|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 69380
|
الإنتساب : Nov 2011
|
المشاركات : 12
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زهــــــير
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 28-11-2011 الساعة : 02:37 PM
نبتدء معكم احبتي بالتوحيد عند اهل السنة والشيعة
التوحيد عند أهل السنة
التوحيد عند السلف:
يقول القرطبي:.. كان السلف الأول لا يقولون بني الجهة ولا ينطقون بذلك. لا نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله.
ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته. وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته.
قال مالك: الاستواء معلوم - يعني اللغة - والكيف مجهول. والسؤال عنه بدعة. وكذا قالت أم سلمة.. (1).
ويقول الغزالي: إعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف. أعني الصحابة والتابعين. وها أنا أورد بيانه وبيان برهانه. فأقول: حقيقة مذهب السلف وهو الحق عندنا أن كل من بلغه حديث من الأحاديث من عوام الخلق يجب عليه سبعة أمور: التقديس والتصديق ثم الاعتراف بالعجز ثم السكوت ثم الامساك ثم الكف ثم التسليم لأهل المعرفة.. أما التقديس فأعني به تقديس الرب سبحانه وتعالى عن الجسمية وتوابعها..
وأما التصديق فهو اليمان بما قاله صلى الله عليه وآله وأن ما ذكره حق وهو فيما قال صادق وأنه على الوجه الذي قاله وأراده..
وأما الاعتراف بالعجز فهو أن يقر بأن مراده ليست على قدر طاقته وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته..
وأما السكوت فإنه لا يسأل عن معناه ولا يخوض فيه ويعلم أن سؤاله عنه بدعة وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه. أنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر..
____________
(1) الجامع لأحكام القرآن.. وأما الامساك فأن لا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى والزيادة والنقصان منه والجمع والتفريق بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه من الايراد والإعراب والتصريف..
وأما الكف فأن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكر فيه..
وأما التسليم لأهله فأن لا يعتقد أن ذلك إن خفي على رسول الله صلى الله عليه وآله أو على الأنبياء أو على الصديقين والأولياء..
فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على العوام لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف في شئ منها.. (1).
وسئل الشافعي عن الاستواء فقال: آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل..
واتهمت نفسي في الإدراك. أمسكت عن الخوض فيه كل الامساك.. (2).
وقال أبو حنيفة: من قال لا أعرف الله في السماء هو أم في الأرض هو، فقد كفر لأن هذا يوهم أن لله مكانا ومن توهم أن لله مكانا فهو مشبه.. (3).
ويقول ابن خلدون:.. ثم وردت في القرآن آي أخرى قليلة توهم التشبيه مرة في الذات وأخرى في الصفات.
أما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضوح دلالتها وعلموا استحالة التشبيه وقضوا بأن الآيات من كلام الله فآمنوا بها ولم يتعرضوا لمعناها ببحث ولا تأويل..
لجواز أن تكون ابتلاء فيجب الوقف والاذعان له.. (4).
____________
(1) إلجام العوام عن علم الكلام. الرسالة الربعة من رسائل الغزالي المطبوعة تحت عنوان القصور العوالي من رسائل الإمام الغزالي ط. القاهرة.
(2) حل الرموز أو زيد خلاصة التصوف للعز بن عبد السلام.
(3) المرجع السابق وسئل ابن حنبل عن الاستواء، فقال: استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر..
(4) مقدمة ابن خلدون.. ويقول الفخر الرازي: حاصل هذا المذهب أن هذه المتشابهات يجب القطع بها بأن مراد الله تعالى منها شئ غير ظواهرها.. ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تعسيرها.. (1).
ويقول التفتزاني في معرض كلامه عن تنزيه الله عز وجل عن مشابهته للحوادث: إن ذلك وهم محض وحكم على غير المحسوس بأحكام المحسوس والأدلة القطعية قائمة على التنزيهات. فيجب أن يفوض علم النصوص إلى الله تعالى على ما هو دأب السلف إيثارا للطريق الأسلم. أو تؤول بتأويلات صحيحة على ما اختاره المتأخرون دفعا لمطاعن الجاهلين وجذبا لطبع القاصرين سلوكا للسبيل الأحكم.. (2).
وسئل يحيى بن معاذ الرازي: أخبرنا هن الله تعالى..؟
قال: إله واحد..
فقيل كيف هو..؟
قال: إله قادر..
قيل: أين هو..؟
قال: بالمرصاد..
قيل: لم نسألك عن هذا..
قال: ما كان هذا صفة المخلوقين. فإما صفة الخالق فالذي أخبرته عنه.. (3).
ويقول ابن قائد الجندي: مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه. وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فيثبتون له ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات
____________
(1) أساس التقديس..
(2) شرح العقائد للنسفي.
(3) حل الرموز..
وينزهونه عما نزه نفسه من مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل قال تعالى: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) " الشورى / 11 " (1).
وقال بعضهم: المعطل يعبد عدما. والمشبه يعبد صنما. والموحد يعبد إلها واحدا صمدا.. (2).
وحديث الجارية المشهور عند أهل السنة التي سألها الرسول صلى الله عليه وآله: أين الله؟ قالت في السماء.. يستدل به أهل السنة على أن الله في السماء. لكنهم يستدركون أن هذا لا يعني أن الله في جوف السماء وأن السماوات تحصره وتحويه. فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها. بل هم متفقون أن الله فوق سمواته على عرشه بائن عن خلقه. ليس في مخلوقاته شئ من ذاته ولا في ذاته شئ من مخلوقاته. وقد قال مالك: إن الله في السماء وعلمه في كل مكان.. (3).
ويتفق أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم أن الله لم يزل متكلما كيف شاء وإذا شاء بلا كيف يأمر بما شاء ويحكم.. (4).
وينقل عن الشافعي قوله: آمنت بما جاء عن الله على مراد الله. وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله على مراد رسول الله.. (5).
ويقول البيهقي: أما وحدانيته في ذاته سبحانه فمعناها أن ذاته العلية لا تتركب من أشياء مادية ولا عقلية ولا من أصول غير مادية فلا تحوم حول حماها المقادير والمساحات والأشكال ونحوها وقد برهنه القرآن ببيان أن له سبحانه الغنى الأكمل ووجوب الوجود لتركب في الذات واتصافها بالمقدار ولوازمه يستلزمان الحاجة إلى الغير والافتقار إلى السوي وينافيان وجوب الوجود
ويقتضيان الاتصاف بالامكان، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهو واجب الوجود وهو الأول والآخر وهو الغني الحميد. أنظر الأسماء والصفات للبيهقي..
____________
(1) نجاة الخلف في عقائد السلف. ط. القاهرة..
(2) المرجع السابق.
(3) المرجع السابق.
(4) المرجع السابق.
(5) أنظر الفتوى الحموية والرسالة المدينة لابن تيمية والشافعي لمحمد أبي زهرة..
|
|
|
|
|