|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 8336
|
الإنتساب : Aug 2007
|
المشاركات : 312
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حسين عبد الامير
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 23-04-2010 الساعة : 02:43 AM
• كررتم مراراً قول: سامحوني! السؤال هو: على ماذا؟ ولماذا الاعتذار؟
- المعنى هو: سامحوني إن لمست مسلّماتكم التي عشتم عليها قروناً ولم يتجرأ أحد أن يكشف لكم بكل وضوح خطأ هذه المسلّمات.
فإن كنتم لا تستوعبون كلامي فسامحوني! فإنني أتكلم بكل وضوح.
• وهل تعتقدون بأن هناك من أخفى الحقائق من العلماء السابقين؟
- لا أشك أن السياسة منعت الحقائق من الظهور. فحينما أجد كتب صحاح الحديث الموجودة في الساحة السنية قد ذكرت فضائل أبي بكر وعمر وعثمان في عدة صفحات بينما تعطي لسيدنا علي (عليه السلام) صفحة واحدة أو صفحتين؛ ثم يأتي مسند الإمام أحمد بن حنبل فيعطي ستة وأربعين صفحة لسيدنا علي (عليه السلام) فإني أتساءل: لماذا لم تذكر تلك الكتب السابقة هذه الفضائل؟! وأعتقد أنك تدرك ما يحدث لي حينما أجد أن مسند أحمد قد طُبع في بلد إسلامي وحُذفت منه الستة والأربعون صفحة! هنا أعرف أن التاريخ كيف زُوِّر!!
• ما سبب هذا الخلاف في نظركم؟
- لأننا إذا ذكرنا فضائل سيدنا علي (عليه السلام) نظن أن الشيعة سينتصرون على السنّة، وأن الشيعة ستحكم العالم العربي والإسلامي وأن السلفية ستغيب، هنا مشكلة السياسة!
• وهل عليّ صلوات الله عليه وسلامة للشيعة فقط؟!
- إن علياً (عليه السلام) اليوم هو رمز للثورة الحقيقية، والذين يحكمون العالم الإسلامي اليوم لا يريدون علياً جديداًّ لذلك قال الشاعر مظفر النواب غفر الله له: أفديك علياً لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك وسموّّك شيوعياً!
لماذا؟! لأن الجماهير المؤمنة تجد في فكر علي وقوله وعمله ما يحييها ويعيد عزتها، فهم حينما ينظرون إلى عظيم أعمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محاولين محاكاتها؛ يقولون: هذا رسول.
وعلي سلام الله عليه كان رجلاً مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، واستطاع أن ينقل الشريعة من شريعة صامتة إلى شريعة ناطقة، حيث قال: هذا كتاب الله الصامت؛ وأنا كتاب الله الناطق.
والذي يخافه الكثيرون اليوم أن تعود روح علي من جديد!
• هل تؤمنون بأن الإمام علي (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام)، لا يزالان مظلومين؟
- ما زال الظلم قائماً على آل البيت حتى اليوم وهذا الظلم لن يزول بسهولة، وستبقى هنالك فئة تحارب الآل لأن وجودهم يعني وجود العدل والأمن بالعالم وهنالك من يحارب هذا العدل وهذا الأمن!
• هناك إشكالية في يوم عاشوراء ربما تطرقتم إليها في خطبتكم الميمونة، ولكن السؤال هو: أيجوز الاحتفال في يوم عاشوراء؟ يعني ما الواجب علينا أن نفعل؟ أنفرح أم نحزن؟ هل الحديث عن صيام يوم عاشوراء حديث صحيح أم موضوع وضعه الأمويون نكاية بسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
- حتى نكون حياديين، فإنني أرى أن يوم عاشوراء هو يوم الانتصار على الفراعنة، قد انتصر موسى (عليه السلام) فيه على فرعون أمته، وقد انتصر فيه الحسين (عليه السلام) على فرعون هذه الأمة. وأقول أنه سلام الله عليه انتصر رغم هزيمته الظاهرية على أرض المعركة، لأنني إن سألت الناس اليوم عن قبر يزيد أو أبناء يزيد أو آثار يزيد أو صرخت وقلت: أروني أين يزيد؟! فإن أحداً لن يقدر على جوابي، أما إن سألت: أروني أين الحسين؟! فإن كل الناس سيشيرون إلى قلوبهم قائلين: إنه هاهنا!
لقد اتخذت هذه الرمزية الرائعة جداً، واعتبرت أن يوم عاشوراء هو يوم تجدّد الموقف بين الحق والباطل، انتصر الله فيه بالحق على الباطل، بموسى على فرعون، وبالحسين على يزيد وهو فرعون هذه الأمة.
إن القضية ليست قضية أكل وشرب، ولا بكاء ونواح، إنما هي قضية مبدأ وعقيدة، قضية انتصار وشهادة، فلماذا لا نستثمر هذا اليوم ونحوله إلى يوم تتفق فيه الأمة على إسقاط فراعنتها؟!
إن الأصل الثابت في يوم عاشوراء أنه اليوم الذي نجّى فيه الله تعالى موسى وقومه من فرعون وقومه، ولكن أن يصبح هذا اليوم يوم طبخ الحلوى والتوسعة على العيال، فأعتقد أنها عملية لصيقة جاءت من النواصب لإبعاد هذا اليوم عن هدفه الذي أوجد لأجله.
• إن الوهابية لا تزال على موقفها بشأن عاشوراء، هي تحث الناس على صيامه، وتدافع فيه عن يزيد، وتكفر فيه المحيين قضية سيد الشهداء (عليه السلام) لأنهم يلعنون يزيد! بل إنهم هاجموا حتى مشايخ السنة الذين لهم موقف معاد ليزيد! ما الرأي عندكم؟ وما هو موقف أهل السنة الحقيقي من يزيد لعنه الله؟
- الذي أعرفه أن الوهابية لم تكفر الشيعة فقط، إنما كفرت السواد الأعظم من المسلمين حتى من السنة، فقد كفرت الصوفية وقد كفرت الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي، وقد كفرت الكثير من أئمة المذاهب. وهم فئة تغطت باسم السلف أي السلفية.
أما قضية يزيد فاقرأ كتب السنة بأجمعها واقرأ خطب معاوية بن يزيد نفسه، هذا الرجل الصالح الذي تكلم عن أبيه وجده بما فيه الكفاية ومن خلال كتب السنة لا كتب الشيعة.
سترى عندها أن هنالك الكثير من علماء السنة الذين التزموا مذهب السنة الحقيقي ولم يكن أياً منهم راضياً عن يزيد بأي شكل من الأشكال، ولم يعتبروه خليفة للمسلمين يوماً، فهو الذي أدخل الساحة الإسلامية في ضياع الملك العظيم. وقد قلتها في خطبة الجمعة يوماً حينما قلت لمعاوية: (أنت صحابي لن أتكلم عنك، ولكن لك موقف أمام الله سيسألك عنه؛ لم وضعت هذا الولد، على هذه الأمة حتى فرّق كلمتها وقتل خير شبابها)؟! نعم... هذا ما قلته وهو كاف.
أما الذي يقول أن الحسين قتل نفسه؛ فأعتقد أن خصمه سيكون محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة!
• أنتم تتحدثون عمّن حرّف من مسار الإسلام الأصيل، فهل تنسحب إدانتكم إلى الخلفاء الأوائل أيضاً، أم أنكم تنطلقون فقط من يزيد لعنه الله؟
- أنا لا أعطي العصمة للصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فهم يخطئون ولكنهم لا يصرّون على خطأ. وقد كان موقف علي (عليه السلام) من عثمان موقف الشهم العظيم حينما أرسل الحسن والحسين إلى باب عثمان، وقال لا تتركا عثمان حتى ولو قُتَلتما دونه، لقد قام سيدنا علي (عليه السلام) بعمل يجب أن أقوم به أنا وأنت، لم؟! لأن سيدنا علي (عليه السلام) كان يجب أن يحفظ دماء المسلمين ما استطاع، كما كان يدخل إلى عثمان وينصحه فيقدر عثمان أن يقف موقفاً وجهه إليه سيدنا علي سلام الله عليه، وما أن يخرج حتى يدخل عليه مروان وجماعته ليحولوا هذا الرجل عن الفكر الذي بثه فيه سيدنا علي بصدقه وصفائه. وأنا الذي أعتقده أن سيدنا عثمان أخطأ ولكنه لم يصر على خطأ والدليل أنه كان حينما يجتمع بسيدنا علي (عليه السلام) يتراجع وحينما يبتعد عنه سيدنا علي (عليه السلام) يضيع. الحقيقة كان يجب أن تكون هناك مجموعة من تلك الأمة تأخذ على يد عثمان وتعطي الحق لسيدنا علي (عليه السلام) ليتابع المسيرة، ولكن أقف الآن وأقول: (وكان أمر الله قدراً مقدوراً). لكنني لا أغيّب الحق بأن سيدنا علي كان ذلك الناصح الصادق الصبور الذي أراد بالأمة ألا تتفرق ووضع دم الحسنين سلام الله عليهما على فوهة القتل، حتى لا يُقتل واحد من الصحابة، والعجب من هؤلاء القتلة الذين قتلوا سيدنا الحسين وقتلوا سيدنا علي عليهما السلام! ولكن لعن الله اليهود أينما كانوا ومن أخذ بآرائهم ومن سار على دربهم!
• هل نفهم من كلامكم هذا ومن خطبتكم الكريمة أنكم تدينون جمعاً من الصحابة وتجوّزون الخطأ عليهم؟ وهل نفهم أيضاً أنه ثمة ظلم وقع على أهل البيت عليهم السلام منذ يوم السقيفة؟!
- أولاً، لا أستطيع الآن أن أحاكم الصحابة، ولا أن أدين. ولكن أنا لا أعطيهم العصمة فهم يخطئون، انتبه إلى ذلك جيداً، إنهم يخطئون، ليسوا معصومين، ليس هناك صحابي معصوم. ولكن هل كان خطؤهم عن إصرار؟ أم عن وقوع في أمور واجتهادات أنا لم أكن في ميدانها آنذاك؟ صحيح أنه كان هناك خطأ في حق سيدنا علي (عليه السلام) منذ يوم السقيفة، وهذا الخطأ لا يمكن أن يتجاهله أي مخلوق في الأرض، حينما يرى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله).
وأنا الذي أعتقده يقيناً، أن أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح، لم يعادوا يوماً سيدنا علي وهذا نهج البلاغة يحدثنا عن خطب سيدنا علي (عليه السلام) فيهم جميعاً. ولكن هل هناك خطأ ارتكبوه في حق سيدنا علي (عليه السلام)؟!
نعم هناك اجتهاد ارتُكب منهم في حق سيدنا علي ولكنه سلام الله عليه أعطانا رمزاً من رموز التسامح العظيم في هذا المبدأ. فلذا لا يمكن أن أقف هنا مع تشطير كلمة الأمة في حق الصحابة أو في حق سيدنا علي، إنما أقف فيمن أزاحوا سيدنا علي وأقول أنهم أخطأوا وقد اعترفوا بخطئهم، وكذلك الذين قاتلوه فقد قالت عائشة أم المؤمنين: (ليت لي عشرة من الولد ضُربت أعناقهم ولم أخرج عليك أبا الحسن).
وأنا في هذا النص أناقش الذين يقولون بأنهم لم يخطئوا، فأقول: لماذا كان الاعتذار من أم المؤمنين إذن؟
وحقيقة علينا أن نقرأ التاريخ قراءة صحيحة لا نعطي فيها العصمة والقداسة لأي أحد بعد الأنبياء صلوات الله عليهم ومن حفظهم ربي بحفظه الخاص، كما أن سيدنا علي (عليه السلام) قد سُئل: لم سكتّ على أبي بكر وعمر وعثمان وأعلنت حربك على معاوية؟ فقال (عليه السلام): (أنصحهم ويسمعون، ونصحت ولم يسمع لي فحقه عليّ أن أقف مقاتلاً في سبيل الله والله لو خرجوا كما خرج لقاتلت كما قاتلت).
فإذا سيدنا عليّ في سكوته الأول كان ناصحاً ولم يسكت، إن كان البعض يظن سيدنا علي (عليه السلام) انسحب في الأول.. لا.. كان ناصحاً وكانت تسمع نصيحته وهذا عمر يقول: (لولا علي لهلك عمر) فكان سيدنا علي هو الناصح الصادق ولكنه حينما ابتُلي بالخلافة كان لا بد له من اتخاذ هذا الموقف ضد معاوية.
وفي الحقيقة لقد ضُيّع حق سيدنا علي فيمن عرفه من قربه ومن لم يعرفه من قربه، لأنهم حجبوا الخلافة السياسية عن الخلافة الشرعية، لقد صب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صدر مولانا عليّ علوماً لم يصبها في صدر أي من البشر، وقد ظلم سيدنا حتى في هذه الحقائق التي أودعت في صدره فما وجد لها صدراً يحملها وهذا ما قاله لسيدنا الحسن وسيدنا الحسين وسيدنا زين العابدين، فكان كل واحد منهم يضرب على صدره ويقول: (آه.. إن ها هنا علوماً جمًّا)!
هذه العلوم التي وُضعت في صدورهم لم تجد لها أوعية عند الناس فكُتمت في صدورهم إلا عند الخواص. وأعتقد أنه يجب أن تكون لنا وقفة ضد الظلم الذي لاقاه سيدنا علي (عليه السلام) والظلم الذي لاقاه سيدنا الحسن (عليه السلام) والظلم الذي لاقاه سيدنا الحسين (عليه السلام) حتى نستطيع مقاومة الظلم في كل مكان.
• إذاً فأنتم تعتقدون بأن علياً عليه الصلاة والسلام هو الأفضل وهو الأحق بالخلافة، ومع هذا فإن إمامة المفضول صحيحة؟
- نعم أنا أعتقد بولاية المفضول إذا وُجد الفاضل على ما قاله الإمام زيد (عليه السلام)، ما دام سيدنا عليّ بايع فهو أحكم بموقفه ما دام هو الأحق.
• وماذا عن نظرية عدالة الصحابة؟
- أنا أرى أن الصحابة ينقسمون إلى أقسام، قسم أشار إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم فهم عدول وليس معنى عدول أنهم لا يخطئون. إذ ليس هناك معصوم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى آل البيت فإنني أقول عنهم أنهم محفوظون، لأن الله أثبت في القرآن أنه أذهب عنهم الرجس فقط، ولهذا أفرق بين العصمة والحفظ، العصمة للرسالات فقط، والحفظ لمن ورثوا الرسالات.
وأنا أستنبط من قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) كما أستنبط هذا من قوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا، فهذا محفوظ وهذا محفوظ.
• هل معنى كلامكم أن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم يمكن أن يخطئوا؟!
- بالنسبة لهم إذا أخطأوا لا يتركهم الله على خطأ، إنما يوضح لهم معالمه، كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اجتهد في أمور فقال له الله عز وجل (عفا الله عنك لما أذنت لهم، وتخفي في نفسك ما الله مبديه). فلا يترك الله آل البيت يخرجون من الدنيا إلا في نقاء كامل. نعم.. لا يبقى عليهم خطأ لأن الله يسدد لهم أمورهم.
|
|
|
|
|