عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 65  
كاتب الموضوع : nad-ali المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي الإرهاب في سوريا بوابة الحرب الطائفية الشاملة في المنطقة
قديم بتاريخ : 16-03-2013 الساعة : 04:52 PM



الإرهاب في سوريا بوابة الحرب الطائفية الشاملة في المنطقة
متابعة: المحرر السياسي

شبكة النبأ: تسود المخاوف حول أوضاع سوريا الأمنية التي من المرجح لم تستقر بسبب دخول الحركات الجهادية كالقاعدة وغيرها من الحركات الأخرى. فهناك معلومات تشير الى دخول مجاميع ارهابية من تنظيم القاعدة في سوريا عقب الرسالة الأخيرة التي دعا فيها القائد الجديد للتنظيم أيمن الظواهري إلى الجهاد وأعرب عن تأييده للانتفاضة السورية، كما هناك تجار يعملون على تهريب السلاح الى سوريا من دول مختلفة ولا يخفى ما تقوم بها المجاميع المسلحة من السنة الذين يتسللون من العراق الى سوريا وهو أمر من شأنه أن يؤجج العنف في بلد كان يوما يرسل الاسلحة والمتشددين في الاتجاه الاخر.

ويرى محللون سياسيون إن رسالة الظواهري كانت مؤشرا على الضعف والقوة في آن واحد. فالظواهري يدرك أن السوريين تحدوا سخط قائدهم دون مساعدة من القاعدة، ولم تحمل رسالته سوى إشارات عابرة للثورات في تونس ومصر وليبيا التي نجحت هي أيضا في إسقاط أنظمة مستبدة، وجعلت من القاعدة متفرجا عاجزا. ويرى خبراء أن مشكلة القاعدة الآن هي أن أعداءها في المنطقة الأنظمة المستبدة قد سقطوا مثل أحجار الدومينو، ولكن زوالهم لم يأت بفضل الظواهري أو أنصاره. فعجز الظواهري عن أن ينسب سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان سببا في اعتقاله لسنوات وتعريضه للتعذيب ربما يكون إهانة لقدامى الجهاديين.

ويرى مراقبون في صحيفة ديلي تلغراف أن تضييع ثورة واحدة قد يعتبر سوء حظ فإن النأي بالنفس عن أربع ثورات سيبدو ضربا من اللامبالاة أو تأكيدا على أن الدعم الشعبي للقاعدة قد تضاءل كثيرا. وأن الظواهري الذي نأى بنفسه عن ثلاث ثورات ناجحة، يحاول الآن أن يعتلي الموجة السورية. ويشير خبراء إلى أن عدم الحراك الغربي تجاه معاناة المسلمين ربما يخلق فجوة ليدخل منها الظواهري. فيقول البروفسور في الدراسات الحربية بكلية كينغ في لندن ديفد أوماند إن الأمر أشبه بهنغاريا عام 1956 حيث إن القضية عادلة ولكن لا يمكن عمل شيء إزاءها. ويضيف أن ثمة فرصة للظواهري كي يقفز ويقول لا يمكنكم التعويل على أميركا والغرب، بل علي وعلى الجهاديين. غير أن إنغيل أنكستر، وهو مدير سابق للعمليات في جهاز الاستخبارات الخارجي في بريطانيا أم أي 6، يقول إنه لا يجب تجاهل تهديدات الظواهري، مشيرا إلى أن القاعدة لا يزال تملك بنية تحتية في العراق. ولم يستبعد أنكستر أن تكون هجمات التفجيرات التي استهدفت مقرات الأمن في حلب من فعل القاعدة بالعراق، وقال إن أسلوب التنفيذ يختلف عن النهج الذي يتبعه الجيش السوري الحر.

ولكن محللون قالوا حتى لو أن القاعدة تنفذ هجمات في سوريا فإن ذلك يصب في مصلحة النظام الذي دأب على اتهام عصابات إرهابية مسلحة. إن أمل الجهاديين المحتمل هو كون جميع المقاتلين الذين التقتهم ديلي تلغراف هم من المسلمين السنة، أي مثل الظواهري وقائد التنظيم الراحل أسامة بن لادن.

وقبل فترة ليست بالطويلة، كان السوريون يرسلون الأسلحة و المقاتلين إلى العراق لمساعدة العراقيين فجأة انقلب الموقف رأسا على عقب . ففي الاحتفال بالذكرى السنوية للمولد النبوي في ضواحي مدينة الفلوجة، احتشد الآلاف من المواطنين لدعم ثوار سوريا وراح الفتيان يلوحون بالعلم السوري القديم الذي استخدم في ثلاثينات القرن الماضي بعد اعلان استقلال سوريا عن الاحتلال الفرنسي، بينما قام آخرون بجمع التبرعات من اجل ارسال المعونات والاسلحة الى الثوار الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد. قال الشيخ حميد الهايس احد شيوخ عشائر الانبار اتمنى ان احمل سلاحي واذهب للقتال هناك. حسب نيويورك تايمز.

من الواضح ان الحرب الطائفية في سوريا قد اصبحت صراعا اقليميا طالما كان المحللون يخشونه، فتسارع الأحداث كالتفجيرات و عمليات الاغتيال في دمشق وحلب والعنف في شمال لبنان و الناجم عن العداء الطائفي في سوريا كلها توحي بان حكومة الأسد تواجه ايضا خصوما على حدودها. ومثل العراق وافغانستان قبلها، فمن المحتمل ان تصبح سوريا ساحة تدريب لعهد جديد من الصراع الدولي حيث استعد المجاهدون فعلا لذلك، وفي نهاية هذا الاسبوع دعت القيادة الايديولوجية لتنظيم القاعدة وتيار الاخوان المسلمين فرع الاردن، المجاهدين في كل العالم لمحاربة حكومة الاسد.

ليست هناك حدود تساعد على الاقتتال الطائفي اكثر من الصحراء الغربية للعراق حيث بدأ البعض بالتحشيد لدعم لقضية المعارضة السورية. يقول احد تجار الاسلحة يعمل في الأنبار ويحمل الاسم المستعار احمد المصري قبل خمسة اشهر علمت بان الاخوة السوريين بحاجة الى السلاح، فبدأت بشراء الاسلحة من نفس الاشخاص الذين بعت لهم تلك الاسلحة من قبل وهم مقاتلون من الانبار والموصل. لقد اعتدت ان اجلب تلك الاسلحة من سوريا لكن الامور انقلبت اليوم. يقول الرجل انه كان يبيع الهاونات والرمانات اليدوية والمسدسات وان وسيطه في سوريا رجل عراقي ايضا " انها مهنة مربحة لكنها ليست سهلة بل تنطوي على كثير من المجازفة، هذه هي الحياة. ذكر شيوخ العشائر وضباط الامن بان تدفق الاسلحة من الانبار وبعض مناطق الموصل الى سوريا ليس بالحجم الكبير.

يقول عبدالرحيم الشمري، رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى، بان المتفجرات والاسلحة كان يتم تهريبها عبر حدود ناحية ربيعة، ويصف احد تجار الاسلحة، رفض ذكر اسمه بسبب طبيعة عمله، تهريب اجزاء الاسلحة في صناديق السجائر الفارغة، وان بعض السوريين يقايضون الاغنام والابقار بالسلاح. ويرى محللون سياسيون ان تعاطف ابناء الانبار مع ثوار سوريا يعود الى الارتباطات العشائرية التي مضت عليها قرون طويلة. يقول الشيخ علي حاتم السليمان نحن ابناء نفس العشائر وحدودنا مشتركة. ويصف الشيخ حاتم السيد بشار الاسد بانه سفاح وقال بان رجال الانبار يحاولون مساعدة المعارضة السورية نعم، انهم يرسلون السلاح لأن ذلك من واجبهم وأضاف ان شيوخ عشائر الانبار سيجتمعون هذا الاسبوع لمناقشة سبل دعم الثوار في سوريا .حسب نيويورك تايمز.

ويقول مسؤولون عراقيون وتجار اسلحة ان اسلحة ومقاتلين سنة يتسللون من العراق الى سوريا وهو أمر من شأنه أن يؤجج العنف في بلد كان يوما يرسل الاسلحة والمتشددين في الاتجاه الاخر. ولاقت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد صدى لدى العشائر السنية في محافظتي الانبار ونينوى العراقيتين الحدوديتين حيث تتيح العلاقات العائلية القوية عبر الحدود التي لا تحظى بحراسة قوية مناخا مواتيا لرواج التهريب. وما زال العراق الذي تنتشر فيه الاسلحة منذ عام 2003 يعاني من اعمال العنف التي يقوم بها مقاتلون مرتبطون بالقاعدة واسلاميون سنة ومقاتلون مرتبطون باجندات مختلفة.

والان يقول مسؤولو امن عراقيون انه توجد علامات على ان مسلحين سنة بدأوا يعبرون الحدود لينضموا الى معارضي الاسد ويحقق مهربو الاسلحة ارباحا مع تضاعف اسعار الاسلحة التي ترسل مخبأة في شحنات تجارية. ومن الصعب قياس تدفق المقاتلين العراقيين والاسلحة غير المشروعة على سوريا لكن حركة المقاتلين عبر الحدود كانت يوما نشطة في الاتجاه العكسي مع تدفق المقاتلين الاجانب لمهاجمة الاهداف الامريكية والعراقية.

وقال مسؤول امني رفيع في بغداد نحن نعتقد ان مقاتلين على صلة بالقاعدة وبعض الجماعات المسلحة السنية ترسل مقاتلين الى سوريا للمشاركة في القتال هناك كنوع من الدعم المعنوي. بحسب رويترز . وقال مسؤولون فاسدون يعملون في نقاط العبور في الموصل والانبار ولذلك يمكننا ان نتوقع ان يستغل اشخاص هذا في تهريب اسلحة ومقاتلين لكننا لا نعتقد انه يتم على مستوى مؤثر. وما زالت القاعدة في العراق قوة قادرة برغم ما اصابها من ضعف لفقد زعماء رئيسيين. ويقول مسؤولون محليون ان المسلحين يعاودون الظهور في معاقلهم القديمة الان بعد ان غادرت القوات الامريكية البلاد. وانسحابها قلل ايضا قدرات جمع معلومات المخابرات.

لكن الحدود مع سوريا كانت منذ أمد طويل طريقا رئيسيا للتهريب يصعب السيطرة عليه. وفي وقت سابق هذا العام قال سكان قريبون من بلدة القائم الحدودية انهم يساعدون في ارسال اغذية وامدادات اخرى الى اقاربهم عبر الحدود في البو كمال بعد ان اغلقت نقطة العبور الحدودية الرئيسية هناك. وقال مصدر امني في الموصل تجري هناك كثير من عمليات تهريب الاسلحة لكنها ليست بكميات كبيرة. لنا كثير من الدوريات لتأمين خط الحدود. لكن ما زالت هناك مناطق كثيرة شديدة الوعورة. وتقول الشرطة العراقية على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1114 كيلومترا انها عرضة لاشتباكات مع مهربين ومسلحين أصبحوا أكثر نشاطا بدرجة متزايدة في الاراضي القاحلة والادغال المحيطة بنهر الفرات.


سوريا والقاعدة... استنفار طائفي ومعارك اثبات الوجود

شبكة النبأ: استمرار النزاع المسلح والدمار الكبير الذي لحق بسوريا التي أصبحت اليوم ساحة حرب مفتوحة لجميع الأطراف الإقليمية، التي تسعى الى ابعاد شبح التغير عن أراضيها وبغض النظر عن النتائج المتحققة، مكنت وبحسب بعض المتخصصين تنظيم القاعدة الإجرامي من الحصول على ملاذ و موطئ قدم في الأراضي السورية، والتي ستكون قاعدته الجديدة لإعادة تنظيم صفوفه وتعويض الخسائر السابقة، وهو ما تحقق بالفعل بعد استقدام العديد من أنصار هذا التنظيم ومن مختلف الجنسيات لأجل القتال في صفوف الجماعات المتمردة وبدعم خليجي في سبيل فرض مخطط طائفي يهدد امن واستقرار المنطقة ككل.

هذه التطورات قد أسهمت بزيادة القلق الدولي الذي تنامى بعد ازدياد العمليات الإرهابية التي قامت بها التنظيمات الإسلامية المتشددة والخطط التي أعلنت من قبل بعض قيادات التنظيم والتي تهدف الى توسيع عمل التنظيم في باقي البلدان لأجل تكوين أمارة إسلامية موحدة، حيث حذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من "تنامي الجماعات المتطرّفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا"، لافتاً الى "وجود "إرهابيين" مرتبطين بعناصر من المعارضة السورية". وقول "هناك ضرورة استراتيجية للتحرّك بسبب تزايد انتشار المتطرّفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا، ما يشكّل خطراً متنامياً على الاستقرار في المنطقة".

وحذّر كاميرون من أن "إرهابيين مرتبطين بتنظيم القاعدة يعملون في سوريا حيث أن البلاد مجزّأة"، مضيفاً "ان هؤلاء مرتبطون أيضاً بعناصر من المعارضة، وهناك أدلة قوية جداً على أن جماعات في المعارضة السورية المسلّحة تأخذ وجهات نظر غير مقبولة من التطرّف الإسلامي". من جانب اخر قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه كلما طال أمد الصراع في سوريا زادت مخاطر تشكيل جيل جديد من المتشددين الذين تدربوا على القتال في المعارك سيمثل فيما بعد تهديدا لبريطانيا ودول اخرى في اوروبا. وقال هيج ان سوريا ستكون الحالة الأكثر حدة "يختطفها" الاسلاميون. ووصف هيج في خطاب يحدد استراتيجية بريطانيا لمكافحة الارهاب سوريا بأنها "المقصد رقم واحد للجهاديين في كل مكان في العالم اليوم." "هذا يتضمن عددا من الافراد المتصلين بالمملكة المتحدة ودول اوروبية اخرى." واضاف "ربما لا يمثلون تهديدا لنا عندما يذهبون اولا إلى سوريا لكنهم اذا ظلوا على قيد الحياة ربما عاد بعضهم وقد ازدادوا تشددا في الفكر واكتسبوا خبرة في السلاح والمتفجرات." ومضى يقول "وكلما طال امد الصراع تزايد خطر هذا الامر ا."

الى جانب ذلك يجلس عمر أبو الشيشان الذي كان يرتدي ملابس سوداء على سجادة محاطا بعشرين رجلا مسلحين بالبنادق وهو يلقي كلمة حماسية يحث فيها المسلمين على دعم "الجهاد" ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ويعلن المتشدد القادم من منطقة الشيشان الروسية أن دولة الإسلام تقترب. ويترجم زملاء من كتيبة المتشددين الأجانب التي يقودها كلماته الروسية إلى العربية. ويسلط شريط الفيديو الذي يظهر فيه أبو الشيشان وبث مؤخرا الضوء على الدور الذي يلعبه الآن في الحرب الأهلية السورية متشددون من شمال القوقاز المضطرب ضد حكومة تدعمها موسكو ويحميها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة. كما يبرز المخاطر الأمنية التي قد يمثلونها لروسيا اذا عادوا إلى منطقة شمال القوقاز الروسية المضطربة القريبة من المنطقة التي تعتزم موسكو أن تستضيف فيها دورة سوتشي الأولمبية الشتوية لعام 2014 . وقال أبو الشيشان "الجهاد يتطلب أشياء كثيرة. أولا يحتاج إلى المال. أمور كثيرة في الجهاد اليوم تعتمد على المال." وقال "ضيعنا فرصا كثيرة لكن اليوم توجد حقا فرصة لإقامة دولة إسلامية على الأرض." وأكد مقاتلون سوريون في تصريحات منفصله أنه موجود فعلا في سوريا لكن اسمه الحقيقي غير واضح. وقال المحلل ميربك فاتشاجاييف المقيم في باريس "هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الشيشان في عمليات عسكرية في الخارج" مضيفا أن هناك مزاعم أثيرت من قبل بأن الشيشان حاربوا مع طالبان في أفغانستان أو حاربوا في العراق لكن لم يظهر أي دليل حاسم على ذلك.

ويقول جنود سوريون ومحللون إن هناك عشرات وربما 100 مقاتل في سوريا من شمال القوقاز وهي منطقة روسية تشهد أعمال عنف يومية يقوم بها متشددون لإقامة دولة إسلامية. ويقول محللون إن كثيرا من المتشددين الذين يحاربون قوات الاسد هم طلاب درسوا في معاهد دينية خارج روسيا وهناك آخرون اكتسبوا مهارة ودراية بالقتال في حربين انفصاليتين في الشيشان دارت الاولى بين عامي 1994 و1996 والثانية بين عامي 1999 و2000 . وقال مصدر من الجماعات المسلحة في سوريا "هم مهمون للغاية يقودون القتال في بعض المناطق وبعضهم قادة كتائب. هم مقاتلون مخضرمون ويقاتلون بدافع العقيدة ولذلك هم لا يريدون شيئا في المقابل." وقال مصدر في المعارضة السورية إن الشيشان هم ثاني أكبر قوة من الأجانب بعد الليبيين الذين انضموا بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقتله. وقال المصدر إن 17 مقاتلا من شمال القوقاز قتلوا في القتال الذي دار خارج حلب الشهر الماضي. وشارك مقاتلون أجانب أيضا في حرب الشيشان الأولى في منتصف التسعينات. وقال فاتشاجاييف "روسيا ستراقب بحرص إلى أين يذهبون كي تتأكد من أنهم لا يعودون إلى روسيا وأنهم لن ينجحوا في العودة إلى الشيشان." ووجود مقاتلين أجانب في سوريا كثيرين منهم يتبنون تفسيرا متشددا للإسلام أزعج كثيرين في سوريا يرون ان القتال هو حرب علمانية للإطاحة بالأسد.

على صعيد متصل وفي بلدة صغيرة في شرق سوريا أزال متشددون إسلاميون تماثيل عرض الملابس العارية التي يرونها مثيرة جنسيا من المتاجر. كما منع أعضاء جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة النساء من ارتداء السراويل (البنطلونات) مفضلين على ذلك ارتداء لباس فضفاض أسود لا يحدد الجسد ويغطيه من الرأس الى القدم. وتعطي البلدة التي يبلغ عدد سكانها 54 الف نسمة والمطلة على نهر الفرات لمحة عما يمكن أن تكون عليه الحياة اذا سيطر المعارضون الاسلاميون على مناطق مهمة في سوريا. ومن بين مئات من وحدات المجاميع المسلحة تعتبر جبهة النصرة الاكثر فاعلية. وحقق مقاتلوها الذين يسعون للاستشهاد في المعارك انتصارات في هجمات ضد العديد من القواعد العسكرية في انحاء البلاد.

والآن قسمت جبهة النصرة والجيش السوري الحر وميليشيا محلية وجماعات قبلية البلدة الى مناطق نفوذ. ويقول سكان انه يوجد نحو ثمانية الاف رجل مسلح إجمالا في البلدة. ويقوم مسلحون أطلقوا لحاهم بحراسة الشوارع وفرض تفسيرهم للشريعة الإسلامية. وأزيلت الخمور من المتاجر. وتقدم جبهة النصرة تعليما دينيا يوميا لاطفال البلدة الذين يحصلون على أرغفة خبز مجانية اذا حضروا الدروس. وقال فتى يحضر هذه الدروس ان التلاميذ يتعلمون كيف يصلون ويتلقون دروسا بشأن دور المرأة وتعدد الزوجات والجهاد ضد "نظام الأسد العلوي". وتحولت الاحداث في سوريا الى حرب أهلية حيث تطورت احتجاجات الشوارع التي بدأت سلمية في مارس اذار 2011 الى احتجاجات عنيفة. وقتل أكثر من 60 الف شخص منذ بدء الصراع.

وبعد نحو عامين بدأ يتخذ صبغة طائفية. ويقول الاسد ان الانتفاضة مؤامرة ارهابية مدعومة من الخارج ويلقي باللوم على الغرب والدول الخليجية العربية. ويمثل مقاتلو جبهة النصرة تهديدا لمن يرغبون في الديمقراطية في سوريا. وبدلا من ذلك فهم يتصورون قيام الخلافة الإسلامية وفرض الشريعة الإسلامية وفق رؤيتهم. ويجبرون المتاجر على اغلاق ابوابها وقت الصلاة ويوجه الناس في الشوارع الى المساجد للصلاة عند كل آذان. ويحاول السكان الليبراليون مواصلة حياتهم المعتادة لكنهم يشعرون بالتأثير اليومي للتطبيق الصارم لأحكام الشريعة.

وأظهرت جبهة النصرة ذكاء حادا. وسيطر مقاتلوها على حقل "الورد" للنفط والغاز القريب وتوجهوا مباشرة الى صوامع الحبوب. وباتوا يسيطرون على الموارد التي تمنحهم القوة. وفي شوارع الميادين يمكن شراء الوقود بأسعار مرتفعة وتقبل الجبهة التعامل مع الاعداء اذا كان ذلك يعني الحصول على مكاسب نقدية إضافية. وقال سكان الميادين ان جبهة النصرة تنقل النفط الخام في صهاريج ضخمة الى دير الزور التي تبعد 45 كيلومترا الى الشمال حيث مازال للحكومة وجود. وهناك نقص في الخبز والمياه ولا توجد خدمات هاتفية أو انترنت وأغلقت المدارس. ويأكل الناس الأعشاب من نهر الفرات والبعض يسافر الى دير الزور لشراء الطعام مخاطر بالتعرض للاعتقال أو الموت وهم يعبرون خطوط العدو.

وقال أبو محمود وهو عامل عمره 55 عاما انه يخشى انجذاب اولاده للانضمام لهذه الجماعة. وقال "لا نخرج من البيت إلا للضرورة القصوى. ارسلت اطفالي الصغار الى قريب لي في الحسكة لانني لا اريد ان يتم تسليحهم" مشيرا المدينة الشمالية القريبة من الحدود مع تركيا. ويأمل آخرون ان يمنع النظام القبلي في شرق البلاد الصحراوي سيطرة الاسلاميين على المنطقة. وقال عماد (22 عاما) وهو يدرس الهندسة "لا أعتقد ان الجبهة ستكون قادرة على عمل ما تريد. لدينا تقاليدنا وقبائلنا لن تسمح لهم بذلك."

لكن الكثير من السكان نظموا مظاهرات ضد جماعات المعارضة بما فيها جبهة النصرة التي يرون ان اعضاءها لصوص. وفي انحاء البلاد استولى المعارضون على مدارس والمستشفيات لاستخدامها كقواعد والاستيلاء على الإمدادات الطبية والمعدات لحربهم. وقال يامن وهو طالب عمره 20 عاما يدرس الرياضيات "الحكومة تخلت عنا ولا يوجد شيء هنا. لا حياة ولا خدمات. الوضع السيء سيجعل كل شبابنا ينضم الى الجبهة." وأضاف "يريدون محاربة النظام ويرون أن جبهة النصرة الحل الاخير لسوريا." ويشعر كثيرون باليأس. وقالت فادية وهي زوجة عمرها 22 عاما "فقدنا مدينتنا وأطفالنا والان سنخسر مستقبلنا." واضافت "لا يوجد شيء هنا. انني أكره كل الاطراف .. النظام والمعارضة والجيش السوري الحر وجبهة النصرة لانه لا أحد منهم يهتم بالمدنيين."

وظهرت جبهة النصرة ان لديها تسليح أفضل من جماعات أخرى. ومنذ أكتوبر تشرين الاول نفذت جبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ثلاثة تفجيرات انتحارية كبيرة على الأقل في درعا وهاجمت ناديا للضباط ومقر إقامة المحافظ ونقطة تفتيش تابعة للجيش في وسط المدينة. من جانب أخر قال الأمير تركي الفيصل وهو مدير سابق للمخابرات وأخو وزير الخارجية السعودي ان ما يحتاجه المقاتلون هو اسلحة متطورة تسقط الطائرات وتضرب الدبابات من بعد. وتدعم السعودية وقطر قوات المعارضة السورية منذ فترة طويلة وتدعو إلى تسلحيها.


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس