|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 59071
|
الإنتساب : Oct 2010
|
المشاركات : 87
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كتاب بلا عنوان
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 27-10-2011 الساعة : 07:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد قمت بجمع (( أقوال أهل العلم )) في أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ، صاحب كتاب الأغاني، وفي كتابه الأغاني، وذلك لما كثر القيل والقال ، وكثرت السؤال حول هذا الرجال ، وحول كتابه، ولقد تركت كثير من الأقوال في أبي الفرج خشيت الإطالة، وإلا ما ذكرته أنا هنا لا شيء بالنسبة لما قيل فيه، ولما جاء في كتابه المليئ بالشطحات والمنكرات، الذي لا ينقله إلا من في قلبه مرض على الإسلام والمسلمين.
قال ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم( ج14ص 52): (( ومثله لا يوثق بروايته ( 1)، فإنه يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ويهون شرب الخمر وربما حكى ذلك عن نفسه ومن تأمل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر... )).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (ج11ص236): (( الأموي، صاحب كتاب "الأغاني" وكتاب "أيام العرب"، ذكر فيه ألفاً وسبعمائة يوم من أيامهم، وكان شاعراً أديباً كاتباً عالماً بأخبار الناس وأيامهم، وكان فيه تشيع )). ثم نقل كلام ابن الجوزي وأقره.
وقال الذهبي في الميزان (ج3ص123): (( الأموي، صاحب كتاب الأغاني شيعي، وهذا نادر في أموي، كان إليه المنتهى في معرفة الأخبار وأيام الناس والشعر والغناء والمحاضرات، يأتي بأعاجيب بحدثنا وأخبرنا...فكتب ما لا يوصف كثرة حتى لقد اتهم، والظاهر أنه صدوق )).
وقال في السير (ج11ص202) : (( والعجبُ أنه أمويٌّ شيعي. قال ابن أبي الفوارس: خلّط قبل موته.قلت: لا بأس به. وكان وَسِخاً زَرِيّاً، وكانوا يتَّقون هجاءَه )) ثم ذكر له مجازفة من مجازفاته.
وقال أيضاً في تاريخ الإسلام (ص144 / وفيات : 351-380) : (( روى عن طائفة كثيرة، وكان إخباريّاً نسَّابةً شاعراً، ظاهر التشيُّع )). ثم قال بعد كم سطر ( وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيع)).
وقال أيضاً في المصدر السابق(ص144 / وفيات : 351-380) : (( رأيت شيخنا ابن تيميِّة يضعِّفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحاً إلا قول ابن أبي الفوارس : خلّط قبل أن يموت)).
قلت: وهذه هفوة منه رحمه الله، فقد جرحه شيخه ابن تيميِّة رحمه الله فيما نقل هو عنه، وكذا جرحه غيره كابن الجوزي، ثم الأعجب من ذلك أنه أورده في المغني في الضعفاء (ج2ص445) وذكر أنه شيعي يأتي بعجائب ، ومع ذلك احتمل له لسعة اطلاعه !، ولقد جاء في مصنفه " الأغاني " ما يسقط الرجل على أم رأسه، وقد ذكر له ياقوت الحموي في معجم الأدباء (ج 5ص 59) جملة من الأخبار والأشعار والحكايات ما يدل على أن الرجل ساقط العدالة منحرف الأخلاق وما إلى ذلك من تصنيفه كتب في "أخبار القيان"، "والخمارين والخمارات"، "والغلمان المغنين" ؟!!، وتلفظه في الهجاء بألفاظ قبيحة قذرة كهجاءه لطازاد النصراني الكاتب، وكذا خبره مع المرأة النصرانية الفاسقة وما أنشده فيها، وما ذكره من تهوينه لشرب الخمر وما حكاه هو عن نفسه في شربه له، ومشاهدة النساء الفاتنات والجلوس مع المردان وعشقهم كقصته مع ابن الجند، فهذا الذي ذكره ياقوت الحموي في ترجمته حجة كافية في إسقاط عدالة هذا الرجل على قلة ما نقله عنه من أخباره، فما بالك بكتابه الأغاني !!! وما أدراك ما كتاب الأغاني فإنه فيه كل بلاء، ويكفيك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميِّة، وابن الجوزي فيه وفي كتابه فقد كفيا وشفيا رحمهما الله.
فهذا الذي ذكره الذهبي رحمه الله لا يعرج عليه لما ذكرناه، وأما توثيقه للرجل، فهذا من باب معارضة الجرح بالتعديل، وفي هذه الحالة يكون الجرح مقدم لأنه مفسر، وأما تبرير الحافظ الذهبي لأبي الفرج من كونه كان يحفظ أو واسع الإطلاع فهذا ليس دليلاً على ثقته. والله أعلم.
وأهل العلم يستعينون بمعرفة حال الرجل بأمور كثيرة منها الإطلاع على مؤلفاته، فإذا كان الرجل منحرفاً في كتباته متهوراً مجازفاً فهذا رجل ساقط العدالة كما هي الحالة في أبي الفرج.
وقال هلال بن المحسن الصابئ في أخبار الوزير المهلبي ( كما في معجم الأدباء/ ج 5ص 61 ) : (( كان أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني... وسِخاً قذراً،ولم يغسل له ثوباً منذ فصّله إلى أن قطعه... وكان الناس على ذلك العهد يحذرون لسانه،ويتّقون هجاءه ويصبرون على مجالسته ،ومعاشرته، ومواكلته، ومشاربته وعلى كل صعب من أمره ،لأنه كان وسخاً في نفسه،ثم في ثوبه ،وفعلِهِ، حتى إنه لم يكن ينزع دراعة إلا بعد إبلائها وتقطيعها، ولا يعرف لشيء من ثيابه غسلاً، ولا يطلب منه في مدة بقائه عوضاً )).
وقال ابن حجر في اللسان (ج4ص221) : (( وقد روى الدارقطني في غرائب مالك عدة أحاديث عن أبي الفرج الأصبهاني ولم يتعرض له )).
قلت: وليس هذا تعديلاً منه رحمه الله، لأنه يحتمل أن يكون قد خفي عليه أمره وهذا يحصل لبعض الأئمة، ثم لو أنه قد علم بحاله وروى عنه لما كان أيضاً سكوته دليلاً على تعديله، لما لا يلزم من ذلك كما لا يخفى على البصير. (2 )
فهذه جملة صالحة من آراء طائفة من العلماء المعروفين بالتمحيص، والمنبّهين على مواطن الزيغ والشبهات وهي تكشف لنا عمّا انطوى عليه كتاب الأغاني ومؤلفه من تضليل وانحراف.
وأبو الفرج الأصبهاني من أبرز المتسترين تحت ظلال الأدب والأخبار والحرص الشديد على تدوين ما سمع وما قرأ.
فترى الأعاجيب في كتابه الأغاني، وتصدمك جرأته البالغة الرهيبة في سرد الأسانيد المليئة بالكذابين والوضاعين والمجهولين وغيرهم.
ومن قرأ وتمعن كتاب الأغاني عَلِمَ مقاصد مؤلفه الشعوبي الحاقد اللئيم، وقد احتوى كتابه على أخبار فظيعة، وحكايات شنيعة، لا يكتبها إلا أشدّ الناس عداوة وبغضاً للعرب والمسلمين، فقد اتّهم كثيراً من أعلامهم باللواط، ورمى كريمات بعضهم بالسحاق، وألصق بهم السخائم من ذميم الخصال، وقبيح الفعال، متستراً بظلال الأدب والسمر، والمذاكرة، والمؤانسة، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ( 3)
هذا هو الاصبهاني الذي تقولون أنه من اهل السنة لانه اموي وهذا قول علمائنا فيه هذا الرجل وانتهى بدون اكعد اعوج او احجي اعوج هذا الاعوج الوسخ القذر الذي نسببتوه الينا.
|
|
|
|
|