![]() |
خيال الجَدّة أبدع من التلفزيون
خيال الجَدّة أبدع من التلفزيون لم يَعرِف الصغارُ ما هو أجمَلُ من حكاياتِ جَدّتِهم العجوز ، ولا أبهَجَ منها ، فكانوا يَجلِسونَ أمامَ الجَدّةِ وهي تَقُصُّ عليهم حكاياتِها ، ومِلءُ عُيونِهمُ الدَهشةُ والفَرَح ، أمّا هي فقد كانت في غايةِ السعادة ، وكلّما مَرَّت الأيّام ، ازدادُ أحفادُها عدداً ، وتَكبُرُ أعمارُهم ، حتّى إذا سافَرَ بعضُهم إلى المدينةِ ليعملوا هناك ، وأرادوا أن يَعودوا إلى قريَتِهم ويَزوروا جَدّتَهُمُ العزيزة ، ففَكّروا أن يَحمِلوا مَعهم هديةً إليها تَفرَحُ بها . فقالَ أحدُهُم : أعتقِدُ أن التلفزيونَ الملوّنَ سوف يُسلِّيها ويُدخِلُ على قلبِها السرور . فرَدَّ الآخرَون : فكرةٌ رائعة ، سنَحمِلُ معنا للجدّةِ الوسيلةَ التي تجعلُها تُشاهدُ بعينِها حكاياتِها التي كانت تَقُصُّها علَينا . ولمّا وصَلوا إلى القريةِ أسرَعوا إلى الجدَة يَحمِلونَ لها مُفاجأتَهُم ، استَقبلَتهُم الجدّةُ بشَوقٍ ومحبّة ، ثمّ قالت لهم : تعالَوا الآن لأقُصَّ عليكُم مِن حكاياتي . فضَحِكَ الأحفادُ وقالوا : لا ، بل نحنُ الذينَ سَنُريكِ تلك الحكايات ، وأسرَعوا بإخراجِ التلفزيون مِن الصُندوق ، ووَصَلوه بأسلاك الكهرباء ، وضَغَطوا على الزِر الصغيرِ في طَرَفهِ . فإذا ببطلِ حكاياتِ الجدّة ( السند باد ) يُطِلُّ عليهم مِن الشاشةِ الصغيرة ، فَرِحَ الجميعُ وكذلكَ الجَدّة ، وأخَذوا يُتابِعونَهُ بشَوق وهم يَضحكونَ مرّةً ، ويُصَفّقون أخرى . وفجأةً انتبهَ أحدُ الأحفاد إلى أنّ جَدّتَهُ لم تَعُد تَضحَك ، وقد ظَهَر على مَلامحِ وجهيها شيءٌ من الحزن ، فأسرَعَ يقول : ما بالُكِ يا جَدّتي ؟! ألم تُعجِبكِ الحكاية ؟! لقد تَعَوّدنا أن نَسمَعَها منكِ ، ولكنّنا الآنَ نراها بالعَين ، أليسَ هذا رائعاً ؟! فصَمَتَتِ الجدّةُ قليلاً ، ثمّ قالت : نَعم ، إنّهُ رائعٌ حقّاً ، ولكنّي أعرِفُ ما هو أكثرُ رَوعَةً وأكثرُ جاذبيّة فهَتفَ الجميعُ بصوتٍ واحد : وما هو الأروعُ منهُ يا جدَّتَنا ؟! فأجابَت : إنّه يا أعزّائي الخَيالُ الذي زَوّدَ اللهُ بهِ الإنسان ، إنّه يتَلألأُ في ذِهني كالنُورِ الباهر . والحكايةُ التي تَعيشُ في مُخيّلتِنا تَظَلُّ أبهَجَ ألواناً ، وأكثرَ إشراقاً مِن الصورةِ التي نراها . فسَكتَ الأحفادُ جميعاً ، وقد فَطَنوا إلى معنىً جديدٍ في كلام الجدّة ما كان يَخطُرُ على بالِهم . وعند ذلكَ أسرَعَ حفيدُها إلى التلفزيون الملوّن فأغلَقَه ، وعاد لِيجلسَ بجانبها ، ثمّ قال : عُودِي يا جَدّتي واحكِ لنا حكاياتِكِ الجميلةَ الرائعة ، صِفي لنا ثُلوجاً أنصَعَ بَياضاً ، وسُهولاً أكثرَ اخضِراراً ، وبِحاراً أشدَّ زُرقَةً وصَفاءً ، وارسِمي لنا شُموساً وأقماراً كما يُبدِعُها فَنُّ خيالِك . |
احسنتم على الموضوع بارك الله فيكم
شاكرين لكم هذا التواصل |
بارك الله بكم اخي الكريم
بأنتظار المزيد ودي. |
شكرا لك اختنا دلال على مرورك العطر
|
اخي الميرزا النجفي لك خالص محبتي وشكري على مروركم الجميل
|
جميل جدا
شكرا جزيلا فعلا رائعة
|
شكرا لك اخي العزيز حسين
على المرور العطر |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:49 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025