|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 2710
|
الإنتساب : Feb 2007
|
المشاركات : 20,583
|
بمعدل : 3.08 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نرجس*
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 09-07-2013 الساعة : 06:45 PM
اجاب محمد بن يوسف الگنجي الشافعي في ((كفاية الطالب))، عن هذه المسألة ، أي صلاة عيسى خلف المهدي‘ قائلاً : فإن سأل سائل وقال : مع صحّة هذه الأخبار وهي أنّ عيسى (ع) يصلّي خلف المهدي (ع) ويجاهد بين يديه وأنّه يقتل الدجال بين يدي المهدي (عج)ورتبة التقدّم في الصلاة معروفة ، وكذلك رتبة التقدّم للجهاد ، وهذه الأخبار مما ثبت طرقها وصحّتها عند السنّة ، وكذلك ترويها الشيعة على السواء ، فهذا هو الإجماع من كافّة أهل الإسلام ، إذ من عدا الشيعة والسنّة من الفرق ، فقوله ساقط مردود وحشو مطرح، فثبت أنّ هذا إجماع كافة أهل الإسلام ، ومع ثبوت الإجماع على ذلك وصحّته ، فأيّما أفضل الإمام أو المأموم في الصلاة والجهاد معاً ؟
الجواب عن ذلك هو أن نقول : إنّهما قدوتان نبي وإمام ، وإن كان أحدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما ، وهو الإمام يكون قدوة للنبي في تلك الحال ، وليس فيهما من تأخذه في الله لومة لائم . وهما أيضاً معصومان من ارتكاب القبائح كافّة ، والمداهنة والرياء والنفاق ، ولا يدعو الداعي لأحدهما إلى فعل ما يكون خارجاً عن حكم الشريعة ، ولا مخالفاً لمراد الله تعالى ورسوله ، وإذا كان الأمر كذلك ، فالإمام أفضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمديّة بذلك بدليل قوله (ص) : ((يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن استووا فأفقههم ، فإن استووا فأقدمهم هجرة ، فإن استووا فأصبحهم وجهاً)).
فلو علم الإمام أنّ عيسى أفضل منه لما جاز لـه أن يتقدّم عليه لإحكامه علم الشريعة ، ولموضع تنزيه الله تعالى لـه من ارتكاب كلّ مكروه .
وكذلك لو علم عيسى أنّه أفضل منه لما جاز أن يقتدي به لموضع تنزيه الله تعالى لـه من الرياء والنفاق والمحاباة ، بل لمّا تحقّق الإمام أنّه أعلم منه جاز لـه أن يتقدّم عليه، وكذلك قد تحقّق عيسى أنّ الإمام أعلم منه ، فلذلك قدّمه وصلّى خلفه ، ولولا ذلك لم يسعه الإقتداء بالإمام، فهذه درجة الفضل في الصلاة ، ثم الجهاد هو بذل النفس بين يدي من يرغب إلى الله بذلك ، ولولا ذلك لم يصحّ لأحد جهاد بين يدي
رسول الله (ص) ولا بين يدي غيره ، والدليل على صحّة ما ذهبنا إليه قول الله سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ …} ([9]) .
ولأنّ الإمام نائب الرسول (ص) في اُمّـته ، ولا يسوغ لعيسى (ع) أن يتقدّم على الرسول فكذلك على نائبه ([10]) .
|
|
|
|
|