منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=63)
-   -   وقوف فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنب أبيها ( صلى الله عليه وآ (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=35891)

@الكربلائي@ 05-09-2008 03:02 AM

وقوف فاطمة ( عليها السلام ) إلى جنب أبيها ( صلى الله عليه وآ
 
منذ أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة المنوّرة كان دائباً على هدم أركان الجاهلية واستئصال جذورها وضرب مواقعها ، فكانت حياته في المدينة المنوّرة كما كانت في مكّة حياة جهاد وبناء ، جهاد المشركين والمنافقين واليهود والصليبيين ، وبناء الدولة الإسلامية العظيمة ، ونشر الدعوة وتبليغها في كلّ بقعة يمكن لصوت التوحيد أن يصل إليها ، فراح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحارب بالكلمة والعقيدة تارةً ، وبالسيف والقوّة تارةً أُخرى ، وبالأُسلوب الذي يمليه الموقف وتفرضه الحكمة .
وهكذا جاهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقاتل في مرحلة حرجة صعبة ، لم يكن يملك فيها من المال والجيوش والاستعدادات العسكرية ما يعادل أو يقارب جيوش الأحزاب وقوى البغي والضلال التي تصدّت لدعوة الحق والهدى ، بل كانت كلّ قواه قائمة في إيمانه وانتصاره بربّه وبالفئة المخلصة من أصحابه .
والذي يقرأ تاريخ الدعوة وجهاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصبره واحتماله ، يعرف عظمة هذا الإنسان المبدئي ، ويدرك قوّة عزيمته ومدى صبره ورعاية الله ونصره له ولأُولئك المجاهدين الذين حملوا راية الجهاد بين يديه ، فيكتشف مصدر النصر والقوّة الواقعيين .
ولقد مرّت هذه الفترة الجهادية الصعبة بكامل ظروفها وأبعادها بفاطمة ( عليها السلام ) ، وهي تعيش في كنف زوجها وأبيها ، تعيش بروحها ومشاعرها ، وبجهادها في بيتها ، وفي مواساتها ومشاركتها لأبيها ، في شدّته ومحنته ، فقد شهدت جهاد أبيها وصبره واحتماله ، شاهدته وهو يُجرح في ( أُحد ) وتُكسر رباعيته ، ويخذله المنافقون ، ويستشهد عمّ أبيها حمزة أسد الله ونخبة من المؤمنين معه .
روي أنّه لمّا انتهت فاطمة ( عليها السلام ) وصفية إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ بعد معركة أُحد ـ ونظرتا إليه قال ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أمّا عمّتي فاحبسها عنّي ، وأمّا فاطمة فدعها ) ، فلمّا دنت فاطمة ( عليها السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورأته قد شُجّ وجهه وأُدمي فوه ، صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول : ( اشتدّ غضب الله على مَنْ أدمى وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )) ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) يتناول في يده ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء فلا يتراجع منه شيء .
وكانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تحاول تضميد جرح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقطع الدم الذي كان ينزف من جسده الشريف ، فكان زوجها يصبّ الماء على جرح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهي تغسله ، ولما يئست من انقطاع الدم أخذت قطعة حصير وأحرقتها حتّى صار رماداً فذرّته على الجرح حتّى انقطع دمه .
ويحدّثنا التأريخ عن مشاركة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بروحها ومشاعرها لأبيها في كفاحه وصبره وجهاده في أكثر من موقع .
فقد روي أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قدم من غزاة له ، فدخل المسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ بدأ ـ كعادته ـ ببيت فاطمة قبل بيوت نسائه ، جاءها ليزورها ويسر بلقائها ، فرأت على وجهه آثار التعب والإجهاد ، فتألّمت لمّا رأت وبكت ، فسألها ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما يبكيك يا فاطمة ) ؟
فقالت ( عليها السلام ) : ( أراك قد شحب لونك ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) لها : ( يا فاطمة إنّ الله عز وجل بعث أباكِ بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلاّ دخله به عزّاً أو ذلاً يبلغ حيث يبلغ الليل ) .
وليست هذه العاطفة وتلك العناية والمشاركة مع الأب القائد والرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) من ابنته فاطمة ( عليها السلام ) هي كلّ ما تقدّمه لأبيها من إيثارها له واهتمامها به ، ومشاركتها له في شدّته وعسرته ، إنّها جاءت يوم الخندق ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهمك مع أصحابه في حفر الخندق لتحصين المدينة وحماية الإسلام ، جاءت وهي تحمل كسرة خبز فرفعتها إليه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما هذه يا فاطمة ) ؟
قالت ( عليها السلام ) : ( من قرص اختبزته لابنيّ ، جئتك منه بهذه الكسرة ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بنية أما إنّها لأوّل طعام دخل في فم أبيك منذ ثلاث ) . هذه صورة مشرقة لجهاد المرأة المسلمة تصنعها فاطمة في ظلال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فهي تشارك بكلّ ما لديها لتشد أزر الإسلام وتكافح جنباً إلى جنب مع أبيها وزوجها وأبنائها في ساحة واحدة وخندق واحد ، لتدوّنَ في صحائف التأريخ درساً عملياً تتلقاه الأجيال من هذه الأُمّة المسلمة ، فتتعلّم حياة الإيمان التي تصنعها عقيدة التوحيد بعيدة عن اللهو والعبث والضياع .

sem 06-09-2008 02:13 AM

مشكور اخوي

خادمة الشيخ المهاجر 07-09-2008 01:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
http://www.wlidk.com/upfiles/Nd445640.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتم أخي الكربلائي مقالكم رائع ووصفكم دقيق عما فعلته الزهراء من مجهود لأحيـاء دين النبي المصطفى بل هو التضحية والإيثار لأجل رضا رب كريم
وهي روحي فداها مدرسة تربوية على الرغم من قصر عمرها إلا أنها فعلت ما فعلت حتى تربي المجتمعات وتقود مسيرة إلى أبعد مايمكن من الأجيـال
أخي المؤمن هنالك وقفة حقا قد وقفتها سيدة عظيمة أقتبست إيثارها من الزهراء هي زينب الكبرى بنت علي أمير المؤمنين ووقوفها مع أمير المؤمنين في غزواته ومع الحُسين في معركة الطف سجلت خلودا لا ينسى مدى الدهر
أخي لا حرمنا هذه الزغائب الكريمة من فكر الآل تنثرونها لنتقوى بها على ذكرهم والتأمل في مسير معيشتهم وهدهم وورعهم
موفق للخير دائما
http://www.wlidk.com/upfiles/oJj28373.gif
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم

الثائر العربي 10-09-2008 11:19 PM

بارك الله بالجميع وفقكم الله يامن تنصرون الزهراء عليها السلام نعم هاهي الزهراء ليس لها مثيل من النساء
http://up.stop55.com/upfiles/ZBk67853.jpg

ربيبة الزهـراء 11-09-2008 02:26 AM

السـلام عليكم ورحمة الله وبراكته

مشـكور اخوى كربلائى
ع المقــال الرائع

و السلام على فاطمة الزهراء ع


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:10 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025