|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 28121
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 661
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي الكاظمي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 16-08-2010 الساعة : 02:50 AM
عمر بن عبد العزيز
أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، واُمّه اُم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .
ولي بعهد من سليمان بن عبد الملك، يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة (99 هـ )، وبقي والياً إلى أن مات يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة (101 هـ ). ومدة خلافته سنتان وخمسة أشهر وخمسة أيام .
وكان أبوه عبد العزيز المتوفى سنة (86 هـ ) ولي عهد مروان بعد أخيه عبدالملك، ولكنه مات قبله.
وقد وجد الناس في عهد عمر بن عبد العزيز عدلاً فقدوه زماناً، واستراحوا في أيّامه القليلة ممّا كانوا يتحمّلونه من ظلم وتعسف، وجور في الحكم، واستبداد في الأمر من حكام سبقوه، وهم لا يتقيدون بقانون سماوي أو وضعي، ولا ينظرون إلا لأنفسهم وأنصارهم، فيستأثرون بما يجبونه من الأموال، وينفقونه في مصالحهم الخاصة.
وكان الخراج في عهده من أسوأ المشاكل التي تواجهها الاُمة لسوء تصرف العمال، وجشع الولاة، وكانت جبايته غير محدودة ولا مقررة، بل يعود أمرها إلى العمال أنفسهم، فظلموا العباد وخرّبوا البلاد.
ولما ولي عمر بن عبد العزيز عالج هذه المشكلة، ويعطينا كتابه لعامله في العراق صورة واضحة عن سوء الحالة وتردي الأوضاع.
سيرته في الخراج
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل الكوفة: أما بعد فإنّ أهل الكوفة قد أصابهم بلاء وشدة في أحكام اللّه، وسنة خبيثة سنّها عليهم عمال السوء، وإنّ قوام الدين العدل والاحسان، فلا يكن شيء أهمّ إليك من نفسك، فلا تحملها قليلاً من الإثم، ولا تحمل خراباً على عامر، وخذ منه ما أطاق وأصلحه حتى يعمر، ولا يؤخذن من الغامر إلاّ وظيفة الخراج في رفق وتسكين لأهل الأرض، ولا تأخذن اُجور الضرّابين، ولا هدية النوروز والمهرجان، ولا ثمن المصحف. ولا اُجور الفتوح، ولا اُجور البيوت ولا درهم النكاح، ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض، فاتبع في ذلك أمري فإني قد وليتك ما ولاني الله، ولا تعجل دوني بقطع ولا حلب حتى تراجعني فيه، وانظر من أراد من الذرّية أن يحجّ فعجّل له مائة ليحج بها والسلام.
وقد عامل العلويين معاملة حسنة وفرّق فيهم أموالاً، وكتب إلى عامله بالمدينة: أن أقسم في ولد عليّ بن أبي طالب عشرة آلاف دينار. فكتب إليه العامل: إن علياً قد ولد له في عدة قبائل من قريش ففي أيّ ولده؟ فكتب إليه عمر: إذا أتاك كتابي هذا فاقسم في ولد علي من فاطمة ـ رضوان اللّه عليهم ـ عشرة آلاف دينار فطالما تخطّتهم حقوقهم والسلام.
ودخلت عليه فاطمة بنت علي(عليه السلام)، فقال لها: يا بنت علي، واللّه ما على ظهر الأرض أهل بيت أحبّ إليّ منكم، ولأنتم أحبّ إليّ من أهل بيتي
وقال ابن الأثير : وكان سبب محبّته علياً أنّه قال: كنت بالمدينة أتعلّم العلم، وكنت ألزم عبيد الله بن عبدالله عتبة بن مسعود، فبلغه عنّي شيء من ذلك، فأتيته يوماً وهو يصلّي، فقال لي: متى علمت أنّ الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم؟ قلت: لم أسمع ذلك.
قال: ما الذي بلغني عنك في علي(عليه السلام)؟ قلت: معذرة إلى اللّه وإليك وتركت ما كنت عليه.
وكان أبي إذا خطب فنال من عليّ رضي اللّه عنه تلجلج، فقلت: يا أبتِ إنّك تمضي في خطبتك، فإذا أتيت على ذكر عليّ عرفت منك تقصيراً .
قال: أو فطنت لذلك؟ قلت: نعم . فقال: يا بنيّ، إنّ الذين حولنا لو يعلمون من عليّ ما نعلم تفرّقوا عنّا إلى أولاده.
فلمّا ولي الخلافة لم يكن عنده من الدنيا هم، مثل ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجله، فترك ذلك وكتب بتركه وقرأ عوضه: (إنّ اللّهَ يأمرُ بالعدل والإحسان )الآية، فحلّ هذا الفعل عند الناس محلاً حسناً وأكثروا مدحه بسببه.
وصعب على الاُمويين ترك هذه البدعة، وحاولوا إعادتها بعد عمر بن عبدالعزيز.
حجّ هشام بن عبد الملك سنة (106 هـ ) فقال له سعيد بن الوليد بن عثمان: يا أمير المؤمنين إنّ الله لم يزل ينعم على أهل بيت أمير المؤمنين، وينصر خليفته المظلوم، ولا يزالوا يلعنون في هذه المواطن الصالحة أبا تراب، فأمير المؤمنين ينبغي أن يلعنه في هذه المواطن الصالحة، فشقّ على هشام ذلك وقطع كلامه، وقال: ما قدمنا لشتم أحد.
وعلى أيّ حال فإنّ عمر بن عبد العزيز قام باُمور مشكورة، ووجد الكثيرون في عهده ما لم يجدوه في عهد غيره من الاُمويين .
ولقد ثقل على الاُمويين ما قام به عمر بن عبدالعزيز من الأعمال الصالحة، ومعالجة مشاكل المجتمع، ولذا قيل: إنّه مات بالسمّ من بني اُمية، علماً منهم أنّه إن امتدّت أيّامه أخرج الأمر عنهم، وأنّه لا يعهد بعهد إلاّ لمن يصلح للأمر فعاجلوه
أخطاء تاريخية
ذكر بعض المؤرخين: أنّ عمر بن عبد العزيز صعد المنبر ذات يوم بمكّة، فقال: أيّها الناس من كانت له ظلامة فليتقدم. فتقدم علي بن الحسين بن علي(عليه السلام)فقال: إنّ لي ظلامة عندك. فقال: وما ظلامتك؟
فقال علي بن الحسين: مقامك هذا الذي أنت فيه. فقال عمر: إنّي لا أعلم ذلك، ولكن لو علمت أنّ الناس يتركونه لك واللّه لتركته
ونحن لا ننكر اعتراف عمر بن عبد العزيز بأحقيّة أهل البيت للأمر، ولا ننكر مطالبة أهل البيت في حقّهم عند سنوح الفرص، وأنّهم مظلومون، وأيديهم من حقّهم صفرات.
ولكن انا لله وانا اليه راجعون "الملك عقيم"
|
|
|
|
|