|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,470
|
بمعدل : 1.58 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 11-04-2013 الساعة : 10:54 PM
الخيانة والامانة
هي فصة حقيقة حدثت في زمن الحصار
وما ادراك ما الحصار وويلاته وجوعه وضيمه وقهره وتعبه وعناءه
ويكاد الشخص يموت من الجوع
الاب الكبير يتحمل كيف بالصغير
لا يمكن للكلمات ان تصف ما مر به العراق من ويلات
واي ويل
فوق ويل الطغيان الصدامي الكافر ويل البعث الغادر ويل الجوع القاهر
وويل تغير الاخلاق مع كل يوم من الحصار
نحو اخلاق احسن
ونحو اخلاق اسوأ
من هنا تنطلق حكايتنا اليوم
الخيانة والامانة
هو طالب فقير لا يملك موردا ماليا الا ان يعمل في الخياطة في عطلته الصيفية فغيره يرتاح ويستريح وهو يعمل خلال الثلاثة اشهر ليجمع ما يمكن جمعه لتعينه على دراسته ومصارفيها التي انهكت ظهره واتعبته
من هنا جاء له معلمان الى محل خياطة ابن عمه الذي يعمل فيه
وطلبان ان يخيط لهما ملابس
وبالفعل بعد عدة ايام اكمل خياطة الملابس ومع الانقطاع المستمر للكهرباء والتعب
الحمد لله قالها في قرارة نفسه مرتاحا لاكمال الملابس ولكونه سيحصل على مبلغ كالي بسيط يضيفه الى ما كان عنده ليكمل دراسته
وبالفعل جاء المعلمان معا
قالا له كم الاجرة قال عشرة الاف دينار لكل شخص
وبذلك المبلغ هو عشرون الف
قالا لا
انت تعبت كثيرا والكهرباء تنقطع باستمرار
وما شاكلها من لوازم الخياطة
نعطيك خمسه وشعرون الف دينار
قال لا
ان الحق هو عشرون الف
اصرا اصرار شديدا
وهو يرفض ذلك
كل شي بعد العملة حرام
قالها مرة ومرتين
اصرا اكثر واكثرا
وقالا نبري لك الذمه على الخمسه الاف دينار
اخذ الخمسة وعشرين الف دينار فرحا
لانها تساهم كثيرا في رفع اجور النقل من منطقته الى كليته
تلك الاجور التي سرعان ما ارتفعت وسترتفع اكثر واكثر
بين غلاء البنزين وبين جشع الجشعين
وبين غلاء المواد الغذائية
وبين قساوة الحياة
صدفة مر به صديقه
قال له
يا هذا
اسمعت ان المعلم فلان
والمعلم فلان
الان قد خسرا خمسه وعشرين الف دينار
قال كيف
قال له صاحبه
لانه الان ظهر عنده خمس وعشرون الف دينار مزورة
اي عملة مزورة
لا يعرف ايضحك ام يبكي
ويقال لو عرف السبب لبطل العجب
اخرج الخمسة والعشرين الف من جيبه
وقال لصاحبه
هل هذه هي الخمسة وعشرين الف
لانه لم يكن يعرف الزورة من الغير مزورة
بل يمكن لظهارة داخله وثلته بالناس
صاح صاحبه
نعم هي مزورة
فتساءل صاحبه من اين لك هذا
قال من المعلمين فلان وفلان
وحكى له الحكاية
واصرارهما على الخمسة وعشرين بدل العشرين
المغزى
ان هكذا معلم يخون هكذا فكيف يكون امينا مع طلبته وعلمه
الجزء الثاني من الحكاية
هم مدرسون يعملون في مدرسة قريبة من مدرسة المعلمين ذوي الخمسة والعشرين الف المزورة
هؤلاء المدرسون
ووقت امتحان نصف السنة
وكان الوقت شتاءا بردا قارسا
وقلنا اعلاه ان الحصار وضيمه وفقره
كان مجموعة من الطلبة الفقراء
يدواومون في مدارسهم في وقت الشتاء وبرده القارس يداومون
بقميص خفيف
ما فوقه شي ولا تحته من شي يقيهم البرد
قميص متهالك خفيف
لا يقي من برد بل يعين البرد ليصل الى عظام الطلبة الفقراء
ووقت الامتحان كان هؤلاء الطلبة يرتجفون ويرتجفون ويقع القلم من ايديهم احيانا
اعانهم الله
نعم هو الجوع والفقر
لا يملكون طعلمهم فكيف يملكون ثمن هدمهم وملبسهم
جاء احد المدرسين وتكلم مع مجموعة خيرة من المدرسين الطيبين
فجمعوا مبلغا من راتبهم المتواضع
لا يملكون ثمن الطعام
ومع ذلك اثروا لما راؤا من مرارة حياة الطلبة
ذهب ذلك المدرس الى رجل يبيع ملابس قديمة مستعملة
او كما نسميها بالعامي البالات
خاطب صاحب المحل واخبره الحقيقة انه يريد قطع شتوية للطلبة مساعدة لهم قربة لله عز وجل
من هنا
ايضا هذا صاحب المحل
لم ياخذ اي ارباح
بل اخذ سعر القطعة بلا ارباح
قال قربة لله عز وجل
اخذ المدرس القطعة
وحسبما اعتقد كانت ثلاثون قطعة
اعطاها للمدرسين
الذين وزعوها على الطلبة فيما بينهم وبين طلبتهم حياءا منهم
وبقيت قطعة واحدة
اعطاها احد المدرسين الى طالب في السادس العلمي
الا ان هذا الطالب لم يقبلها اول مرة
حيث عزة نفسه واباءه
ومع الحاح المدرس وقوله له بانه مثل ابوه وهي هدية منه له
تقبلها
فاقول
شتان بين معلم يخون الامانة مع طلبته
ومعلم كان امينا مع طلبته في هكذا امر
طبعا سيكون امينا في درسه وعلمه
وهكذا
هي الظروف الصعبه
بين ان توجه نحو خلق كريم
وخلق ذميم
كتبها حميد الغانم
|
|
|
|
|