![]() |
مريم أفضل أم فاطمة عليهما السلام ؟
مريم أفضل أم فاطمة عليهما السلام ؟ قد يجب البعض عن سؤال : أيهما أفضل مريم بنت عمران ( ع ) أم فاطمة بنت محمد ( ص ) بقوله : هذا علم لا ينفع من علمه ولا يضر من جهله ، وإنما هو مجرد ترف فكري أحيانا ، أو سخافة ورجعية وتخلف أحيانا أخرى . ثم يقول : وإذا كان لا خلاف بين مريم وفاطمة حول هذا الأمر ، فلماذا نختلف نحن في ذلك ؟ فلفاطمة فضلها ، ولمريم فضلها ، ولا مشكلة في ذلك . أما نحن فنقول : أولا : لا شك في أن الزهراء عليها السلام هي أفضل نساء العالمين ، من الأولين والآخرين ، أما مريم فهي سيدة نساء عالمها . وقد روي ذلك عن رسول الله ( ص ) نفسه ، فضلا عما روي عن الأئمة عليهم السلام . ويدل على أنها أفضل من مريم كونها سيدة نساء أهل الجنة ، ومريم من هؤلاء النسوة ( 1 ) . ويدل على أفضليتها أيضا ، ما روي عن الصادق ( ع ) : لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض من آدم ومن دونه ( 2 ) . وهذا الخبر يدل على أفضلية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أيضا . ثانيا : إن سؤالنا عن الأفضلية لا يعني أننا نختلف في ذلك ، بل هو استفهام لطلب المزيد من المعرفة بمقامات أولياء الله تعالى التي ورد الحث على طلب المزيد منها ، لأنه يوجب مزيدا من المعرفة بالله تعالى . ونحن لو اختلفنا في ذلك فليس هو خلاف الخصومة والعدوان ، وإنما هو الخلاف في الرأي ، الذي يأخذ بيدنا إلى تقصي الحقيقة وازدياد المعرفة ، وتصحيح الخطأ والاشتباه لدى هذا الفريق أو ذلك . ثالثا : إن علينا أن ندرك - كل بحسب قدرته - إن كل ما جاء في كتاب الله تعالى ، وكل ما قاله رسول الله ( ص ) وأوصياؤه عليهم السلام ، وأبلغونا إياه ، وكل ما ذكر في كتاب الله العزيز ، لا بد أن نعرفه بأدق تفاصيله إن استطعنا إلى ذلك سبيلا ، وهو علم له أهميته ، وهو يضر من جهله ، وينفع من علمه . ولا ينحصر ما ينفع علمه بماتبط بالأمور السياسية فقط ، أو المالية ، أو الاجتماعية ، أو التنظيمية ، والممارسة اليومية للعبادات أو ما إلى ذلك . وذلك لأن للإنسان حركة في صراط التكامل ينجزها باختياره وجده ، وبعمله الدائب ، وهو ينطلق في حركته هذه من إيمانه ، ويرتكز إلى درجة يقينه ، وهذا الإيمان وذلك اليقين لهما رافد من المعرفة بأسرار الحياة ، ودقائقها ، وبملكوت الله سبحانه ، وبأسرار الخليقة ، ومن المعرفة بالله سبحانه ، وبصفاته وأنبيائه وأوليائه الذين اصطفاهم ، وما لهم من مقامات وكرامات ، وما نالوه من درجات القرب والرضا ، وما أعده الله لهم من منازل الكرامة ، كمعرفتنا بأن الله سبحانه هو الذي سمى فاطمة ( 1 ) ، وهو الذي زوجها في السماء قبل الأرض ( 2 ) ، وبأنها كانت تحدث أمها وهي في بطنها ( 3 ) ، وغير ذلك . وهذه المعرفة تزيد في صفاء الروح ورسوخ الإيمان ، ومعرفة النفس الموصلة إلى معرفة الرب سبحانه . ومن الواضح : أن مقامات الأنبياء والأوصياء والأولياء ، ودرجات فضلهم قد سمت وتفاوتت بدرجات تفاوت معرفتهم بذلك كله غير أن بعض المعارف قد تحتاج إلى مقدمات تسهل علينا استيعابها ، وتؤهلنا للاستفادة منها بالنحو المناسب ، فتمس الحاجة إلى التدرج في طي مراحل في هذا السبيل ، تماما كطالب الصف الأول ، فإنه لا يستطيع عادة أن يستوعب - بالمستوى المطلوب - المادة التي تلقى على طلاب الصف الذي هو في مرحلة أعلى كالطالب الجامعي مثلا ، بل لا بد له من طي مراحل تعده لفهم واستيعاب ذلك كله تمهيدا للانتفاع به . وكلما قرب الإنسان من الله ، زادت حاجته إلى معارف جديدة تتناسب مع موقعه القربى الجديد ، واحتاج إلى المزيد من الصفاء ، والطهر ، وإلى صياغة مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته ، بل كل واقعه وفقا لهذه المستجدات . وهذا شأن له أصالته وواقعيته ولا يتناسب مع مقولة : هذا علم لا ينفع من علمه ولا يضر من جهله . وإذا كان الإمام الصادق عليه السلام لم يترفع عن الخوض في أمر كهذا ، حين سئل عن هذا الموضوع فأجاب . فهل يصح منا نحن أن نترفع عن أمر تصدى للإجابة عنه الإمام ( ع ) دونما اضطرار ، وهو الأسوة والقدوة ؟ ! . إذن . . نحن بحاجة لمعرفة ما لفاطمة ( ع ) من مقام علي وكرامة عند الله ، ومعرفة ما لها من فضل على باقي الخلائق ، وبحاجة إلى معرفة أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وأنها أفضل من مريم ( ع ) ، ومن كل من سواها ، حتى لو كانت مريم ( ع ) سيدة نساء عالمها . |
جزاك الله خيراً
اختي على طرحك الشيق |
مشكور اخوي
|
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
الله يعطيك العافيه على الموضوع جزاك الله الف خير |
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مشكوره والله يعطيك العافية |
يعطيك العافية
ويجعله في ميزان حسناتك |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 09:42 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025