنه وارضاه نعتقد أيضا ان منهم خائن خبيث فلا نحبه ...
كذلك فليعلم أن القرشيّ قرشيان ؟
قرشيٌّ به يقوم هذا الدين { لا يزالُ الدِّينُ قائمًا حتى تقومَ الساعةُ . أو يكون عليكم اثنا عشرَ خليفةً . كلهم من قريشٍ } صحيح مسلم -
وقرشي آخر قال فيه صلوات الله عليه وآآآله { يهلك أمتي هذا الحي من قريش . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : لو أن الناس اعتزلوهم } صحيح مسلم - ولا يعني بهذا الحي كفار أو مشركي قريش , لأن هؤلاء أعداء ولا يواليهم احد من المؤمنين ليعتزلوهم في ما بعد ..
ولمّا نقول أن أبا بكر هو رأس النوع المهلك لأمته صلوات الله عليه وآآآله ليس هكذا جزافا..؟ وإنما سمعناه وهو يكشف نفسه من حيث لا يدري أنه رئيس هذه العصابة ... ألا تراه يردّ على نبي الله صلوات الله عليه وآآآله حين أوصى قبل موته بأن{ يهلك أمتي هذا الحي من قريش } أجابه " ابو بكر" سريعا و مباشرة بعد وفاته صلوات الله عليه وآآآله وهو لم يدفن بعد من تلك السقيفة الملعونة قائلا { ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش } صحيح البخاري - .
إلى هنا أعتقد أن بسيط الفهم سيفهم لم بعث بالأول والثاني وهو يعلم أنهما سيرجعان منهزمين , ليبعث بعدهما الكرار صلوات الله عليه .....
اما السؤال الثاني " لماذا أبقى نبي الله عليا صلوات الله عليهما بالمدينة في غزوة تبوك ؟؟؟
.../...

اللهم صل على محمد وآآل محمد
.../...
اما السؤال الثاني " لماذا أبقى نبي الله عليا صلوات الله عليهما بالمدينة في غزوة تبوك ؟
فلأمر خفي على كثير من الناس مع سهولته .
وللجواب عنه لا بدّ من مقدمة بسيطة .
بلا شك ان النبي صلوات الله عليه وآله كان يعلم ما سيسبّبونه موالي ذلك الحي المهلك لأمته , وما يخلقونه من مبررات لرؤوس هذا الحي , ولذلك سدّ عليهم أبواب الحجة بفعله صلوات الله عليه وآله وسلم . ولقد قرأنا كيف بعث بالأول ثم الثاني وهو يعلم أنهما غير صالحان لهذا البعث ... وما ذلك إلا لنعرف ناصر الدين من خاذله .
وللوصول إلى ما أردت الوصول إليه لا بد من ضرب المثل من الواقع : الأكيد انه ليس في الموالين من لم يناقش البكريين والعمريين في حديث رزية الخميس ؟
وكلما وصل بهم النقاش إلى نقطة : أن النبي صلوت الله عليه وآآله طرد المشوشين من بيته ...
يصيحون" أثبت أن عليّا " سلام الله عليه " ما كان يقول "ما قال عمر" , وأنه لم يكن مع هؤلاء المطرودين ....؟؟؟.
فتابع عزيزي القاري لتعرف سرّ إبقاء علي سلام الله عليه .
يروي صاحب سرّ رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن في هذه الغزوة منافقين من أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وآله أرادوا قتله أرواحنا فداه!
وقد ذكر ابن كثير قصتهم عند تفسير قوله تعالى { يحلفون بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا }(التوبة: من الآية74) قال :{ ... وقال الإمام أحمد رحمه اللهحدثنا يزيد أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد , فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوقه عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمار رضي الله عنه يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله لحذيفة " قد قد " حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط نزل ورجع عمار فقال يا عمار " هل عرفت القوم؟ " فقال لقد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون . قال " هل تدري ما أرادوا؟ " قال الله ورسوله أعلم ؟ قال " أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته فيطرحوه ". قال فسأل عمار رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة ؟ قال أربعة عشر رجلا فقال إن كنت منهم فقد كانوا خمسة عشر قال فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة , قالوا والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد .... "إلى ان يقول " وكذا قد حكى في معجم الطبراني قاله البيهقي ويشهد لهذه القصة بالصحة ما رواه مسلم . حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدكم بالله كم كان أصحاب العقبة ؟ قال: فقال له القوم أخبره إذ سألك فقال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد , وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا بما أراد القوم .
وقد كان في حرة يمشي فقال " إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد " فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ وما رواه مسلم أيضا من حديث قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عباد عن عمار بن ياسر قال: أخبرني حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " في أصحابي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط: ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة سراج من نار تظهر بين أكتافهم حتى ينجم في صدورهم ".
ولهذا كان حذيفة يقال له صاحب السر الذي لا يعلمه غيره أي من تعيين جماعة من المنافقين وهم هؤلاء قد أطلعه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره والله أعلم. { تفسير ابن كثير - ج 3- الصفحة 387 } { ثم يواصل ابن كثير ويذكر عن الطبراني في ترجمة حذيفة رضي الله عنه وأرضاه فيتّهمه بكشف سر نبي الله صلوات الله عليه وآله "عياذا بالله" وذكر أسماء غريبة جدا عن الإسلام تمويها لإبعاد الأنظار .. !! مع أنه يستحيل على من اختاره نبي الله صلوات الله عليه وآله حافظا لسره أن يبوح به ... هذا غير معقول ولا يهم في موضوعنا }.

على كل حال ...
كان عدد المسلمين في تبوك 30 الف صحابي .. فيهم 12 منافقا " فقط" .
لكن من يقدر ان يستثني أحد أو يعفي فلان " دون الذيْن اعفاهما نبي الله , عمار وحذيفة" من هذا الجمع الهائل من الصحابة الحاضرين غزوة تبوك من تهمة النفاق ؟؟
أعتقد ان لا أحد يستطيع , خاصة إذا كان الحاضرين أنفسهم بل ومن المعملقين الذين يُراد اليوم انتزاع العفو لهم , شكّوا في أنفسهم ! وكم مرة سألوا صاحب السر أهم من المنافقين أم لا ؟
نستخلص ان النبي صلوات الله عليه وآله كان يعلم ما سيحدث في هذه الغزوة , وبالشبهة العظيمة التي ستلحق وتلتصق بالصحابة , وأن الشك سيلازم المسلمين في من صدر منه خبث من هؤلاء الصحابة إلى يوم القيامة , فترك عليّ سلام الله عليه بعيدا لإبعاد هذه الشبهة عن أذهان أعداءه , بل وشبّهه بمن يستحيل أن يُتهم بما اتهم به الصحابة " إنك مني بمنزلة هارون" المعصوم .
وكل ذلك لئلا يقال لنا اليوم :
اثبت ان عليا " سلام الله عليه " لم يكن ضمن هؤلاء .

أعزائي
مصطفى أسعد
أبو أسد البغدادي
الحبيب الأشتري
أبو مسلم الخرساني
الهاد
أحزان الشيعة
عيسى 12-1
بارك الله بكم أساتذتي , أشكركم جزيلا وأسأل الله عز وجل أن يغفر لنا خطيانا ويرحمنا ويرزقنا الجنة بحق محمد وآآله الطيبين .. أسألكم الدعاء.