| 
	 | 
		
				
				
				عضو متواجد 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 733
  |  
| 
 
الإنتساب : Dec 2006
 
 |  
| 
 
المشاركات : 105
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.02 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
 
اللذان سيدخلان الجنة بغير حساب 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 10-07-2007 الساعة : 01:04 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
لعلك ، قارئي تظنني لأول وهلة ،سأحدثك عن اثنين من العشرة المبشرين بالجنة ، من صحابة رسول الله) ص (؟ 
أو لعلك تظنني سوف أتناول بالكلام شهيدين قديمين من شهداء الفتح ، أو جديدين من شهداء البطولة والإيمان في معاركنا مع أعداء الله والإنسانية ، أعني اليهود؟ 
وربما يذهب بك تفكيرك العميق إلى ما هو أبعد من هذا وذاك ، فتحسبني محدثك عن اثنين من كبار الصابرين ، الذين يتلقون قضاء الله بالرضى ، ويتحملون الا بتلاء برحابة الصدر ، دون تبرم أو سخط ، فتشملهم رحمة الله ، فيدخلون تحت الآية الكريمة : إنّما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ..... 
وربما وربما ..... إلى آخر ما هنا لك من احتمالات . 
على أنى لست بصدد الحديث عن أى صنف من أولئك الأصناف ، برغم إيماني الكامل بأن أولئك كلهم من أهل الجنة والرضوان إن شاء الله تعالى . 
إذا عّمن سيكون الحديث ؟ ومن هما هذان " الاثنان ، اللذان سيدخلان الجنة بغير حساب ؟ أهما أثنان من الإنس ؟ أم اثنان من الجن ؟ أم اثنان من الملائكة ؟ أم اثنان من الأشباح ؟ أم ماذا ؟  
ثم بأي عمل مجيد خارق للعادة ، أو بأية شفاعة سيدخلان الجنة ؟  
وجوابي إليك : هما (اثنان) ليسا بالإنس ولا الجن ، وليسا من الملائكة ولا الأشباح . إنهما " اثنان " كفى . 
أما بأي عمل أو بأية شفاعة سيدخلان الجنة . فإني أقول : إنهما سيدخلانها:  
بشفاعة (الظلم ) !! نعم الظلم الكبير الذي يلحق بهما صباح مساء ، ويتحملانه قسراً وقهراً !! 
وبسبب البغي الذي يجتاج الضعفاء ، ويطول الأبرياء والشرفاء ، يبغي به أناس ثم ينسبونه إليهما بهتاناً وإفكاً . وبسبب الزور الذي يرتکب باسمهما ليل نهار ، طغيانا وکفرا !! 
إنهما " اثنان " ما نحسب أن اثنين ظلما مثلهما عبر التاريخ ، قديمه وحديته . 
بل لعل التاريخ القديم لم يتعرض إليهما لا خيراً ولاشراً . وإنما الذي تعرض إليهما بالظلم والزور والبغي هو تاريخنا هذا ، التاريخ المعاصر . 
أما أول هذين " الأثنين " فهو " الشعب " أجل " الشعب " . هذه الكلمة التي ما فتئت ترددها الإذاعات المختلفة مئات المرات كل يوم . 
هذه اللفظة التي ما انفكت الصحف والمجلات والنشرات ، تطبعها مرة ، على الأقل في كل سطر . 
هذا المصطلح الذي مازالت تردده ألسنة الساسة والقادة في كل مناسبة مع كل شهيق وزفير . 
أجل ... هو نفسه الذي سيدخل الجنة بغير حساب ... وإذا كنت ما تزال متعجباً من كلامي وغير واثق مما أقول ، فتذكر :  
كم من حاكم ظالم جائر يقوم فوق هذه الأرض أو تلك ، من أراضي العالم باسم الشعب ، والشعب لا حول ولاطول ؟! 
وتأمل : كم من ضرائب باهظة تفرض ، وكم من قوانين تسنّ و(فرمانات ) تعلن باسم الشعب ، ولمصلحة الشعب ، والشعب لا علم له ولا خبر؟! 
واذكر معي : كم من أحزاب تؤسس ، ومجالس تصنع ، وصحف تطبع باسم الشعب ، والشعب ( كالزوج المغرور ) آخر من يعلم ؟!  
وكم من أخطاء ترتكب ، وحقوق تهدر . وحروب تشعل ، وجنايات تفعل باسم الشعب ، والشعب في المستودع لا يسأل ؟!  
النائب يترشح للنيابة من أجل (خدمة الشعب ) والوزير يستوزر لكي يكون (خادماً أميناً) للشعب ، والأمير يتطاول بعنقه إلى الإمارة أو الرئاسة لا لشيء ، سوى أن يكون ساهراً يقظاً على مصالح الشعب ، وحارساً حريصاً على راحة الشعب . 
والتاجر يكدح ويشقى من أجل تأمين قوت الشعب وحاجيات الشعب . 
وكذا الموظف يزاحم ويصاول ويركب شتى المراكب قصد الوصول إلى المنصب ، ولا هم لا إلا تيسير مصالح الشعب . 
ثم يكون الشعب بعد ذلك _ياويلاه_ من أولئك جميعهم في ويل ثبور وشر مستطير ... يكون كذلك : من الموظف أو المدير امتلأت جيوبه بالرشوة والمال الحرام ، فأخذ يشخر وينخر في وجوه المراجعين من أبناء الشعب . 
ومن النائب الذي وصل إلى المقام العالي ، فتناسى كل وعوده التي قطعها على نفسه أمام جماهير الشعب . 
ومن التاجر الذي لا هم له إلا احتكار القوت والتلاعب بأسعار الحاجيات الضرورية لابن الشعب ومن الوزير الذي استدفاً ظهره بالكرسي الوثير ، والقصر الكبير ، والدخل الوفير ، فسكر بنشوة النعمة الطارئة ،وما عاد يسأل ، لاعن شعب ولا ابن شعب . 
ومن الأمير الذي حقق لنفسه حلمها الأكبر ، فأقام بينه وبين الشعب عشرات الجدران ، من الخدم والحشم والحجاب ، أو من (السكر تارين ) ورؤساء الدواوين .... فلا يصل إليه بحاجة ، إلا كل طويل عمر . 
ثم يبقى الإطلال من الشرفات في بعض المناسبات هو وسيلة الاتصال الوحيدة التي تصله مباشرة بجماهير الشعب . 
فمن أجل ذلك كله ، ما ذكرنا منه وما لم نذكر ، يرأف الله ، ياقارئي بحال " الشعب " فيغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيدخل الجنة بغير حساب . 
أما ثاني ( الاثنين ) اللذين تنالهما تلك الرأفة الربانية الحانية ، والمغفرة الواسعة ، فهو " المصلحة العامة " !! ولا تستغرب ... فتحت هذه العبارة وبحجتها ، كم من حقوق تضيع وكم من مظالم ترتكب ، وكم من مصالح تعطل ؟! لا أقول كل يوم ، وإنما أقول كل أن . وإن كنت في ريب مما نقول فأقرأ هذه النماذج من مقتضيات المصلحة العامة . 
" بناء على مقتضيات المصلحة العامة ينقل (فلان الفلاني ) من وظيفته في مدينة (كذا ) إلى أعالي الجبل (كذا) "!  
وبناء على مقتضيات المصلحة العامة ، يعزل (فلان الفلاني ) من منصبه في (كذا) ولا يستحق الموما إليه أية ، تعويضات "!  
وبناء على مقتضيات المصلحة العامة ، وخلافاً للنظم المرعية ، يعين (فلان الفلاني ) مديراً للشركة (كذا) ! 
وبناء على مقتضيات المصلحة العامة ، وتجاوزاً لشرط المؤهل الثقافي والفني ،يندب (الفلان الفلاني) من وظيفته المتواضعة جداً في ( كذا) إلى رئيس عام للمؤسسة (كذا ) ! 
وبناء على مقتضيات المصلحة العامة يعاقب الموظف (فلان الفلاني) بعقوبة الغرامة (كذا ) وعدم الترفيع لمدة (كذا ) بسبب (....)! 
ولن أطيل عليك النماذج ففي الفم ماء ، كما أنها لا تعد ولا تحصى !! وكلها كما ترى من أجل خاطر (المصلحة العامة ) ليس غير ، ويشهد الله أن (المصلحة العامة) بريئة من ذلك كله براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب (ع) . 
فاللهمّ إياك نسأل ،ولا نسأل سواك ، ألا تكتب علينا في هذه الحياة الدنيا ،ما كتبته على الشعب والمصلحة العامة من شقاء وبلاء . 
اللهمّ إياك ندعو ،ولا ندعو سواك ، ألا تحشرنا يوم الفزع الأكبر إلا مع الشعب والمصلحة العامة ، إنك سميع الدعاء . 
منقوووووووول 
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |