|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 7206
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 3,190
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ضيفة شرف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 03-04-2012 الساعة : 02:07 AM
قال الله تعالى (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ (42))
معنى الامامه لغه:
امّ القوم اى تقدمهم، والامام كل من ائتم به قوم سواء اكانوا على الخطا ام على الصواب. وامام كل شىء قيمه والمصلح له، والامام يعنى المثال، ويعنى المقصود.
والامام هو الخيط الذى يمد على البناء ويسوى عليه (لادراك استقامه البناء). والحادى امام الابل، لانه الهادى لها .
(والامام، فى اللغه، هو الانسان الذى يوتم به، ويقتدى بقوله او فعله محقا كان او مبطلا) .
> الإمامة عند الشيعة الإمامية فهي :
زعامة و رئاسة إلهية عامة على جميع الناس ، و هي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، و هي لطف من ألطاف الله تعالى ، إذ لا بد أن يكون لكل عصر إماما و هاديا للناس ، يخلف النبي ( صلى الله عليه و آله ) في وظائفه و مسئولياته ، و يتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم ، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم .
و الإمامة ليست إلا استمراراً لأهداف النبوة و متابعة لمسؤولياتها ، و لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى ، و ذلك لقول الله تعالى :﴿ ... إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ .
> الإمامة عند أهل السنة فهي :
فكرة عائمة غير محددة بشخص معين ، فيمكن أن تطلق على الحاكم كما يمكن أن تطلق على الفقيه ومن يصلي بالناس . وما سوف نتناوله بالبحث هنا هو الإمام الحاكم ، فهو المتعلق بموضوع البحث .
والإمام أو الخليفة أو أمير المؤمنين ثلاثة ألفاظ تطلق على الحاكم عند السنة .
وليست هناك أية أبعاد شرعية تعطي خصوصية للإمام عندهم ، فهو فرد كبقية أفراد الرعية ، تقوده الظروف إلى الحكم بطريق السيف أو الوراثة أو الاختيار من قبل أهل الحل والعقد ، فيصبح إمام الأمة ويجب على جميع المسلمين أن يدينوا له بالسمع والطاعة حتى وإن كان فاجرا ظالما .
ولم يشترط السنة العصمة في الإمام . بل و جوزوا إمامة الفاسقين . و أوجبوا الطاعة مع الفسق يقول الباقلاني في التمهيد : قال الجمهور من أهل الإثبات .
و أصحاب الحديث : لا ينخلع الإمام بفسقه و ظلمه ، بغصب الأموال ، و ضرب الأبشار ، و تناول النفوس المحرمة ، و تضييع الحقوق و تعطيل الحدود ، و لا يجب الخروج عليه .
و لا يشترط السنة ( الأفضلية ) في الإمام . فقالوا بجواز تقديم المفضول على الأفضل . و الواقع ، هو أن المفهوم الذي ( فبركه ) أهل السنة عن الخلافة ، إنما كان استقراء لوضع فاسد ، هو ( السقيفة ) . فمن الأمر الواقع الذي جرى فيها ، استقرأوا مفهوم الشورى و عدم النص . . . و من الفساد و الفسق الذي أحصاه التاريخ على بعض الخلفاء ، أن ارتأى الابقاء على الخليفة الفاسق!
و أي عاقل ، يملك وجدانا سليما ، و وعيا بالدين عميقا . يمكنه هضم هذه المحددات التي وضعها السنة للخلافة .
أما بخصوص الاية ولفظ (أَئِمَّةً ) هنا فهي على معنى ما قدمناه اعلاه وفي نفس طيات المعاني كلها من كل الوجوه من حيث أنهم هامان وفرعون أئمة لمن أقتدى بهم من السابقين أو اللاحقين إذ جعلهم أئمة يدعون إلى النارلمن احب العمى والضلالة على الهدى والاستقامة ، وتصييرهم سابقين في الضلال يقتدي بهم اللاحقون و لا ضير فيه لكونه بعنوان المجازاة على سبقهم في الكفر و الجحود و ليس من الإضلال الابتدائي في شيء. والمراد بجعلهم أئمة يدعون إلى النار تسميتهم بذلك على حد قوله: «و جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا» .... فأفهم .
والمعنى تماماً كما فسره أبن كثير والقرطبي كمثال ...:
> تفسير ابن كثير :
" وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار" أي لمن سلك وراءهم وأخذ بطريقتهم في تكذيب الرسل وتعطيل الصانع " ويوم القيامة لا ينصرون" أي فاجتمع عليهم خزي الدنيا موصولا بذل الآخرة كما قال تعالى : " أهلكناهم فلا ناصر لهم" .
> تفسير القرطبي :
أي جعلناهم زعماء يتبعون على الكفر , فيكون عليهم وزرهم ووزر من اتبعهم حتى يكون عقابهم أكثر وقيل : جعل الله الملأ من قومه رؤساء السفلة منهم , فهم يدعون إلى جهنم وقيل : أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر.
وخلاصة قولنا فيه بخصوص لفظ الامام هنا تماماً بالمعنى الذي قدمناه من اول حديثنا الى هنا في القول كله ومصداقاً للحق الذي نحن عليه من أن الإمامة مطلب لكل العصور والدهور وإنها جعلٌ رباني لكل من أئمة الضلال والهدى ولكن يختلف في الأتباع كلٌ وبصيرته فإما إمام هدىً وإما إمام ضلال ...
وحاشا لله تعالى إن يلزمنا بإمام ضلال وهو ذاتي اللطف في جميع الامور ومن هذه العقيدة فكان حتماً على الله تعالى من باب واسع لطفه ورحمته أن(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) وكتب على نفسه الرحمة فيهم إذ عينهم لعمله بصلاحهم ومدى نفعهم وأستحقاقهم ليكونوا أئمة هدىً وعلى الحق وفيه وبه يعدلون ...
بينما الضالين والمضلين جعل أئمتهم بأختيارهم لما رفضوا ما انزل الله تعالى وأتبعوا أئمة الضلال وسلوكوا مسلكهم فضلوا وأضلوا فأصبحوا أئمة يدعون أصحابهم بأتباعهم لهم الى النار وبئس المصير .
وهناك في يوم الحساب يكون مصداق الإمامة الحقة فإما الجنة وإما النار وكلٌ (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) إذ لزاماً على الله بواسع عدله في حينه أن (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) .
والله المستعان
|
|
|
|
|