![]() |
قول سديد: احذروا اللسان لأنّه العضو الأخطر!
بسم الله الرحمن الرحيم قولوا الحقّ لتصلح أعمالكم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً. «القول السديد» من مادّة (سد) أي المحكم المنيع الذي لا يعتريه الخلل، و الموافق للحقّ و الواقع، و يعني القول الذي يقف كالسدّ المنيع أمام أمواج الفساد و الباطل. و إذا ما فسّره بعض المفسّرين بالصواب، و البعض الآخر بكونه خالصا من الكذب و اللغو و خاليا منه، أو تساوي الظاهر و الباطن و وحدتهما، أو الصلاح و الرشاد، و أمثال ذلك، فإنّها في الواقع تفاسير ترجع إلی المعنی الجامع أعلاه. ثمّ تبيّن الآية التالية نتيجة القول السديد، فتقول: يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ. إنّ التقوی في الواقع هي دعامة إصلاح اللسان و أساسه، و منبع قول الحقّ، و القول الحقّ أحد العوامل المؤثّرة في إصلاح الأعمال، و إصلاح الأعمال سبب مغفرة الذنوب، و ذلك ل إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ. [سورة هود، الآية ١١٤.]٣ يقول علماء الأخلاق: إنّ اللسان أكثر أعضاء البدن بركة، و أكثر الوسائل تأثيرا في الطاعة و الهداية و الصلاح، و هو في الوقت نفسه يعدّ أخطر أعضاء البدن و أكثرها معصية و ذنبا، حتّی أنّ ما يقرب من الثلاثين كبيرة تصدر من هذا العضو الصغير [عد الغزالي في إحياء العلوم عشرين كبيرة أو معصية تصدر عن اللسان، و هي: ١- الكذب ٢- الغيبة ٣- النميمة ٤- النفاق في الكلام، أي كون الإنسان ذا لسانين و وجهين ٥- المدح في غير موضعه ٦- بذاءة الكلام ٧- الغناء و الأشعار غير المرضية ٨- الإفراط في المزاح ٩- السخرية و الاستهزاء ١٠- إفشاء أسرار الآخرين ١١- الوعد الكاذب ١٢- اللعن في غير موضعه ١٣- التخاصم و النزاع ١٤- الجدال و المراء ١٥- البحث في امور الباطل ١٦- الثرثرة ١٧- البحث في الأمور التي لا تعني الإنسان ١٨- وصف مجالس الشراب و القمار و المعصية ١٩- السؤال عن المسائل الخارجة عن إدراك الإنسان و البحث فيها ٢٠- التصنع و التكلف في الكلام. وفي حديث عن النّبي الأكرم صلّی اللّه عليه و آله: «لا يستقيم إيمان عبد حتّی يستقيم قلبه، و لا يستقيم قلبه حتّی يستقيم لسانه» [بحار الأنوار، المجلد ٧١، صفحة ٧٨.]٥. و من الرائع جدّا ما ورد في حديث آخر عن الإمام السجّاد عليه السّلام: «إنّ لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم علی جوارحه فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا. و يقولون: اللّه اللّه فينا، و يناشدونه و يقولون: إنّما نثاب بك و نعاقب بك» [بحار الأنوار، المجلد ٧١، صفحة ٢٧٨.]٦. هناك روايات كثيرة في هذا الباب تحكي جميعا عن الأهميّة الفائقة للّسان و دوره في إصلاح الأخلاق و تهذيب النفوس الإنسانية، و لذلك نقرأ في حديث: «ما جلس رسول اللّه صلّی اللّه عليه و آله علی هذا المنبر قطّ إلّا تلا هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً [الدرّ المنثور، طبقا لنقل تفسير الميزان، الجزء ١٦، صفحة ٣٧٦.]٧. ثمّ تضيف الآية في النهاية: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً و أي فوز و ظفر أسمی من أن تكون أعمال الإنسان صالحة، و ذنوبه مغفورة، و هو عند اللّه من المبيضة وجوههم الذين رضي اللّه عنهم؟! نقلاً عن تفسير الأمثل |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:38 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025