عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.50 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : صبر المهدي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-08-2013 الساعة : 10:32 AM


كلام في مراتب علم الله ،

اللوح المحفوض هو اعلى مرتبة من مرتب علم الله كما يذكرها العرفانيون وبٌحاث علم التوحيد ، ولعله لا يوجد فوقها الا القلم والنون ( نون والقلم وما يسطرون ) وهنا يسطرون هو مقام الوح المحفوض الذي ياخذ من القلم ( وهو مقام الائمة المعصومين وعلى راسهم امير المؤمنين علي ع ) والنون هو مقام مظهر اسم الله الاعظم والصادر الاول الرسول الخاتم محمد ص .
ودون مقام اللوح المحفوض مقام العرش ودونه مقام الكرسي الذي وسع السموات السبع ودونه مرتبة لوح المحو والاثبات ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) . وفي هذه المرتبة تدخل وتتفاعل المقادير الالهية والمسببات لتنتج عنها الاسباب والقضاء ، وهي محل ابتلاء الموجودات في سنة الله ، فنحن في نشاة الحياة الدنيا والتي يسميها القرآن ب الملك او الخلق ( والتي تقابل الملكوت وعالم الامر ) نخضع الى قوانين هذه النشأة فلا نتيجة او غاية تكون دون ان تمر باسبابها التكوينية التي تؤلف مقاديرها وشروطها ، فأذا تمت تحققت النتيجة ،

لذالك تكون هذه المرتبة هي الحاكمة على نشاة الدنيا والتي هي سنتها ، ومحل ابتلائنا قابلة للتغيير ومتحركة دائما لان كل موجود تحتها يسير باتجاه تحقيق كماله وقابل ان تتغير خاتمة كل امر بمقدار تحقق شرائطه ايجابا او سلبا ، ومن هنا يدخل علينا محل فهم كيف يفعل الدعاء اثره ، والصدقة وصلة الرحم في اطالة العمر ، وغيرها وكل ما في هذه المرتبة فان خاتمته ونتيجته الاخيرة موجودة في علم الله الازلي ومحفوضة في لوحه المحفوض الذي لا يمسه إلا المطهرون ولا يتغير فهو الثابت ، وهو الحاكم المهيمن والمحيط بما دونه من مراتب ومن ضمنها لوح المحو والاثبات محل تكليفنا .

ولكن هنا يجب الانتباه وهو إنّ علم الله الثابت في لوحه المحفوض لا يعني الجبر او الالزام المسبق على ما في مرتبة المحو والاثبات بل هو بمقام النتيجة النهائية التي يختم عليها ما هو قابل لتغير في مرتبة المحو والاثبات والقضاء والقدر - وبالتالي فمن الخطاء الكبير في فهم مراتب علم الله وفلسفة عالم الوجود بفرض نتائج علم الله الازلي الثابت مسبقا على مرتبة ابتلاء وامتحان موجواته وصراط تكاملها لان الاولى غيب الغيب ولا سبيل للوصول الى معرفته وما سيكون فيه من سعادة او شقاء وان اشير عنه شيئ فهو ليس حتم على ما هو كان دونه بل هو خاتمة ومحصلة الادنى التي علمها الله ولم يجبرها ويفرضها على موجود لان ذالك خلاف العدل والحكمة ،
لهذ لو فرض وقيل لاحد ما من الناس انك في اللوح المحفوض عند الله من اهل الفردوس الاعلى فهل يقبل فهمنا الاسلامي بان يتوقف هذا العبد عن العبادات والتكاليف بسبب ما علم من خاتمة امره - والجواب لا لان خاتمة امره هي ثبتة بما كان من نتيجة خواتيم عمله لا مفروضة عليه

لذالك لما نقول ان للظهور المبارك وقت معلوم عند الله في لوحه المحفوض لا يتغير وهو ثابت من الازل فهذا لا يعني ان ننزل في فهمنا ونبداء منه باتجاه مرتبة لوح المحو والاثبات فنعطلها ونقول انتهى لان الله قد حدد وقت بما لا يتغير موعد ظهور وليه وبالتالي لا دعاء ينفع ولا شرائط تتغير ذالك ان اصل مافي اللوح المحفوض هو مما اذن الله له بالاختيار والتغير في لوح المحو والاثبات
ولفهم الصحيح يجب ان تكون الحركة صعودا ومن دار الاسباب والتغير والمحو والاثبات الى ما هو اعلى صعودا - وكلما صعدنا زاد الغيب غيبا ، فلذالك نحن نعمل وندعوا مخلصين بتعجيل الفرج لعل الله يرحمنا فيعجل في اكتمال شرائط الظهور التي هي قسم منها من صنعنا وبارادتنا وما سيؤال عملنا في محل هذا الابتلاء والتمحيص والانتضار، وخاتمته عند الله لا يعلمها الا هو وهو وقت الظهور ،

فأذا فهمنا هذا ينفتح لنا الطريق في فهم قول الرسول ص لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لطول الله هذا اليوم حتى يظهر قائمنا ال البيت / المعنى ... حيث هنا في هذا الحديث ليس القصد فقط على تأكيد وعد الله بالظهور وهو لا يخلف الميعاد ، بل ليؤكد سنة الله في نشأة الدنيا ودار الاسباب والاقدار والمحو والاثبات بان البشرية تضل تعمل حتى تحقق شرائط اليوم الموعود وان تاخر حتى ولو بيوم واحد قبل يوم القيامة ولكن لا بد ولها ان تحققه لان الحق هو الاصل والباطل لا اصل له ولا بقاء وان طال ( كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) ، هذا ما يمكن اضافته لتوسيع الفهم في هذه الحيثية والله اعلم وشكرا




توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
رد مع اقتباس