| 
	 | 
		
				
				
				عضو  برونزي 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 66624
  |  
| 
 
الإنتساب : Jul 2011
 
 |  
| 
 
المشاركات : 376
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.07 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى الإجتماعي
 
" أنا أكرهكِ يا أمي" 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 15-09-2011 الساعة : 03:12 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
تمر  الحياة و فيها من المواقف ما يشغل بالنا و يرهق أجسادنا، لكن ما كان يشغل  بالي هو شيء عجيب جداً، فلم أرَ أماً تكره ابنتها لهذه الدرجة،تتدخّل في كل  شيء حتى في لبسها و مشيتها، أصدقائها و رحلاتها.... حتى فكّرتُ في يوم من  الأيام أن أعترف بكرهي لها... 
 
 
  في  عمر أحتاج فيه إلى أن أنضج و أكبر تراها ، تتحدّث بطريقة تستفزّني، و تهطل  عليّ النصائح بغزارة، لم أكن أعلم ماذا ينبغي عليّ أن أفعل كي أخفّف من  حدّة التعامل هذه، كنت في السابق أحسن الظن و أقول بأن لعله الخوف أو  المحبّة الشديدة... 
 
 
  إلى  أن بدأت تطلب مني أن أساعدها في الأعمال المنزلية، و تقسو عليّ، فكلما  كنتُ أساعدها أراها دقيقة الملاحظة و النتيجة أنني لا أنفع أن أكون ربّة  منزل، حتى في غسل الصحون و الأواني كانت تراقبني، و الكلمات كانت تنهال على  قلبي بطريقة قاسية... 
 
 
 
  ترّفعت  إلى المرحلة الثانوية ، و بدأت شخصيتي تنضج شيئاً فشيئاً، لم تكن أمي تسمح  لي بزيارة الأصدقاء لأن معظم صديقاتي كنَ يسكنّ في مناطق بعيدة عن المنطقة  التي اختارها أبي للسكن، هذا ما يشعرها بالخوف و القلق عليّ، أضف إلى ذلك  حجة أنها لا تعرف الأم و لا البيئة الثقافية للعائلة.. و في يوم من الأيام  طلبتُ منها زيارة إحدى صديقاتي ، فوافقت بعد جهد و عناء حيث توصّلنا إلى  اتفاق بأنه يجب عليّ أن أتم عمل المنزل بأكمله في الصباح الباكر و أحضّر  الغداء و بعدها أمضي ... 
 
    استيقظتُ  باكراً ،نفّذتُ المطلوب كي أصل إلى المقصود، و إذ بها تعود و تسأل  عن  صديقتي، وما إسم عائلتها و نسب أمها و ما إلى هنالك... إلى أن تشابهت عليها  بعض الأسماء و ذكرت إسم سيدة كانت تردد إلى منزلنا في المناسبات، ثم  أقفلتُ الموضوع بقولي أنني لا أعرف إن كانت هذه السيدة لها صلة قرابة بهذه  العائلة، و عمدتُ إلى الخروج من المنزل بسرعة قبل أن ترجع أمي في كلامها و  أفقد هذه الفرصة. 
 
 
 
  كنتُ  أرى الدنيا بأنها بدأت تلين معي ، و أن أمي فعلاً بدأت تشعر بأنني أكبر و  أنضج، أعطتني الثقة على أن أمضي و أختبر ذاتي، لكن في غضون ساعة واحدة  فقط!!!!!! 
 
 
  وصلتُ  إلى منزل صديقتي ، دخلتُ المصعد  و ضغطت على رقم الطابق، وأنا كلي شوق كي  أختبر شعور الزيارة لإحدى الصديقات التي كنتُ أسمع عنه من بنات جيلي و  صديقاتي فيما بينهن، لا سيما صديقاتي في المدرسة حيث كنّ يزرنَ بعضهن البعض  و يأتينَ إلى المدرسة يتحدّثنَ عن المغامرات و ما جرى خلال الزيارة.... و  كنتُ أتمنى  أن أحمل في جعبتي -بعد هذه الزيارة- مواقف كثيرة أتحدّث بها  أمام صديقاتي.... 
 
 
  توقّف  المصعد، و حين شرعت بقرع الجرس ، سمعتُ صوت الأم تأنّب ابنتها، و تطالبها  بإهمالها ، و تقصيرها في مسؤولياتها الخاصة و المنزلية، و بعد المد و الجزر  بين الأم و ابنتها، نطقت الأم إسم تلك السيدة التي تحدّثت عنها أمي، و  بدأت تتحدّث عن لسان حال أمي  عني،كيف أتحمّل مسؤولية المنزل في غيبتها، و  كيف مدحتني أمامها في زيارتها إلى منزلنا ... 
 
 
  هنا  .... تجمّد الدم في عروقي ، نسيتُ أين أنا، و بدأت أمواج الأفكار السلبية  تتضارب مع أمواج الكلمات التي تسمعها أذني، و بدأتُ أعيد التفكير في أمي و  في مراقبتها لعملي و ملاحظتي عن بعد و نصحي... دمعت عيناي، و أنا أسمع رد  صديقتي على أمها و تصرخ في وجهها و تتحجّج بفروضها المدرسية كي تهرب من  مساعدة والدتها... 
 
 
  لم  أجرؤ على قرع الجرس، بل عدتُ أدراجي ، و لا يمكنني أن أصف لكم الشعور الذي  ضرب فجأة شخصيتي ، فخورة ، نعم ، فخورة أنا بأمي ..... و من هنا بدأت  حياتي. 
  
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |