[عبدالله مرتضى محمد]

ايها القارئ العزيز :-
كم من حقيقة ناصعة بيضاء ذهبت فريسة الاهواء والحقد وكم من حقائق واضحة كوضوح الشمس اعتراها التشكيك و التكذيب ,وتمر عليها الخلائق بالتسليم و تتصافق عليها بالسلام و الدعم اعوما عديدة بل قرون متمادية و لم يخطر على قلب بشر ان يضعها في ميزان الشك او على بساط البحث و النظر و ذلك لان قوى الظلام القاهرة قد تلاعبت بها فحولت ما هو ضروري الى نظري و ما هو حلال الى حرام و حولت الجمل الى نافة و لذا تراها تقتل كل حقيقة مشروعة بيضاء ناصعة تقف امامها بكل اسلوب و اداة تتاح بيدها ولا تستغرب من ذلك فمن تتطاول يده لقتل علي بن ابي طالب غدرا يهون عليه كل ذلك حتى انه قد روي ان اهل الشام لما علموا بمقتل علي عليه السلام - وهم الذين قد طالسوا شجاعته في المعارك و انه الضرغام الذي لايقهر ولايقف في وجهه احد– سألوا كيف قتل فقيل لهم في الصلاة فأجابوا مستغربين : وهل علي يصلي ؟.
ان سياسة معاوية بعد ان تربع على كرسي العرش بالرغم من كره الامة لذلك ,قامت على تحطيم كل اساس مسنون في الاسلام ليستولد من الخلافة ملكا ضخما يقر في عقبه .
وما دام لاهل البيت (عليهم السلام ) نور وظهور وفيهم نظير سبطي رسول الله (صلى الله عليه و اله) الحسن والحسين (عليهما السلام) فأنه لايدوم لبني امية ملك – وان دام الملك لمعاوية في حياته - وعليه فلابد من نقض كل اساس لاهل البيت(عليهم السلام ) واطفاء نورهم , و حمله على الناس على رقابهم وفعله الشنيع في اصحابهم , وقد تلقف هذه السياسة بنو امية كافة فقد اخرج الدارقطني عن مروان انه قال : ما كان احد ادفع عن عثمان من علي [عليه السلام] فقيل له : ما لكم تسبوه على المنابر ؟ فقال : انه لا يستقيم لنا الامر الا بذلك ؟! 1
يقول الحافظ السيوطي : انه كان في ايام بني امية اكثر من سبعين الف منبر يُلعن عليها علي عليه السلام بما سنه لهم معاوية ؟!
و اختم حديثي بهذه الابيات عن العلامة أحمد الحفظي الشافعي في ارجوزته :

وقد حكى الشيخ السيوطي : انه قد كان فيما جعلوه سنه

سبعون الف منبر و عشرة من فوقهن يلعنون حيدره

و هذه في جنبها العظائم تصغر بل توجه اللوائم

فهل ترى من سنها يعادي ام لا وهل يستر ام يهادي ؟

او عالم يقول عنه نسكت أجب فاني للجواب منصت

وليت شعري هل يقال اجتهدا ؟ كقولهم في بغيه ام الحدا

اليس ذا يؤذيه ام لا ؟ فاسمعن ان يؤذيه من و من ومن

بل جاء في حديث ام سلمة هل فيكم الله يسب مه لمه ؟

عاون اخا العرفان بالجواب وعادي من عادى ابا تراب.2

1- عنه الصواعق المحرقة ص33
2- منية الطالب في حياة ابي طالب / السيد حسن القبانجي ص 62