![]() |
يوميات متكررة
هموم يومية يحملها الانسان معه , تصغر او تكبر تبعا لذلك الانسان و تأثيرها النفسي عليه
و مع ان الكل يعتبر همومه هي الاكبر , و آلامه لم يبتل بمثلها حتى ايوب , و لكنها النسبية , تلعب دورا في تحديد احجام تلكم المعاناة محمد , ذلك المهووس بالهموم و الاوجاع , المشبع برائحة المعاناة اليومية , المقتات على فتات الذكريات , يقضي ساعاته بالتأمل و لان الكلام بغير ذكر الله لغو , و الصمت بغير تفكر غفلة , فان صاحبنا هذا , يقضي يومه بالصمت , بعد ان قضى جل ايامه بالكلام ! و لست ادري , هل كان كلامه بذكر الله , و الان صمته بالتفكر , ام العكس , فكل معرفتي به , انه دائم الصمت , و يعيش على ما يجود به خياله عليه , هو لا يلجأ لشعر يدندن به , ولا لمشاهدة فيلم رومانسي او ( اكشن ) حتى , انه يملك اضخم مصنع لصناعة السينما اليومية او كل انواع الفن انه يتخيل , و يتخيل فقط بل انه يجتر ماضيه , بكل تبعاته على حاضره , بطريقة دراماتيكية , سينماه الصامتة لا زالت تعمل بعد ان انقلب عليها العالم المتحضر الحديث و هو , هو يركب صورا كثيرة لينتجها بطريقته الخاصة , خيالات , افكار , توقفات , ضحكات , بكاء , صرخات , اتهامات , خيانة , اسرار , و كل ما من شأنة ديمومة الموت اليومي .. يحبك كل شيء في مؤلفاته , و يتقن تصويرها داخله , و يصمت , كأنه دجاجة في موسم الرقاد على البيوض صامت و حسب , و عيناه تتحركات بسكون عجيب .. هما تطرفان الى الطرف البعيد عند نقطة تلاق السماء مع الارض حيث حمرتها المغربية و كل ساعاته التي تمر عليه غروب و يرى حمرتها الدموية بكل شعوره بل يتذوق طعم دمها بين اسنانه هكذا , ينفث دخان شواء قلبه او كبده ليس يدري , اي دخان ينفث و انا , ايضا لست ادري فقد عهدته لا يدخن السيجار قط , ولا يحتسي الخمر نعم , انه يحتسي خمرة وجده , فقد عهدته هكذا منذ زمن , يعشق الثمالى و السكارى المتسكعون على حانات العشاق , و على قارعة الحنين , هناك , يكسرون كؤوسهم الاخيرة التي ما بقي فيها قطرة الا و سكبوها في طرق العشق محمد , متجرد من كل معاني المادة , ينظر من كوة في ذلك الباب العالي الموصد من وسط حضيرة نتنة , دنسها هو بخطاياه , و عليه ان يقضي ايامه الاخيرة فيها , ينظر فقط , و يستجمع ارشيف ذاكرته الكبير .. ليتخيل فقط و يحرق اخر ما تبقى من شريط اللقيا و الوصال ... |
مقطوعه من التراجيديا الحزينه وسمفونية من الألم اللامنظور لن يفهما سوى القليل..¡¡
============= لقد أحسنت أيها الربان..¡¡ |
تشعر بعمق التجربة وانت تمضع هذه الكلمات ... وصدقها هو مصدر تاثيرها ...وجمالها سلام من القلب ايها الشرع الكريم |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:14 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025