| 
	 | 
		
				
				
				عضو  برونزي 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 70732
  |  
| 
 
الإنتساب : Feb 2012
 
 |  
| 
 
المشاركات : 427
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.09 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى الإجتماعي
 
فكر قبل ان تعمل 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 12-10-2012 الساعة : 05:57 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
 
روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر  ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ،  كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على  مقعد قديم متهالك ، ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها  الغبار ، اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها  ، 
 
وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. 
 
وسأل الوالي الرجل : دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟ 
 
أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !! 
 
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية .. 
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال : هل أنت جاد فيما تقول !؟ 
أجاب الرجل : نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !! 
دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة .. 
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال : 
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !! 
قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ....! 
ولم يبق معي سوى لوحتين ..! 
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !! 
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة : 
نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً ..! 
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها فكر قبل أن تعمل ) .. 
 
تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال : بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟ 
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !! 
 
 
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ، 
 
وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. 
 
قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟ 
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !! 
 
لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب .. 
 
وخمن  في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ،  فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا  ثم ثالثة ورابعة حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على  كلمته التي قالها ، ضحك الوالي وقرر الانصراف ، 
 
وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ، ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، 
 
وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء .. 
 
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!! 
 
 
 
لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! ) 
فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك ..!! 
 
وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ، 
 
قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!! 
 
ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ، ولما وقف عليه قال : 
 
لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!! 
 
 
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ، 
 
ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي 
 
 
قال له الشيخ : بعتك هذه اللوحة بشرط ..!! 
ماهو الشرط ؟ !!! هذا ما سنعرفه في الجزءالثاني من القصة إن شاء الله .
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
		
	
	
 | 
 
| 
 | 
		
 |   
 |