![]() |
وقفة مع عيد الغدير الاغر
عيد الغدير الأغر http://www.gulfup.net/uploads/13518316412.jpg لمَّا انتهى الرسول ( صلَّى الله عليه وآله ) من آخر حجَّةٍ حَجَّها ، قَفلَ راجعاً إلى المدينة المنوَّرة ، وحينما انتهى موكبه إلى غدير خَم ، هبطَ عليه أمين الوحي يحمل رسالة من السماء بالغة الخطورة . وكانت هذه الرسالة تُحتم عليه بأن يحُطَّ رِحالَهُ ليقوم بأداء هذه المهمة الكبرى ، وهي نصب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة ومرجعاً للأمّة من بعده ( صلَّى الله عليه وآله ) . وكان أمر السماء بذلك يحمل طابعاً من الشدَّة ولزوم الإسراع في إذاعة ذلك بين المسلمين ؛ فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (المائدة/ 67). فقد أُنذِرَ النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) بأنّه إن لم يُنفِّذ إرادة الله ، ذهبتْ أتعابه ، وضاعت جهوده ، وتبدَّدَ ما لاقَاهُ من العناء في سبيل هذا الدين . فانبرى ( صلَّى الله عليه وآله ) بعزمٍ ثابتٍ ، وإرادةٍ صلبةٍ ، إلى تنفيذ إرادة الله ، فوضع أعباء المسير وحَطَّ رِحاله في رمضاء الهجير ، وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك . وكان الوقت قاسياً في حرارته ، حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه لِيَتَّقِي به من الحَر . ثُمّ أمَرَ ( صلَّى الله عليه وآله ) باجتماع الناس ، فَصلَّى بهم ، وبعد ما انتهى من الصلاة ، أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً ، ففعلوا له ذلك . فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين ـ فيما يقول المؤرِّخون ـ مِائة ألف ، أو يَزيدونَ على ذلك . وأقبلوا بقلوبهم نحو الرسول ( صلَّى الله عليه وآله ) ليسمعوا خطابه ، فأعلن ( صلَى الله عليه وآله ) ما لاقاه من العناء والجهد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهلية ، إلى الحياة الكريمة التي جاء بها الإسلام . كما ذكر ( صلى الله عليه وآله ) لهم كَوكَبَة من الأحكام الدينية ، وألزمهم بتطبيقها على واقع حياتهم ، ثُمّ قال لهم : ( انظُروا كَيفَ تخلفوني في الثقلين ) ، فناداهُ منادٍ من القوم : ما الثقلان يا رسول الله ؟ فقال ( صلَّى الله عليه وآله ) : (الثقل الأكبر: كتاب الله ، طرف بيد الله عزَّ وجلَّ ، وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تضلُّوا ، والآخر الأصغر: عترتي . وإنّ اللطيف الخبير نبأني: أنَّهما لنْ يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فسألتُ ذلك لهما ربي ، فلا تقدِّموهما فتهلكوا ، ولا تقصِّروا عنهما فتهلكوا ). ثُمّ أخذ ( صلَّى الله عليه وآله ) بيد وَصيِّه وباب مدينة علمه الإمام علي ( عليه السلام ) ـ لِيَفرضَ ولايته على الناس جميعاً ـ حتى بَانَ بَياضُ إِبطَيْهِمَا ، فنظر إليهما القوم . ثُمّ رفع ( صلَّى الله عليه وآله ) صوته قائلاً : ( يَا أَيُّهَا النَّاس ، مَنْ أولَى النَّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم ؟ فأجابوه جميعاً : اللهُ ورسولُه أعلم . فقال ( صلَّى الله عليه وآله ) : (إنَّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولَى بهم من أنفسِهِم ، فَمَن كنتُ مَولاه فَعَلِيٌّ مَولاهُ ) قال ذلك ثلاث مرَّات أو أربع. ثُمّ قال ( صلَّى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ وَعَادِ مَن عَادَاهُ ، وَأَحِبَّ مَن أَحبَّهُ وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ ، وانصُرْ مَن نَصَرَه واخْذُل مَن خَذَلَهُ ، وَأَدِرِ الحَقَّ مَعَهُ حَيثُ دَار ، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ ) . وبذلك أنهى ( صلَّى الله عليه وآله ) خطابه الشريف الذي أَدَّى فِيه رسالة الله ، فَنَصَّبَ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة ، وأقامه عَلَماً للأمّة ، وقَلَّدَهُ مَنصب الإمامة . فأقبل المسلمون يهرعون وهُم يُبَايِعُون الإمام علي ( عليه السلام ) بِالخِلافَة ، وَيُهَنِّئُونَهُ بِإِمْرَةِ المُسلمين . وأمر النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) أُمَّهَات المؤمنين أَنْ يَسُرْنَ إِليهِ وَيُهَنِّئْنَه ، فَفَعَلْنَ ذلك . وعندها انبرى حَسَّان بن ثابت ، فاستأذن النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) بتلاوة ما نظمه من الشعر ، فأذن له النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) ، فقال حَسَّان : يُـنَادِيهُمُ يـومَ الغَدير نَبِيُّهُم نَـجْم وأَسمِعْ بِالرَّسُولِ مُنَادِياً فَـقالَ: فَمنْ مَولاكُمُ وَنَبِيُّكم ؟ فَقَالوا وَلَم يُبدُوا هُنَاك التَّعَامِيَا إِلَـهَكَ مَـولانَا وَأنـتَ نَـبِيُّنَا وَلَم تَلْقَ مِنَّا فِي الوِلايَةِ عَاصِياً فَـقالَ لَـهُ : قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي رَضيتُكَ مِن بَعدِي إِمَاماً وَهَادياً فَـمَنْ كـنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّه فَكُونُوا لَهُ أَتْبَاعُ صِدقٍ مُوالِياً هُـناكَ دَعا : اللَّهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ وَكُـنْ لِلَّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِياً ونزلت في ذلك اليوم الخالد في دنيا الإسلام هذه الآية الكريمة : ( اليَومُ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعمَـتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً ) (المائدة/ 3 ) . فقد كمل الدين بولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وتَمَّتْ نعمة الله على المسلمين بِسُمُوِّ أحكامِ دينِهم ، وَسُمُوِّ قِيادتهم التي تُحَقِّق آمالَهم في بلوغ الحياة الكريمة . وقد خطا النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) بذلك الخطوة الأخيرة في صيانة أُمَّتِه من الفتن والزيغ . فلم يترك ( صلَّى الله عليه وآله ) أمرها فوضى ـ كما يزعمون ـ ، وإنّما عَيَّن لها القائد والموجِّه الذي يهتمُّ بأمورها الاجتماعية والسياسية . وإنّ هذه البيعة الكبرى التي عقدها الرسول العظيم ( صلَّى الله عليه وآله ) إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، من أوثق الأدلَّة على اختصاص الخلافة والإمامة به ( عليه السلام ) . وقد احتجَّ بها الإمام الحسين ( عليه السلام ) في مكّة لمعارضة حكومة معاوية ، وشَجْبِ سياسته ، فقد قال ( عليه السلام ) للحاضرين : ( أُنشِدُكُم اللهَ : أَتعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللهِ نَصَّبَهُ ( يعني علياً ( عليه السلام ) ) يوم غدير خُم ، فنادى ( صلَّى الله عليه وآله ) له ( عليه السلام ) بالولاية ، وقال ( صلَّى الله عليه وآله ) : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ ؟ ) . فقال الحاضرون : اللَّهُمَّ نَعم . http://www.gulfup.net/uploads/13518316411.jpg للأمانة منقووووووووووول |
قال ( صلَّى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ وَعَادِ مَن عَادَاهُ ، وَأَحِبَّ مَن أَحبَّهُ وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ ، وانصُرْ مَن نَصَرَه واخْذُل مَن خَذَلَهُ ، وَأَدِرِ الحَقَّ مَعَهُ حَيثُ دَار ، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ ) .
شكرًا على الموضوع الزاكي تحيتي واحترامي |
كل عام وانت بالف خير
جعلنا الله واياكم من الموالين |
|
|
جعلنا الله واياكم من الموالين لامير المومنين
بارك الله فيكم |
كل عام وانتم بالف خير
وان شاء الله الثبات على ولاية محمد وال محمد |
|
|
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد
كل عام وانتم بخير داعين الباري الثبات على ولاية امير المؤمنين علي (عليه السلام) |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 06:33 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025