|  | 
| 
| 
| شيعي علوي 
 |  | 
رقم العضوية : 71215
 |  | 
الإنتساب : Mar 2012
 |  | 
المشاركات : 4,484
 |  | 
بمعدل : 0.90 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى العام 
 وقفة مع عيد الغدير الاغر 
			 بتاريخ : 02-11-2012 الساعة : 08:50 AM 
 
 عيد الغدير الأغر
  
 لمَّا انتهى الرسول (  صلَّى الله عليه وآله ) من آخر حجَّةٍ حَجَّها ، قَفلَ راجعاً إلى المدينة  المنوَّرة ، وحينما انتهى موكبه إلى غدير خَم ، هبطَ عليه أمين الوحي يحمل  رسالة من السماء بالغة الخطورة .
 وكانت هذه الرسالة تُحتم عليه  بأن يحُطَّ رِحالَهُ ليقوم بأداء هذه المهمة الكبرى ، وهي نصب الإمام أمير  المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة ومرجعاً للأمّة من بعده ( صلَّى الله عليه  وآله ) .
 وكان أمر السماء بذلك يحمل طابعاً من الشدَّة ولزوم الإسراع  في إذاعة ذلك بين المسلمين ؛ فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية : ( يَا  أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم  تَفْعَل فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )  (المائدة/ 67).
 فقد أُنذِرَ النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) بأنّه إن  لم يُنفِّذ إرادة الله ، ذهبتْ أتعابه ، وضاعت جهوده ، وتبدَّدَ ما لاقَاهُ  من العناء في سبيل هذا الدين .
 فانبرى ( صلَّى الله عليه وآله ) بعزمٍ  ثابتٍ ، وإرادةٍ صلبةٍ ، إلى تنفيذ إرادة الله ، فوضع أعباء المسير وحَطَّ  رِحاله في رمضاء الهجير ، وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك .
 وكان الوقت قاسياً في حرارته ، حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه لِيَتَّقِي به من الحَر .
 ثُمّ أمَرَ ( صلَّى الله عليه وآله ) باجتماع الناس ، فَصلَّى بهم ، وبعد  ما انتهى من الصلاة ، أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً ، ففعلوا له  ذلك . فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين ـ فيما يقول المؤرِّخون ـ مِائة ألف  ، أو يَزيدونَ على ذلك .
 وأقبلوا بقلوبهم نحو الرسول ( صلَّى الله  عليه وآله ) ليسمعوا خطابه ، فأعلن ( صلَى الله عليه وآله ) ما لاقاه من  العناء والجهد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهلية ، إلى الحياة  الكريمة التي جاء بها الإسلام . كما ذكر ( صلى الله عليه وآله ) لهم  كَوكَبَة من الأحكام الدينية ، وألزمهم بتطبيقها على واقع حياتهم ، ثُمّ  قال لهم : ( انظُروا كَيفَ تخلفوني في الثقلين ) ، فناداهُ منادٍ من القوم :  ما الثقلان يا رسول الله ؟ فقال
 ( صلَّى الله عليه وآله ) :  (الثقل  الأكبر: كتاب الله ، طرف بيد الله عزَّ وجلَّ ، وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به  لا تضلُّوا ، والآخر الأصغر: عترتي . وإنّ اللطيف الخبير نبأني: أنَّهما  لنْ يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فسألتُ ذلك لهما ربي ، فلا تقدِّموهما  فتهلكوا ، ولا تقصِّروا عنهما فتهلكوا ).
 
 ثُمّ أخذ ( صلَّى الله  عليه وآله ) بيد وَصيِّه وباب مدينة علمه الإمام علي ( عليه السلام ) ـ  لِيَفرضَ ولايته على الناس جميعاً ـ حتى بَانَ بَياضُ إِبطَيْهِمَا ، فنظر  إليهما القوم .
 
 ثُمّ رفع ( صلَّى الله عليه وآله ) صوته قائلاً : (  يَا أَيُّهَا النَّاس ، مَنْ أولَى النَّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم ؟  فأجابوه جميعاً : اللهُ ورسولُه أعلم . فقال ( صلَّى الله عليه وآله ) :   (إنَّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولَى بهم من أنفسِهِم ،  فَمَن كنتُ مَولاه فَعَلِيٌّ مَولاهُ ) قال ذلك ثلاث مرَّات أو أربع.
 
 ثُمّ قال ( صلَّى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ  وَعَادِ مَن عَادَاهُ ، وَأَحِبَّ مَن أَحبَّهُ وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ ،  وانصُرْ مَن نَصَرَه واخْذُل مَن خَذَلَهُ ، وَأَدِرِ الحَقَّ مَعَهُ حَيثُ  دَار ، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ ) .
 
 وبذلك أنهى (  صلَّى الله عليه وآله ) خطابه الشريف الذي أَدَّى فِيه رسالة الله ،  فَنَصَّبَ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة ، وأقامه عَلَماً للأمّة ،  وقَلَّدَهُ مَنصب الإمامة .
 
 فأقبل المسلمون يهرعون وهُم يُبَايِعُون الإمام علي ( عليه السلام ) بِالخِلافَة ، وَيُهَنِّئُونَهُ بِإِمْرَةِ المُسلمين .
 
 وأمر النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) أُمَّهَات المؤمنين أَنْ يَسُرْنَ إِليهِ وَيُهَنِّئْنَه ، فَفَعَلْنَ ذلك .
 
 وعندها انبرى حَسَّان بن ثابت ، فاستأذن النبي ( صلَّى الله عليه وآله )  بتلاوة ما نظمه من الشعر ، فأذن له النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) ، فقال  حَسَّان :
 
 يُـنَادِيهُمُ  يـومَ الغَدير نَبِيُّهُم      نَـجْم وأَسمِعْ بِالرَّسُولِ مُنَادِياً
 فَـقالَ:  فَمنْ مَولاكُمُ وَنَبِيُّكم ؟      فَقَالوا  وَلَم يُبدُوا هُنَاك التَّعَامِيَا
 إِلَـهَكَ مَـولانَا وَأنـتَ نَـبِيُّنَا      وَلَم تَلْقَ مِنَّا فِي الوِلايَةِ عَاصِياً
 فَـقالَ لَـهُ : قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي      رَضيتُكَ مِن بَعدِي إِمَاماً وَهَادياً
 فَـمَنْ كـنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّه      فَكُونُوا  لَهُ أَتْبَاعُ صِدقٍ مُوالِياً
 هُـناكَ  دَعا : اللَّهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ      وَكُـنْ لِلَّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِياً
 
 ونزلت في ذلك اليوم الخالد في دنيا الإسلام هذه الآية الكريمة : ( اليَومُ  أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعمَـتِي وَرَضِيتُ  لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً ) (المائدة/ 3 ) . فقد كمل الدين بولاية أمير  المؤمنين ( عليه السلام ) ، وتَمَّتْ نعمة الله على المسلمين بِسُمُوِّ  أحكامِ دينِهم ، وَسُمُوِّ قِيادتهم التي تُحَقِّق آمالَهم في بلوغ الحياة  الكريمة .
 
 وقد خطا النبي ( صلَّى الله عليه وآله ) بذلك الخطوة  الأخيرة في صيانة أُمَّتِه من الفتن والزيغ . فلم يترك ( صلَّى الله عليه  وآله ) أمرها فوضى ـ كما يزعمون ـ ، وإنّما عَيَّن لها القائد والموجِّه  الذي يهتمُّ بأمورها الاجتماعية والسياسية .
 
 وإنّ هذه البيعة  الكبرى التي عقدها الرسول العظيم ( صلَّى الله عليه وآله ) إلى الإمام علي (  عليه السلام ) ، من أوثق الأدلَّة على اختصاص الخلافة والإمامة به ( عليه  السلام ) .
 
 وقد احتجَّ بها الإمام الحسين ( عليه السلام ) في مكّة لمعارضة حكومة معاوية ، وشَجْبِ سياسته ، فقد قال ( عليه السلام ) للحاضرين :
 
 ( أُنشِدُكُم اللهَ : أَتعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللهِ نَصَّبَهُ ( يعني  علياً ( عليه السلام ) ) يوم غدير خُم ، فنادى ( صلَّى الله عليه وآله ) له  ( عليه السلام ) بالولاية ، وقال ( صلَّى الله عليه وآله ) : لِيُبَلِّغِ  الشَّاهِدُ الغَائِبَ ؟ ) .
 
 فقال الحاضرون : اللَّهُمَّ نَعم .
 
  
 للأمانة منقووووووووووول
 
 
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |