![]() |
قوس النصر الشيعي
خرجت الولايات المتحدة الأميركية من العراق بعدما خسرت خمسة آلاف جندي أميركي قضى معظمهم بأيدٍ مقاومةٍ شيعية ،، لم يدر بخلد صناع الحرب في البنتاكون أن مغامرة تحرير العراق من صدام و استبدال الإحتلال البعثي الهمجي بآخر أميركي متحضر بحضارة السلاح و التدمير من شأنه أن يكون أكثر من مجرد نزهة لأبناء العم سام في محرقة تجتمع فيها وسائل التسخين من عبوات ناسفة إلى صواريخ الأشتر و فلق و حيدر تنصهر بلوحة تفور كما التنور تحت أشعة شمس آب اللاهبة في وسط و جنوب العراق ،، ليتحول الحلم البوشي في خيالات الإبن المستأسد في عرين البيت الأبيض برسم خارطة للشرق الأوسط الجديد تتماشى و شهوات فاتنات البساط الأحمر في هوليوود أو مبنى الكابيتول ،، إلى كابوس يهدد بكشف نقاط ضعف الجيش الأقوى في العالم الذي جاء يطوي آلاف الأميال من أقصى الدنيا لتخترق دروعه العملاقة بقنابل بدائية الصنع يدوية العمل يصنعها رجال المقاومة في بيوتهم أثناء إعداد زوجاتهم لطعام العشاء ،، فكان الخروج الذي خلف إنتصاراً رائعاً لجهد المقاومة الشيعية و إعلاناً لظهور أول مقاومة شيعية مسلحة حقيقية واضحة المعالم قوية الجانب في الوسط العراقي يقودها أبناء التشيع في العراق في تأريخه المعاصر ،، و لأن أحلام الخرائط و تغييرها لم يكن يوماً جهداً فردياً في عقلية صانع السياسة الأميركي بل هو جهد مؤسساتي يتطور بتطور الظروف و يخلق الأجواء للصيرورة بقدر الإمكانات سواء المتوفرة على أرض الواقع أو التي يمكن إبتكارها ،، لذا استمر العمل على تحقيق التغيير في الخرائط السياسية على قدم و ساق و لم ينته بإنتهاء عصر البوشين الكبير و الصغير ،، و مفهوم العمل المؤسساتي مما يستحق بكل جدارة أن يكسب إحترامنا جميعاً كعرب و خصوصاً في العراق لأننا لا نزال نعتبره جسماً غريباً لابد من استنفار كل الطاقات لمحاربته و الإبقاء قدر الإمكان على الفردانية و الوحدانية في العمل الإداري و السياسي ،، الأمر الذي يؤدي بنا دائماً إلى الإنهزام و اللوذ خلف المتاريس الدفاعية إن وجدت أو التلاشي أمام خطط الكبار .. لذلك جاء الوضع السوري ليكون تعديلاً لمغامرة إحتلال العراق ،، و تقويماً لنتائج حرب تموز عام 2006 التي تألق فيها حزب الله ،، فزجت قوى الإستكبار بكامل مؤسساتها الفذة في مجالات صنع الخرائط و إعادة التقسيم الجيوسياسي لتقضي على قوس النصر الشيعي الممتد من إيران مروراً بالعراق فسوريا ثم حزب الله ،، فكانت نتائج ذلك صدمة كبرى ،، وقف القوس الشيعي و كأنه قد خلق من أسس الكون و رأس الوجود ،، ليرفض التغيير وفق ما تشتهيه أنفس الغرباء ،، فوضع خارطة جديدة يعلن فيها ان هنالك معادلة يجب على العالم ان يفهمها و يغير كل معادلاته على أساسها ،، أن الشيعة إذا ما أصبحوا مقاومة فإنهم لن يُهزموا أبداً ،، و أن المارد الشيعي الذي أخرجه الإمام الخميني من قمقمه في عام 1979 لن يرجع إلى سباته من جديد ،، لهذا السبب عادت حسابات المؤسسات الصهيوأميركية و الأوربية و الناتوية للتفكير في البدئ من العراق ثانيةً ،، فحولت مجرى كلاب التكفير السائبة لتصب حقدها و وحشية نفوسها إلى أرض العراق ،، لترتفع رايات البيت الأبيض على طائرات الأف 18 و دبابات الإيبرامز و تدق طبول إعادة إحتلال العراق من جديد ،، لعلها تنجح هذه المرة بكسر قوس النصر الشيعي إذا ما قطعوا طريقه الإستراتيجي الذي ينطلق من إيران فيمر بأجواء العراق و أرضه و مائه و رجاله و ألويته الجهادية ليمتد إلى سوريا و حزب الله .. لكن ،، متى يتعلم هؤلاء المستكبرون ،، أن كل مغامراتهم قد جاءت بنتائج عكسية تعصف بأحلامهم ،، فإحتلالهم لأرضنا قد جعلنا مقاومة ،، و حربهم لسوريا جعلنا ألوية تتسابق للإستشهاد عند أعتاب مولاتنا السيدة زينب صلوات الله عليها .. و كلاب التكفير التي أطلقوا أزمتها ،، قد استنهض عدوانها صوت الدين في ضمائر مرجعياتنا ،، فهب الشعب يسعى لصد الغزو عن بلادنا .. ؟؟؟... |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
احسنت يامقاوم فالحرب تحتاج عقيده ثم سلاح ---وكلماتك هذه تصنع عقيده تحمل سلاح |
أخينا العزيز الفاضل ابو الحسن الرجل الحر ،،،
حياكم الله ،، آسف جداً على عدم التواصل معكم في الفترة الاخيرة لربما للتغييرات الحديدة في المنتدى اثر في ذلك ،،، ومع ذلك فأنا اعتذر عن التواصل الذي هو تقصير مني ،،، وبعد ،،، هل تعتقدون ان ماحصل في الموصل وما بعدها هي بداية مرحلة جديدة من الاستراتيجية الغربية الامريكية لرسم الحدود والايدلوجيات في الارض ووجدت لذلك الأرضية المناسبة من خلال التحمس التكفيرية الإرهابي الوهابي المسيطر على الأجندة العربية السنية بشكل يكاد يكون كليا ،،، |
|
اقتباس:
أختي الكريمة الفاضلة أم جَنى ،، جعلنا الله و إياكم من المقاومين الذابين عن حرمات الله و رسوله ،، الحرب كشأن حياتي آدمي ،، آلة تدمير بشرية تقضي على النظم الطبيعية و الموجودات الحياتية ،، و السلاح فيها عدو الحياة ،، لكن إذا كانت بعقيدة ،، كما تتفضلين ،، تتصل بأسباب القيم السماوية ،، حينها تكون حرباً مقدسة ،، الداخل فيها داخل إلى شرف و المقتول في جانب الحق حي عند رب العباد .. كلماتي هذه تعلمتها من أهل المقاومة في سبيل الله .. أحيي فيك هذا الوعي ،، في زمن كثرت فيه الثقافة بلا وعي ،، و أُجل فيك هذه البصيرة ،، في زمن وجدت فيه الثقافة و الوعي و غابت معالم البصائر ،، و أقدر فيك هذا الفرقان بين الحق و الباطل ،، في زمن غابت فيه التقوى فغاب الفرقان في عقول الناس. تقبلي شكري و تقديري لكم |
اقتباس:
عزيزي البغدادي ،، لا داعي للأسف يا صديقي ،، فالأخ معذور على الدوام ،، و لست أراك في تقصير أبداً .. الموصل ،، كانت بداية النهاية في عقلية المؤامرة الدولية على العراق ،، و الساسة الكورد حصان طروادة ،، بعد الفشل الذريع في سوريا لمدى أربع سنوات تقريباً ،، استوعب كبار صناعة الموت و دهاقنة السياسة و قادة العالم المتصهين المستكبر الدرس ،، و تيقنوا بأن التواصل الجغرافي و اللوجستي و الإيديولوجي الشيعي قد أمسى و أصبح خطراً في مقابل طوفان العولمة الغربية الصهيوأميركية على أمم الدنيا ،، لذا فإن الأوراق تتقبل جداً الخطة ( ب ) بعد فشل الخطة ( أ ) أو لعلها الخطة المليون بعد فشل ما قبلها ،، فجاءت الموصل ،، كقاعدة إنطلاق وفق الخريطة الجيوسياسية التي نسجتها أنامل البيت الأبيض و تل ابيب و استقبلتها بنهم السعودية و تركيا و ساسة كوردستان ،، هذا المشهد ينتظر لحد هذه اللحظة ردة الفعل الشيعي التي بدأت قوية و لربما غير متوقعة بدخول صوت المرجعية العليا في النجف الأشرف على خط الرد الشيعي ،، و لأننا قد تعودنا على الكثير من الإنتصارات و معادلات التوازن و التغيير في الإستراتيجيات الدولية لصالح محور المقاومة الإسلامية عند كل منازلة يدخلها ضد مؤامرات الأعداء و مخططاتهم ،، لذا فأنا اتصور أن إعتقاد وجود مرحلة أو وأدها أو إستنزافها حد الهلاك لم يعد رهناً بإرادات أعدائنا بقدر ما هو رهن برد فعل المحور الشيعي المقاوم. تقبل تحيتي و تقديري لمرورك الكريم |
اقتباس:
بارك الله بكم ،، الشكر العميق لمروركم |
اخي الكريم
اسمح لي ان انحني احتراماً لفكرك السامي واطروحاتك القيمه و مخزونك الثقافي الكبير والله ..وليس مجاملة ان البلد بحاجه الى مثل شخصك المتفتح والواعي ليستطيع مجابهة كل مايهدده دون ان يعطي خسائر كبيره إنه ليسعدني تواجدي على متصفحك الأكثر من رائع دمت رائداً للفكر والعقيده الحقه تحياتي لك مرة اخرى |
من بين الأخبار المتناقلة اليوم وصول مستشارين عسكريين اميركان الى بغداد ... على الحكومة العراقية الحذر منهم ومن خططهم .. يجب على الحكومة ان لا تثق باميركا مطلقاً
|
اقتباس:
أخي العزيز ،، أشكر لكم مروركم ،، و أنا أقل مما ذكرت ،، تقبل تقديري لكم |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 07:05 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025