|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 10:43 PM
رأي علماء الشيعة حول اتهام نساء الأنبياء بالفحشاء
وفقا لمذهب الشيعة فان جميع نساء الأنبياء بريئات من الاتهام بالزنا، لان ذلك يعتبر خدشة في شرفهم، ونقصا في الأنبياء عليهم السلام، والله تعالى برّأ جميع أنبيائه من النقص والعيب.
قال الشيخ الطوسي رحمة الله تعالى عليه والمعروف بشيخ الطائفة حول تهمة الزنا لأزواج الأنبياء، نقلا عن ابن عباس:
ما زنت امرأة نبي قط، وكانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون والخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل على أضيافه.
الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، التبيان في تفسير القرآن، ج5، ص 495، تحقيق: تحقيق وتصحيح: أحمد حبيب قصير العاملي، الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة: الأولى، 1409هـ..
وذكر في محل آخر:
وقوله (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) قال ابن عباس: كانت امرأة نوح وامرأة لوط منافقتين (فخانتاهما) قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس انه مجنون، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط، لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحدا من زوجات النبي إلى الزنا، فقد أخطأ خطأ عظيما، وليس ذلك قولا لمحصل [محقق].
التبيان في تفسير القرآن، ج10، ص 52.
وقال السيد المرتضى رضوان الله تعالى عليه في كتابه الأمالي:
إن سأل سائل عن قوله تعالى: (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْني مِنْ أَهْلي) إلى قوله (أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلين). فقال ظاهر قوله تعالى (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) يقتضى تكذيب قوله عليه السلام (انه من أهلي) فالنبي لا يجوز عليه الكذب، فما الوجه في ذلك وكيف يصح أن يخبر عن ابنه انه عمل غير صالح، وما المراد به.
الجواب:
قلنا في هذه الآية وجوه:
أحدها:
أن نفيه لأن يكون من أهله لم يتناول نفي النسب وإنما نفي أن يكون من أهله الذين وعد بنجاتهم لأنه عزّوجل كان وعد نوحا عليه السلام بان ينجي أهله ألا ترى إلى قوله تعالى (قُلْنَا احْمِلْ فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل) فاستثنى تعالى من أهله من أراد اهلاكه بالغرق.
ويدل عليه أيضا قول نوح عليه السلام (إِنَّ ابْني مِنْ أَهْلي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَق) وعلى هذا الوجه يتطابق الخبران ولا يتنافيان وقد روى هذا التأويل بعينه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين.
والجواب الثاني:
أن يكون المراد بقوله تعالى (لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) اي انه ليس على دينك وأراد انه كان كافرا مخالفا لأبيه وكأن كفره أخرجه من أن يكون له أحكام أهله ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى طريق التعليل (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِح) فبيَّن تعالى انه إنما خرج من أحكام أهله لكفره وسوء عمله وقد روي هذا التأويل أيضا عن جماعة من المفسرين.
وحكى عن ابن جريج انه سئل عن ابن نوح فسبّح طويلا ثم قال لا إله إلا الله يقول الله: ونادى نوح ابنه، ويقول ليس منه ولكنه خالفه في العمل فليس منه من لم يؤمن.
وروى عن عكرمة أنه قال كان ابنه ولكنه كان مخالفا له في النية والعمل فمن ثم قيل إنه ليس من أهلك.
والوجه الثالث:
انه لم يكن ابنه على الحقيقة وإنما ولد على فراشه فقال عليه السلام إن ابني على ظاهر الأمر فأعلمه الله تعالى أن الأمر بخلاف الظاهر ونبه على خيانة امرأته وليس في ذلك تكذيب خبره لأنه إنما خبر عن ظنه وعما يقتضيه الحكم الشرعي فأخبره الله تعالى بالغيب الذي لا يعلمه غيره وقد روى هذا الوجه عن الحسن وغيره.
وروى قتادة عن الحسن [البصري] قال كنت عنده فقال ونادى نوح ابنه فقال لعمر الله ما هو ابنه قال فقلت يا أبا سعيد يقول الله تعالى ونادى نوح ابنه وتقول ليس بابنه قال أفرأيت قوله ليس من أهلك قال قلت معناه انه ليس من أهلك الذين وعدتك ان أنجيهم معك ولا يختلف أهل الكتاب انه ابنه فقال أهل الكتاب يكذبون.. وروى عن مجاهد وابن جريج مثل ذلك.
وهذا الوجه يبعد؛ إذ فيه منافاة للقرآن؛ لأنه قال تعالى: (ونادى نوح ابنه) فأطلق عليه اسم البنوة؛ ولأنه أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: (وأهلك إلا من سبق عليه القول) ولأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن ينزّهوا عن مثل هذه الحال؛ لأنها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنب الله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم.
وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على أن تأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا بل كانت إحداهما تخبر الناس بأنه مجنون والأخرى تدل على الأضياف.
والمعتمد في تأويل الآية هو الوجهان المتقدمان.
المرتضى علم الهدى، ابوالقاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام (المتوفى436هـ)، الأمالي، ج2، ص144 ـ 145، تحقيق: السيد محمد بدر الدين النعساني الحلبي، الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ـ قم، الطبعة الأولى، 1325هـ ـ 1907م.
وقد علّق المرحوم السيد شرف الدين بعد نقل كلمة السيد المرتضى:
إلى آخر كلامه الدال على وجوب نزاهة امرأة نوح وامرأة لوط من الخنا، وعلى ذلك إجماع مفسري الشيعة ومتكلميهم وسائر علمائهم.
شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين (المتوفى1377هـ)، الفصول المهمة في تأليف الأمة، ص 156، الناشر: قسم الإعلام الخارجي المؤسسة البعثة ـ قم، الطبعة: الأولى.
وردّ الشيخ الطوسي قول الحسن البصري ومجاهد بأنّ ابن نوح كان من زنا:
وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة القرآن، لأنه تعالى قال: (ونادى نوح ابنه) ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال، لأنها تعير وتشين، وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك، توقيرا لهم، وتعظيما عما ينفر من القبول منهم. وروي عن ابن عباس أنه قال: ما زنت امرأة نبي قط، وكانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون، والخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل على أضيافه.
الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن (المتوفى548هـ)، تفسير مجمع البيان، ج5، ص285، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 1415هـ ـ 1995م،
المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج11، ص 314، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983 م.
وفي تفسير جوامع الجامع:
(فخانتاهما) بالنفاق والتظاهر على الرسولين: فامرأة نوح قالت لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط دلت على ضيفانه، وعن الضحاك: خانتاهما بالنميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين، ولا يجوز أن يراد بالخيانة الفجور؛ لأنه نقيصة عند كل أحد، سمج في كل طبيعة، بخلاف الكفر؛ لأن الكفار لا يستسمجونه، وعن ابن عباس: ما زنت امرأة نبي قط؛ لما في ذلك من التنفير عن الرسول، وإلحاق الوصمة به.
الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن (المتوفى548هـ)، تفسير جوامع الجامع، ج3، ص 597، تحقيق و نشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، الطبعة: الأولى، 1418هـ.
وقال السيد نعمة الله الجزائري رحمة الله عليه:
أقول: قوله تعالى «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» قيل فيه أقوال:
أحدها: أنه كان ابنه لصلبه والمعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم ممن أراد إهلاكهم بالغرق فقال «إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ» عن ابن عباس.
وثانيها: أن المراد بقوله «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله وهذا كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) : سلمان منا أهل البيت. وإنما أراد على ديننا
ويؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل «إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ» فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره وشر عمله.
وثالثها: أنه لم يكن ابنه حقيقة وإنما ولد على فراشه فقال: إنه ابنه على ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته، عن الحسن ومجاهد.
وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن؛ لأنه تعالى قال: «وَ نادى نُوحٌ ابْنَهُ»؛ ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذا الحال لأنها تعيير وتشيين وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك.
ورابعها: أنه كان ابن امرأته وكان ربيبه ويعضده قراءة من قرأ بفتح الهاء وحذف الألف وإثباته لفظا.
والمعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان.
الموسوي الجزائري، السيد نعمة الله بن عبد الله (المتوفى1112هـ)، النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين، ص71، الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى مرعشي نجفي ـ قم، الطبعة الأولى، 1404هـ الطبعةالاولى.
وقال علي بن يونس في كتاب الصراط المستقيم:
قال ابن عباس: ما زنت امرأة نبي قط.
العاملي النباطي، الشيخ زين الدين أبي محمد علي بن يونس (المتوفى877هـ) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج1، ص 342، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر: المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الأولى، 1384هـ
وقال الملا محمد فيض الكاشاني:
(عبادنا صالحين فخانتاهما) بالنفاق والتظاهر على الرسولين. مثل الله حال الكفار والمنافقين ـ في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم، ولا يحابون بما بينهم وبين النبي والمؤمنين، من النسبة والوصلة ـ بحال امرأة نوح وامرأة لوط. وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وآله، بإفشاء سره، ونفاقهما إياه، وتظاهرهما عليه، كما فعلت امرأتا الرسولين.
الكاشاني، المولى محمد محسن الفيض (المتوفى1091هـ)، الأصفى في تفسير القرآن، ج2، ص 1325، الناشر: مركز الأبحاث والدراسات الاسلامية تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الاسلامية، الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1418هـ
وقال العلاّمة الطباطبائي:
وفي التمثيل تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي (صلى الله عليه وآله) حيث خانتاه في إفشاء سره و تظاهرتا عليه وآذتاه بذلك، وخاصة من حيث التعبير بلفظ الكفر والخيانة وذكر الأمر بدخول النار.
الطباطبايي، سيد محمد حسين (المتوفى 1412هـ)، الميزان في تفسير القرآن، ج19، ص343، الناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، الطبعة: الخامسة، 1417هـ.
وعلى هذا، فإجماع علماء الشيعة على أن أي واحد من أزواج الأنبياء وحتى زوجة النبي لوط التي عبّر سبحانه وتعالى عن خيانتها صريحا، لم يكنَّ متهمات بالزنا على مدى عمرهم.
الآلوسي: نسبة القول بزنا عائشة إلى الشيعة مجرد كذب واتهام:
وتبنى العلاّمة الآلوسي وهو من مفسري العامة المشهورين مبنى عدم صحة نسبة الزنا إلى بعض نساء الأنبياء، وكذّب ذلك وأوضح أن اتهام الشيعة بإعتقاد ذلك مجرد اتهام وكذب:
قال:
ونسب للشيعة قذف عائشة رضي الله تعالى عنها بما براها الله تعالى منه وهم ينكرون ذلك أشد الإنكار وليس في كتبهم المعول عليها عندهم عين منه ولا أثر أصلاً. وكذلك ينكرون ما نسب إليهم من القول بوقوع ذلك منها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وليس له أيضا في كتبهم عين ولا أثر.
الآلوسي البغدادي الحنفي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج18، ص 122، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
ويقول في محل آخر:
(فخانتهما) بيان لما صدر عنهما من الخيانة العظيمة مع تحقق ما ينافيهما من مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام أما خيانة امرأة نوح عليه السلام فكانت تقول للناس: إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف رواه جمع وصححه الحاكم عن ابن عباس....
ونقل ابن عطية عن بعض تفسيرها بالكفر والزنا وغيره ولعمري لا يكاد يقول بذلك إلا ابن زنا فالحق عندي أن عهر الزوجات كعهر الأمهات من المنفرات التي قال السعد: إن الحق منعها في حق الأنبياء عليهم السلام.
وما ينسب للشيعة مما يخالف ذلك في حق سيد الأنبياء صلى الله تعالى عليه وسلم كذب عليهم فلا تعول عليه وكان شائعا وفي هذا على ما قيل: تصوير لحال المرأتين المحاكية لحال الكفرة في خيانتهما لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالكفر والعصيان مع تمكنهم التام من الإيمان والطاعة.
الآلوسي البغدادي الحنفي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج28، ص162، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
|
|
|
|
|