عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادمة الشيخ المهاجر
خادمة الشيخ المهاجر
شيعي حسيني
رقم العضوية : 4050
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 5,797
بمعدل : 0.88 يوميا

خادمة الشيخ المهاجر غير متصل

 عرض البوم صور خادمة الشيخ المهاجر

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : الموكب الحسيني المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي يتبع
قديم بتاريخ : 21-05-2007 الساعة : 10:57 AM


هذه المخاوف والهواجس جعلتني استحضر افضل ما لدي من ثقافة ووسائل اقناع. وكان الرجل يستمع لي بهدوء مع حركة ماهرة من عينيه تدلل على النباهة، وعندما كررت عليه عبارتي”انني لن اكتب عن الكرامات وانما اريد ان نكشف الحقائق للناس خدمة للمجتمع والدين والوطن “.
سألني بشيء من العصبية:
- لماذا لا تكتب عن الكرامات؟.. انك تكتب عن سيدنا العباس.
قلت له: اخشى ان اتهم بالطائفية، كما انه لا يسمح بتناول الكرامات في الصحافة والاعلام!
سألني مبتسماً: تخاف من الحكومة؟
ابتسمت مرتبكاً وقبل ان اجيبه اضاف:
- هذا شيء لا علاقة له بالطائفية ولا بتعليمات الحكومة.. ان الله قادر على ان يضع آياته في كل شيء، فلماذا نستكثر ان يضع الله سبحانه وتعالى آياته في هذا العبد الصالح سيدنا العباس”ع “، الذي حرم نفسه من شرب الماء لعطش ابن بنت رسول الله فكرمه ربنا بأن جعل قبره محاطاً بالماء.. أليس هذا تفسيراً معقولاً.
قلت.. بلى.. لكن يقال ان هذه مياه جوفية.
قال: صحيح.. لكن لماذا لم تظهر هذه المياه في مكتبة ضريح الحسين”ع “ والتي هي بنفس العمق ولا تبعد الحضرة الحسينية عن الحضرة العباسية كثيراً.. أليست هذه كرامة.. أكتب على مسؤوليتي اذا أردت، أنا شخصياً كنت شاهداً على كرامة هذه المياه.. قبل أسابيع اتصل بي هاتفياً رئيس ديوان الرئاسة احمد حسين خضير وأخبرني بوجود برفيسور هندي تعاني ابنته من الصرع الدائم وامراض اخرى وفي الرؤيا نصح الأب البروفيسور بأن يذهب بابنته الى سرداب قبر العباس”ع“ فبغير هذا لن تشفى، وفعلاً اتصل البروفيسور الهندي بصدام حسين وطلب منه السماح بزيارة سرداب القبر والاخذ من مائة وها هو امر الرئيس بالسماع بالزيادة .. وفعلاً جاء البروفيسور وابنته ودخلا السرداب وغسلت ابنته بالماء وشفيت فوراً.. ولدي الكثير من القصص..
قلت له: أنا أصدق وأؤمن بما تقول لكن انت تعرف ان الاعلام تابع للدولة.. ألف باء مجلة رسمية!
ومن ثم سألني الدوري: هل عندك قدرة على النزول الى السرداب ومواجهة قبر سيدنا العباس؟
طريقة القاء السؤال فيها شيء من الخشوع والتحدي والتحذير، لكني أجبته مباشرة:
- نعم.. أستطيع فأنا أمام مهمة خطيرة تخص ملايين المسلمين وتخص الكثير منهم الذين يعتقدون ان جثة الامام العباس مازالت طافية على النهر وان النهر مازال يجري.
- أود أن اخبرك، انه بعد قضية البروفيسور الهندي اتصل بي قاسم سلام عضو القيادة القومية مسؤول الحزب في اليمن وطلب مني الدخول الى القبر، وقد جاءني فعلاً.. ولكنه ما أن نزل درجتين من سلم السرداب حتى اصطكت ركبتاه واجهش بالبكاء ثم انهار واخرجناه قبل ان يصل الى القبر الشريف.. أعطيك هذه الصورة لكي تعرف ما معنى زيارة قبر سيدنا العباس”ع“..
- أنا مستعد لذلك وأعرف أشياء اكثر مما قلته عن كرامات الامام العباس”ع“.. عندها، رفع الفريق صابر الدوري سماعة الهاتف وكلم السيد الغرابي وأمره ان يفتح لي باب السرداب والنزول الى القبر وان افعل ما أشاء من دون تقيد.. وضع سماعة الهاتف والتفت لي:
- ادخل واكتب وصوّر.. وأرجو أن لا تخذلني بالكتابة؟
حكاية النهر
على مدى يومين منحهما لنا من وقته سادن الروضة العباسية مع سادن الروضة الحسينية حاولنا الخروج بإجابات عن عشرات الاسئلة.. بدأنا البحث عن نهر العلقمي هل هو فعلاً يجري تحت الحضرة المقدسة.. من خلال اطلاعنا على بعض الكتب في مكتبة الحضرتين وجدنا ان الامام الحسين”ع “ اختار مكان معركة الطف على وفق رؤية عسكرية مسبقة، حيث نصب مخيماته بين مجموعة من التلال محاطة بقرى الفاخرية والنواويس ونينوى وكور بابل التي ترجع اليها تسمية كربلاء.. والى الخلف بعيداً عن”التل الزينبي“ هناك هور يشكل حماية طبيعية خلفية لمعسكر الحسين”ع“ وفي الامام يقع نهر العلقمي الذي هو فرع من نهر الفرات القديم وقد اندثر منذ قرون ويبعد مكانه عن مرقد العباس”ع“ بمسافة ”150 ـ 200“ م قريباً من مقام سقوط الكف الايسر.. حيث تدل هذه الامكنة على مسار حركته”ع“ عندما أخذ الماء من النهر ومن ثم قطعت يده اليمنى وبعد ذلك قطعت يده اليسرى بمسافة قبل ان يسقط صريعاً في مكانه الحالي..
بناظير بوتو تمنع تصوير القبر
زميلي المصور سمير هادي هيأ نفسه لالتقاط صور القبر، اذ إنه سوف ينزل ويكشف الحقائق بالصور.. عند باب الضريح وعندما لاحظ السيد الغرابي استعدادات المصور قال لي:
- صحيح ان المحافظ وافق على التصوير لكن لي رجاء فأنتم مسلمون واعتقد ان تصوير القبر يمس حرمة الامام، أنا لا أمنعكم لكن اعتقد ان في الامر شيئاً من مس الحرمات، وأسرد لك ما روته لنا بناظير بوتو وزوجها عاصف زادة عندما زرناهم في الباكستان قبل سنوات، حيث انعقد المؤتمر الاسلامي هناك، وقد اقامت بوتو وزوجها دعوة غداء في بيتها للوفد العراقي واتذكر ضمن ما قاله عاصف زادة حيث كان قد خسر الانتخابات مع زوجته بناظير:”لا نستغرب خسارتنا الانتخابات واتهامنا بالفساد لأننا اعتدينا على حرمة العباس”ع “ فعندما زرناه دخلنا على قبره في السرداب، وهذا لا يجوز.. تصور انك تدخل على رئيس جمهورية وهو نائم، وفي ملابس النوم.. هل يجوز هذا؟ فكيف فعلنا ذلك مع العباس “ علماً ان بوتو عندما دخلت السرداب منعت المصورين الذين يرافقونها من تصوير السرداب والقبر احتراماً للعباس”ع “.
عندها طلبت من الزميل سمير هادي ان يغض النظر عن التصوير وفعلاً استجاب لطلبي وأعاد كاميرته الى حقيبته وعاد الى بغداد.. دخلنا الحضرة العباسية المطهرة.
عند الزاوية الشمالية الغربية من الحضرة في مصلى النساء فتح لنا باباً فضياً عملاقاً حيث دخلنا غرفة مربعة وطلب منا ان نخلع ملابسنا بعد ان أغلق الباب خلفنا الزميل حسن النواب الذي رافقني. بدأ يثير الاسئلة بعد ان لاحظت الخشية تسيطر عليه وكأنه يتردد في النزول الى السرداب.. لكن السيد زكي الذي اوكلت له مهمة مرافقتنا وتأدية طقوس الزيارة نادانا قائلاً:”توكلوا على الله “ بعد ان فتح أقفالاً في الارض ورفع شباكاً حديدياً يغلق مدخل السرداب..
من الخارج شاهدت الماء الذي كان حكاية الحكايات بالنسبة للكثير من الناس.. هبطنا درجات من المرمر الابيض المزخرف بخطوط سود، كانت ثماني درجات، ومع كل درجة اهبطها كان الماء يتسلق ساقي حتى استقر فوق ركبتي، عندها وجدتني في دهليز يبلغ عمقه نحو مترين وعرضه اكثر من متر يمتد امامي بعمق متساوٍ لكنه ينحني مشكلاً دائرة شبه مضلعة، مضاءة بمصابيح كهربائية اعتيادية.. كانت المياه صافية مثل الزلال بحيث كنت أرى من خلالها تفاصيل خطوط أظافر قدمي، بالرغم من طبقة الغبار الخفيف المتسلل من فتحات جانبية تشكل نهايتي دهليزين جانبيين ينفتحان خارج مبنى الروضة للتهوية ولكن بمسافة بعيدة عن الدهليز الدائري..
اول شيء فعلته هو انني شربت الماء لأتذوق طعمه، فكان عذباً ونقياً وليس مجاً او مالحاً كما هو شأن المياه الجوفية، وعلمت انه محافظ على مستواه حتى وان تغيرت مناسيب المياه الجوفية في اراضي كربلاء..
في اثناء تقدمنا لم يتغير صفاء الماء بالرغم من ان السيد زكي قد سبقني مؤدياً طقوس الزيارة والبسملات والحوقلات والصلوات، سقف الدهليز الذي يشكل ارضية الحضرة المطهرة في الاعلى مبنية من الاسمنت والجانبان من الطابوق، الجانب الخارجي مبني بالطابوق الحديث، اما الداخلي الذي يشكل غلافاً للكتلة الدائرية التي يستدير عليها الدهليز فأغلبها مبني بالطابوق الفرشي القديم يعود الى عصور ماضية متعددة حسب فترات الترميم، بعضه مبني بالاسمنت، والبعض الآخر بالنورة والرماد حيث لا يوجد اسمنت آنذاك..

من مواضيع : خادمة الشيخ المهاجر 0 خادمة الشيخ المهاجر تحييكم في ذكرى ميلاد وليد الكعبة
0 وفي محـراب العشق ذابت روحي إلى أن سجدت بقلم/ خادمة الشيخ المهاجر
0 ܔೋ҉ܔ وقفة تأمل لشباب أهل البيت مع سيد شباب أهل الجنةܔೋ҉ܔ ‏
0 ♥ ۩♥ قطوف دانية من فقه سبط الـرسول ♥۩ ♥
0 ♥ وجهت أشرعتي بحب الحُسين .... بفرشاة خادمة الشيخ المهاجر ♥
رد مع اقتباس