![]() |
صدام والنظرية النسبية
صدام والنظرية النسبية
عبد الجبار سبتي تتحدث نظرية العالم الفيزيائي انشتاين عن الزمان والمكان والعلاقة النسبية بينهما , ورغم انها نظرية رياضية بحتة , الا انها كسبت شهرة واسعة , وذلك من خلال استغلال هوليود لها , وبالخصوص الحديث عن امكانية اعادة الزمان الى الوراء , في طروحات خيالية ابدع فيها الخيال الخصب لمؤلفين ومخرجين كثر ,ابتعدوا كثيرا عن اصل واساس النظرية العلمي وذلك لضرورات الحبكة السينمائية . ورغم ان اعادة الزمن الى الخلف صعب ان لم يكن مستحيلا , الا ان ذلك ممكن في عالم السياسة الملئ بالغرائب والعجائب , فرغم خلاص العراق من صدام والحقبة الصدامية المظلمة , الا ان هناك من يريد اعادة العراق لتلك الحقبة ويحن اليها , بوعي وادراك وسابق اصرار احيانا , وبدونها احايين اخر .هؤلاء يمكن ان نطلق عليهم لقب صدامي الفكر والتوجه والنهج , وهم ليس بالضرورة من البعثيين الصداميين , او ممن استفاد من حقبة صدام , وتضرر مصلحيا من الوضع الجديد , بل قد يكونوا ممن عادوا صداما فكرا ومنهجا , وممن عارضوه , لكنهم لم يستطيعوا استيعاب التغيير , ولم يستطيوا استيعاب فلسفة الدواء والشفاء, والتي تتلخص في اشراك الطبيب لمريضه في عملية شفاءه من المرض وذلك بمكاشفته واطلاعه على مجرى سير الامور واقناعه بأن آلام الدواء لفترة قصيرة هي خير وافضل من آلام قد تستمر مدى الحياة .ما سبق من الكلام ينطبق على كثير من سياسيينا اليوم ممن كان يقف بالضد من افعال واقوال صدام في ما مضى من الزمن بينما يمارس او يدعو اليوم لانتهاج نفس الفكر ونفس الممارسات اليوم ,هذه الافكار والممارسات التي تصدر من بعض سياسيي اليوم لا تعدو ان تكون اعادة للزمن للخلف ,الى حقبة صدام وزمنه , وان كانت بدون صدام .انا شخصيا ارى صدام في كل من يرتضي منح الامتيازات الضخمة للمقربين منه بينما يغض النظرعن فقراء الشعب , وارى صدام في كل من يتهم من يختلف معهم بالخيانة والعمالة لمجرد التشويه والاساءة , وارى صداما في كل من يستغل الديمقراطية للنيل من الاخر محولا حمى الانتخابات الى وباء يصيب الوطن والشعب بمقتل , وارى صدام في كل من يسرق اموال الشعب بدعوى النضال والكفاح والتضحية في ما مضى ويدعي ان له حق في العراق وامواله اكثر من اخوانه العراقيين الاخرين , ارى صداما في كل من يزور شهادة او مستمسك ليسلب به حق غيره ممن تعب وعانى وذاق الامرين , ارى صداما في كل من يبخس الاخرين حقهم في وقوفهم بوجه الطاغية مدعيا زورا وبهتانا انه الوحيد الذي دافع عن قضية العراق العراقيين , ارى صداما في كل سياسي اعتلى منصبا وحاول بكل الطرق الشريفة والغير شريفة البقاء في منصبه مدى الحياة وكأنه ما خلق المنصب هذا الا له , او كما يحاول اعضاء البرلمان اليوم تأجيل وتعطيل القرارات والتشريعات الخاصة بالانتخابات لكسب الوقت وتعطيل العملية السياسية . مثل هذه الافعال والاقوال تضر بالعراق كمثل الضرر الذي الحقه صدام به , وسواء كان الفاعل معارضا لصدام في السابق او لا فانه يدعو للعمل بالنظرية النسبية . ذهب الطاغية الى نار جهنم ولكن مخلفاته بقيت واستمرت في زمننا الحاضر , وهي اي المخلفات تتزيا بأزياء عدة ومتنوعة , فأن كانت على زمن الطاغية ترتدي الزي الزيتوني , فاليوم ترتدي ارقى انواع البدلات الحضارية والاربطة الملونة , او قد ترتدي العمامة , او السروال الكوردي , او الزي العشائري , فصدام اصبح ثقافة وان كانت ثقافة منحطة وساقطة , تريد جرنا للخلف واعادة عقارب الساعة الى الوراء , مستخدمة نفس اساليب وطرق ودرابين الزمن الاغبر , والى حين زوال هذه الثقافة الجاهلية , فاننا نستطيع القول ان صداما ما زال بيننا , وان اختلف الشكل والمظهر , الا ان الجوهر واحد والفكر واحد . ولن نستطيع عبور جسر خلاصنا ما دامت تلك الثقافة الجاهلية تجرنا للخلف مسخدمة الة ارجاع الزمان . |
اقتباس:
نعم هناك من تغير زيه الى زي اخر واخذ يغير طريقة لبسه واسلوبه وكلامه وغيرها من مظاهر الحياة وفي داخله لا يزال يناهض التجربة السياسية العراقية الجديدة شكرا للخبر |
اقتباس:
تقبل خالص التحايا وشكرا لك |
أحسنتم اختيار طرح الموضوع ولو كان الامر يقتصر على الزي الذي يرتدي لكان هينا ولكن ثقافة صدام تجدها في المواكب والحمايات والسيارات المستخدمة والتعالي على الاخرين
|
اقتباس:
|
ورغم القضاء على الطاغية الا اننا نرى اليوم ونلاحظ من بعض معارضيه انهم يتبعون نفس سبيله ونفس طرقه , من منافسة غير شريفة ومن طعن بالاخر وبغير وجه حق , ومن الاصرار على اوحدية الفكر والرؤى , وزادوا بأدعائهم الديمقراطية , رغم انهم يخونون من يختلف معهم في الفكر وفي الرؤى , هؤلاء مشكلتهم انهم لم يستطيعوا استيعاب التغيير الذي حصل , بسبب بعدهم عن الشعب , وتقوقع فكرهم ,
تشخيص دقيق الباطن نفسه فكر متخلف متعلق بفكرة الانا ونكران الاخر لم تتغير سوى الواجهات والمظاهر وحقا مرد ذلك الى توحد اصاب الذهنيه التي تؤمن به فاضحت لاترى الى عالمها بانه عالما لاينافسه احد رحل صدام لعنة الله عليه وخلف ارثا ثقيلا ونحن نتحمل تبعاته الى الان اشكرك استاذ عبد الجبار مقال مميز بحق |
كأنّ الهاجس المخيف والمكبوت الذي يسكن داخلي قد أخرجته بقلمك وبموضوعك هذا ...
فلا زال المشجعون لنهج صدام متواجدين بيننا وهدفهـم واحد وجلي وهو إعادة مملكة صدام حسين الى سابق عهدها ..وهذا الشيء مابدأ من داخل البرلمان فقط بل نرى في المحافظات كيف أن البعثيين قد استولوا على مجالسهـا .. ولا ننسى اسلوب صدام وهو بالواقع اسلوب اغلب الحكام الجبابرة والان اسلوب بعض اعضاء البرلمان المتنكرين (الترغيب ثم الترهيب ثم الهيمنة والسيطرة على العراق لكن الآن بمساعدة أمريكـا ).. واقعاً هذا الأمـر يجب الا يسكت عليه .. بارك الله فيك وفي طرحك لهذة القضية المهمـة ,, حفظك الله من كل شر ومكروه ~ |
الثقافه البعثيه العفنه أمتدت لأربع عقود خلت من تاريخ العراق ونحتاج إلى وقت للتخلص منها ونحن الآن نعيش مرحله أنتقاليه عصيبه حيث مازال ذلك الفكر يعيش في البرلمان من خلال ذيوله . ثقافة القتل والأنتقام هي أسوء موروث ورثناه من حقبة لابسي الزيتوني ومادام هذا الموروث سائدا ليومنا هذا نجدالديمقراطيه تسير بخطى متعثره ، ولا نبريء حكامنا الحاليين من أستخفافهم بالدم العراقي لأن هناك من تلطخت يديه بدمائنا ومازال يحتل منصبا رفيعا مثل الهاشمي والدليمي وغيره، حتى رئيس البرلمان يطالب بعودة حزب البعث للحياة السياسيه ولعمري تلك طامه كبرى . صدام لعنة الله عليه لم يكن وليد مرحله بل هو أمتداد لطائفية وعنصرية السلطه العراقيه منذ تأسيس العراق الحديث سأعود يا عبدالجبار لأكمال ردي على مقالك القيم البغدادي |
أن وعدالله حق
الله عز وجل وعدنا بالقصاص من الظالمين البغدادي |
اقتباس:
نعم اختي العزيزة , بنت الوادي المقدس , انها الانانية وتظخيم الذات , واتباع الهوى , (ارئيت الذي اتبع هواه , فأنه يضله ) , احسنت التشخيص والتحليل, فصدام خلف ارثا ثقيلا , والمصيبة ان هذا الارث وزع حتى على معارضيه , ومن دون حتى شعورهم بذلك , فبينما هم يدعون انكارهم لافعال الطاغية نراهم يتصرفون بوعي وبدونه , بنفس الاسلوب ويحملون نفس الافكار , ويتبعون نفس الطرق الخبيثة . تقبلي خالص التحايا ,وشكري مقرونا بالدعاء . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 06:30 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025