|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 78079
|
الإنتساب : Apr 2013
|
المشاركات : 328
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الفلكي الفاطمي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 29-06-2013 الساعة : 01:37 AM
بعد الخسف لا يعني ذلك القضاء على السفياني ، فبعد أن ملك سوريا والعراق والأردن وفلسطين ومنطقة واسعة من شبه الجزيرة العربية ، سيبقى حكمه جاثماً على المنطقة ، ريثما يتحرك الإمام المهدي (عليه السلام) بعد الخسف بقليل ، و يرد بجيشه إلى العراق و يناجزه القتال فيسيطر عليه ويقتله - يومئذ - بوادي الرملة .. و تتم سيطرة الإمام المهدي (عليه السلام) على كل المنطقة التي كانت محكومة للسفياني ، و من هنا تكون الفرصة مؤاتية للإمام (عليه السلام) للفتح العالمي.
لا بدّ أن نشير إلى بعض الأحاديث الشريفة و الروايات التي تؤكد خروج السفياني و أحواله حسب ما توفر لنا من مصادر .. قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، و هو رجل ربعه وحش الوجه ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عنبسة ، و هو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرضاً ذات قرار و معين فيستوي على منبرها) (33) و المقصود بالأرض ذات قرار و معين هي دمشق.
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه: (.. لا بدّ لبني فلان أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم ، حتى يخرج عليهم الخراساني و السفياني ، هذا من المشرق و هذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ، هذا من هنا و هذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهم لا يبقون منهم أحداً) (34)
(عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في حديث طويل .. و منادٍ ينادي من السماء – إشارة إلى النداءات الثلاثة في رجب – و يجيئكم صوت من ناحية دمشق بالفتح – (الأصوات هي المؤتمرات و اللقاءات التي تحدث في دمشق و ما يصدر عنها من بيانات) – و تخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية – (الخسف ربما معارك عسكرية داخلية أو دولية و القصف الجوي من أسباب الخسف .. و هذا بحسب ما يظهر في الرواية قبل وصول الترك والروم إلى منطقة و بالتحديد قبل معركة قرقيسيا) – و تسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن – المسجد الأموي – و مارقة تمرق من ناحية الترك و يعقبها مرج الروم ، وسيقبل أخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، و سيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة يا جابر ، فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض المغرب أرض الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات ، راية الأصهب و راية الأبقع و راية السفياني ، فيلتقي السفياني بالأبقع ، فيقتتلون فيقتله السفياني و من تبعه ، و يقتل الأصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الاقتتال نحو العراق ، و يمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها ، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف ، و يبعث السفياني جيشا إلى الكوفة ، وعدتهم سبعون ألفاً فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً فبينما هم كذلك ، إذ أقبلت رايات من قبل خراسان ، وتطوى المنازل طياً حثيثاً ، ومعهم نفر من أصحاب القائم ، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء ،فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ، و يبعث السفياني بعثاً إلى المدينة ، فينفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه ، حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران ، قال وينزل أمير جيش السفياني البيداء ، فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم ، فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم ، وهم من كلب و فيهم نزلت هذه الآية (يَا اَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) (35)) (36).
(عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر ، و زعم هشام أن الكور الخمس دمشق ، و فلسطين ، و الأردن ، و حمص ، و حلب) (37)
(عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال: .. إذا كان ذلك خرج السفياني ، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام ، فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة ، خسف الله به ، وذلك قول الله (عليه السلام) في كتابه (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) (38) ) (39)
(عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه ، من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ، و يقول هذا منهم فيضرب عنقه و يأخذ ألف درهم ، أما إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا ، كأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت و من صاحب البرقع ، قال: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع ، فيحوشكم – أي يجيئكم – فيعرفكم و لا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلاً رجلاً ، أما أنه لا يكون إلا ابن بغي)(40).
بعد الإيضاح عن حركة السفياني و الأدلة المختصرة على ذلك من الروايات الشريفة ، و على كثرتها في الموضوع ، و كذلك بعض آيات القران الكريم .. نؤكد القول (41) بأن: السفياني من أبرز العلامات وأوثقها وأمتنها رواية ، وتكاد لا تداني قوتها إلا ظاهرة النداء ، وآية خسف البيداء ، وهي كما سترى مختصة بالسفياني وخاصة أن الخسف يكون بجيشه.
والقول بحتم السفياني مقبول ، وواضح الدلالة .. و لا ريب أن محو صورة السفياني ، سيؤدي إلى محو صورة الخسف ، و إذا ما جمعت روايات الصيحة و الخسف إلى روايات السفياني ، أخرجت تواتراً أكيداً .. كما سيؤدي محو السفياني إلى محو الأصهب و الأبقع و ربما قرقيسيا أو بعض منها ، و كذلك فتنة الشام ، و فتن بلاد العراق ، و حتى جزءٍ من صورة اليماني و الخراساني وغير ذلك مما سيمحو أغلب علامات الظهور .. لذا نؤكد حتم السفياني بالجملة ، والله العالم
و لا باس بذكر حديث الشيخ الطوسي في أماليه ، وللصدوق في معاني الأخبار .. عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إنّا و آل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله ، وقالوا كذب الله ، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، و قاتل معاوية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، و قاتل يزيد بن معاوية ، الحسين بن علي (عليه السلام) ، و السفياني يقاتل القائم (عليه السلام))(42) .
3-خروج اليماني: (من المحتوم):
تصف الأحاديث الشريفة اليماني و حركته بأنها راية هدى .. و يظهر في العراق اصله من اليمن مقارناً لخروج السفياني في الشام ، و أنه يدعو إلى الحق و تجب إجابة دعوته ، و أنه يتوجه إلى العراق و الشام و يشارك مع الخراساني في قتال السفياني .. و أنه من ولد زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام).
(عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل .. أنه قال: خروج السفياني واليماني و الخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناوأهم ، و ليس في الرايات راية أهدى من اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعوا إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، و إذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإنّ رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يتلوى عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق و إلى طريق مستقيم) (43) ..
إن الوضع العالمي سوف يتلخص في صراع حضاري طويل ، ساحته (بلاد الشام و فلسطين ، العراق و إيران و الحجاز) ، فهذه المنطقة بالتحديد هي ملتقى الصراع السياسي و العسكري بين اتجاهين هما: أنصار المهدي (عليه السلام) و الممهدون له ، وحركة السفياني و من يناصرها من الغرب ( الروم واليهود ) .. و مركز الثقل ونقطة الهدف في هذا الصراع الحضاري ، وفي خضم أحداث سنة الظهور هي ( القدس).
إذاً ،فحركة الإمام المهدي(عليه السلام)في الانطلاق من المسجد الحرام بمكة المكرمة و الوصول إلى المسجد الأقصى بفلسطين، لا تكون ابتدائية و إنما تأتى تتويجا لحركة الأمة و طلائعها باتجاه القدس.. فهي في إيران تتحرك تجاه القدس(الخراساني)، وفي العراق من اصل يمني يظهر قائد مسلم(اليماني)يتوجه نحو القدس ، وتصف الروايات حركته بأنها راية هدى.
4-خروج الخراساني:
رايات خراسان أو الرايات السود .. و فيها بعض أصحاب القائم (عليه السلام) بقيادة الخراساني .. (عن الإمام الباقر (عليه السلام) .. في حديث طويل .. يبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة و عدتهم سبعون ألفاً ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً و صلباً و سبياً فبينما هم كذلك ، إذ أقبلت رايات من قبل خراسان – بقيادة الخراساني – و تطوى المنازل طياً حثيثاً و معهم نفر من أصحاب القائم) (44) .
(قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انتظروا الفرج من ثلاث: اختلاف أهل الشام فيما بينهم ، والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان .. ) (45) .. (عن أبي جعفر (عليه السلام) إنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق ، يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يقوموا ولا يدفعونها إلاّ إلى صاحبكم ، قتلاهم شهداء ، أما إني لو أدركت ذلك لا ستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) (46)
(عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث طويل .. إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة ، بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي (أي السفياني) هو و الهاشمي (أي الخراساني) برايات سود ، على مقدمته شعيب بن صالح ، فيلتقي هو والسفياني بباب اصطخر (وهي منطقة شيراز التي تقابلها في الضفة الأخرى من الخليج منطقة القطيف) ، فيكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر (أي تنتصر) الرايات السود وتهرب خيل السفياني ، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ، فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم البلاء) (47).
وتسمى أو تذكر الأحاديث الشريفة عدداً من قادة خراسان:
الهاشمي ( الخراساني ) الزعيم السياسي الذي بكفه اليمنى خال ، السيد الأكبر الذي تكون راياتهم مختومة بخاتمه ، وشعيب بن صالح الفتى الأسمر الحديدي من أهل الرّي (طهران) قائد قواتهم ، كنوز طالقان وهم شبان من منطقة طالقان (شمال طهران) من أصحاب المهدي (عليه السلام) وصفتهم الأحاديث بأنهم من كنوز الله (48)
تشير الأحاديث إلى أن الإيرانيين يكونون في حرب مع أعدائهم حتى إذا رأوا إن الحرب قد طالت عليهم ، بايعوا الهاشمي (الخراساني) الذي يختار شعيب بن صالح قائداً لقواته. وتصف الأحاديث معارك الخراسانيين (الإيرانيين) خارج إيران ، أي في العراق و بلاد الشام وفلسطين ، مما يدل على استقرار وضعهم السياسي الداخلي ، ما عدا حالة خلل واحدة في الوضع الإيراني الداخلي عند معركة قرقيسيا ، التي تكون أساسا بين السفياني والأتراك وبعض الروم (الغربيين) وبعض جيوش العراقيين ، وتكون قوات الإيرانيين بالقرب من ساحة المعركة ويريدون المشاركة فيها ، ولكنهم ينسحبون من قرقيسيا لمعالجة ( الوضع الداخلي ) فيرجعون إلى بلادهم ثم يستعدون لمواجهة السفياني بعد انتصاره في معركة قرقيسيا
يتركز تحرك الإيرانيين تجاه القدس عبر العراق ، وتشير الأحاديث إلى الزحف الشعبي تجاه منطقة اصطخر ، وذلك عندما تتصاعد أحداث الحجاز ويخرج المهدي (عليه السلام) في مكة ، فيخرج أهل المشرق لاستقباله ، وهو متجه من مكة إلى العراق ، فيوافيهم في اصطخر ويبايعونه هناك ، ويقاتلون السفياني معه (49)..
5-ظهور بدن بارز في عين الشمس ، ويد مدلاة من السماء تشير: في شهر رجب تحدث معجزة ربانية تبهر جميع البشر لعظمتها وهي
أ- خروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس: (عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (50) قال: سيفعل الله ذلك بهم ، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني و أعوانه) ، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، ذلك في زمان السفياني ، وعندها يكون بواره وبوار قومه) (51)
ويوضح هذا الحديث إلى أن ظهور هذه العلامة بعد خروج السفيـاني ، وكما أكدنا سابقاً بأن السفياني يخرج في رجب ، بل أكد أبو عبد الله (عليه السلام) وقوع هذه العلامة في رجب حيث (أنه قال: العام الذي فيه الصيحة ، قبله الآية في رجب ، قلت وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر (الشمس على قول آخر) ويد بارزة ) (52) . وهذا البدن البارز (الوجه و الصدر) وهو الذي ينادي النداءات الثلاثة في رجب كما سنرى لاحقاً
( عن الإمام الرضا (عليه السلام): في حديث طويل .. والصوت الثالث يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس هذا ) (53) . ورأى بعض العلماء ، إن هذا البدن هو جسد أمير المؤمنين (عليه السلام) يعرفه الخلائق ، كما صرح بذلك الحاج الشيخ محمد النجفي في كتابه بيان الأئمة في الجزء الثالث (ص48) ، وفسره بعضهم بالمسيح (عليه السلام) كما صرح بذلك الشيخ علي الكوراني في كتابه الممهدون للمهدي (ص37) ، .. والرأي الثاني هو المرجح عندي .
ب- كف يطلع من السماء يشير : هذا ، هذا ... قد عد بعض الرواة أن هذه من العلامات الحتمية عن الأمام الصادق (عليه السلام) ..في حديث طويل قال: وكف يطلع من السماء من المحتوم ) (54)
وعن الأمام الصادق (عليه السلام) في توضيح علامة اليوم الموعود: ( إمارة ذلك اليوم ، إن كفاً من السماء مدلاة ينظر إليها الناس) (55)
6-النداءات الثلاثة:
ثلاثة نداءات سماوية تقع في شهر رجب بحيث يسمعها الجميع وهي :
النداء الأول: ألا لعنة الله على القوم الظالمين- النداء الثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين- -النداء الثالث: بدن بارز في عين الشمس ينادي ألا إن الله بعث مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله للقضاء على الظالمين
(قال الحسن بن محبوب الزاد عن الأمام الرضا (عليه السلام) .. في حديث طويل قال: قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب ، يكون رحمة على المؤمنين ، وعذاباً على الكافرين ، فقلت: بأبي وأمي أنت ، وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب ، أولها: إلا لعنة الله على الظالمين ، والثاني: أزفة الآزفة يا معشر المؤمنين ، والثالث: يرى بدناً بارزاً مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلان بن فلان على هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ، ويشفي الله صدورهم ، ويذهب غيظ قلوبهم) (56)
وورد عن الامام الباقر (عليه السلام) قريب منه: (وسيبهت الله المنكرين حين حدوث هذه الآيات ).. وعن الأمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (العام الذي فيه الصيحة ، قبله الآية في رجب. فقيل له : وما هي ؟ قال: وجه يطلع في القمر ، ويد بارزة تشير ، والنداء الذي من السماء ، يسمعه أهل الأرض ، كل أهل لغة بلغتهم) (57)
ومن هنا نستطيع أن نفرق بين النداء والصيحة .. فالصيحة تقع في رمضان وهي على شكل نداء لجبرائيل (عليه السلام) ، والنداء يقع في شهر رجب (ثلاثة نداءات ) ، ونداء آخر في شهر محرم الحرام يوم الفجر المقدس ... عدت الصيحة في (رمضان) من المحتوم ، ولكن النداءات في رجب وفي محرم ، لم تعد من المحتوم
7-ركود الشمس و خسوف القمر ليلة البدر:
و من العلامات غير المحتومة ... ركود الشمس: أي توقفها عن الحركة من الزوال إلى العصر (في شهر رجب) ، و كذلك خسوف القمر ليلة البدر منه.
(عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً) (58)... قلت ما الآية؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر … ذلك في زمان السفياني و عندها يكون بواره و بوار قومه) (59) و هذه العلامة من أبرز العلامات دلالة على السفياني (خروجه في رجب ) لأنها تقع في عهده ، و يكون توقف الشمس عن الحركة فترة قليلة تقدر بساعات ، آية عجيبة من الله تبارك وتعالى ، و الناس يحسون بها لزيادة طول النهار فجأة من جهة ، و لأن حرارتها تنصب على الأرض أكثر من المألوف ، فيشعرون بالفارق شعوراً ملموساً من جهة ثانية .. ووقوع هذه الآية السماوية (في رجب) علامة لبوار السفياني و دماره و هلاك قومه و حزبه.
و تأكيد وقوع هذه العلامة (ركود الشمس) في شهر رجب ، هو مرافقتها مع خروج صدر رجل و وجهه في عين الشمس ، و كما أثبتنا من قبل وقوع هذا الحدث في رجب .. وكذلك هو وقوعها في زمن السفياني ، و كما أوضحنا مسبقا خروجه في رجب.
و من العلامات الواقعة كذلك في شهر رجب .. خسوف القمر في ليلة البدر منه (عن أم سعيد الأخمسية قالت: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا بن رسول الله ، اجعل في يدي علامة من خروج القائم (عليه السلام) قالت: قال لي: يا أم سعيد ، إذا انخسف القمر ليلة البدر من رجب ، وخرج رجل من تحته فذاك عند خروج القائم (عليه السلام)) (60) .. وقد أوضحنا مسبقاً إن علامة (خروج جسم رجل) تظهر في شهر رجب ، وبعدها تقع الصيحة في شهر رمضان.
القسم الثالث :
أحداث شهر شعبان: في هذا الشهر تبدأ حالة الذعر و التأهب و الخوف تحدث في العالم الإسلامي ، نتيجة لظهور التيارات السياسية المتصارعة و المتنافسة على الساحة، فقد بدأت معالم المواجهة تتضح من أحداث شهر رجب .
لقد بدأ يتكون بشكل عام تياران متنافسان : تيار أصحاب المهدي (عليه السلام) ( اليماني من اليمن ، و الخراساني من إيران )، و تيار السفياني ( صراع بين قوى متنافسة ، ينتهي بفوز السفياني على الأبقع و الأصهب ) و من ثم يشكل تحالفاً مع الروم و اليهود ( التيار الغربي )، و لذا بدأت تتشعب في شهر شعبان الأمور ، و تتفرق فيه الجماعات.. و لهذا نجد بشكل عام أن ساحة الشرق الأوسط في أحاديث علامات و أحداث الظهور ميداناً لمعارك متعددة و هامة.. و إن شعب المنطقة المسلم ، يعيش حالة من الإنهماك و التوتر و الإرتباك ، نتيجة لعوامل عدم الاستقرار السياسي ، وقرب اندلاع حرب عالمية ضخمة .
عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن رجب، قال: (ذلك شهر كانت الجاهلية تعظمه وكانوا يسمونه الشهر الأصم ، قلت شعبان ، قال: تشعبت فيه الأمور، قلت رمضان ، قال: شهر الله تعالى وفيه ينادى باسم صاحبكم واسم أبيه ، قلت شوال ، قال: فيه يشول أمر القوم ، قلت فذو القعدة ، قال: يقعدون فيه ، قلت فذو الحجة ، قال: ذاك شهر الدم، قلت فالمحرم ، قال: يحرم فيه الحلال و يحل فيه الحرام ، قلت صفر وربيع ، قال: فيها خزي فظيع وأمر عظيم ، قلت جمادى ، قال: فيها الفتح من أولها إلى آخرها) (61)
و في البحار عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ( إذا سمعتم باختلاف الشام فيما بينهم ، فالهرب من الشام ، فان القتل بها والفتنة ، قلت : إلى أي البلاد؟ فقال: إلى مكة ، فإنها خير بلاد يهرب الناس إليها ) (62) .. وفي رواية في روضة الكافي تصف فيه الأحداث وتوجه المؤمنين الى مايجب عليهم فعله في تلك الظروف .. (إذا كان رجب فاقبلوا على اسم الله (عليه السلام) ، و إن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة) (63) .
ففيه رخصة تأخير البدار في السفر إلى نهاية شهر رمضان .. وعن الإمام الباقر (عليه السلام) - توجيه للرجال من شيعته - في حديث طويل ، جاء فيه .. (وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج ، لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه ، لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم (إشارة إلى معركة قرقيسيا) ، فقال له بعض أصحابه: فكيف يصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه فإن حنقه وشرهه فإنما هو على شيعتنا ، وأما النساء ، فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى ، قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ من أراد منهم أن يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة ، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فأنها مجمعكم ، وإنما فتنته ، حمل امرأة تسعة أشهر ، ولا يجوزها إن شاء الله) (64)
|
|
|
|
|