|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 13-12-2012 الساعة : 03:35 PM
تواطؤ المفتي مع السلطان
إن ما نشهده اليوم من تواطؤ المفتين وعلماء السلطان مع أولياء نعمتهم يجعلنا نشك بكل هذا التاريخ من الفتاوى التي هدرت دماءً وضيعت حقوقاً، فكم من عالم أو مفكر قتل بحجة الكفر أو الزندقة أو الردة، أو محاربة الله ورسوله، أو بحجة الفساد في الأرض أو الخيانة أو ما إلى ذلك من تهم لا ندري اليوم مدى صحتها وصحة الوقائع التي استندت إليها، فربما استندت إلى فرية أو دسيسة أو مؤامرة، فكان الحاكم أو السلطان يستنجد بعالمه ويطلب منه الفتوى بهدر دم أو سلب حق أو غير ذلك.
إن ما نشهده اليوم من زيف وتزلف وخضوع لرغبات الحكام من قبل بعض العلماء أو أدعياء العلم من أصحاب المناصب الدينية الرسمية أو الطامحين إلى مثل هذه المناصب يجعلنا بحق نشك بكل تلك الدعاوى، ولربما وجب علينا إعادة البحث في كل تلك الوقائع فهناك العديد من الأتقياء والعلماء رتب أمر موتهم والتشهير بهم لأنهم اختلفوا مع السلطان فلم يخضعوا له ولم يسايروه أو يسكتوا عن ظلمه. وهناك العديد من الأسماء مثل سعيد بن جبير، والجعد بن درهم وغيرهم كثير رُموا بالكفر والزندقة ومعصية ولي الأمر وقطعت رقابهم لذلك. كما أن هناك العديد من أصحاب السلطة تواطؤ مع أصحاب بعض الفرق الدينية التي انتشرت كثيراً ووقع الاختلاف فيما بينها، فكانت الفرقة ترمي الخصم من أصحاب الرأي الآخر بالتهمة التي تؤدي إلى حبسه أو قتله بتواطؤ من الحاكم، وفي التاريخ أمثلة على ذلك من كبار الفقهاء، فقد سجن أبو حنيفة ومالك وامتحن أحمد ابن حنبل في مسألة خلق القرآن، فسجن وعذب ليتراجع عن رأيه.
واليوم نرى كثيراً من العلماء يتواطئون مع السلطان فيما يريد فيبررون أعماله ويمجدون أفعاله ويثنون على تقواه وهو أبعد ما يكون عن التقوى والدين, وحتى عن الإنصاف الذي ينبغي أن يكون صفة لكل حاكم وكم من حاكم قتل وسحل وظلم ووجد من يلقبه بأمير المؤمنين أو بالرئيس المؤمن.
|
|
|
|
|