عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبدالله الجزائري
عبدالله الجزائري
عضو برونزي
رقم العضوية : 50999
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 514
بمعدل : 0.09 يوميا

عبدالله الجزائري غير متصل

 عرض البوم صور عبدالله الجزائري

  مشاركة رقم : 58  
كاتب الموضوع : عبدالله الجزائري المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-10-2013 الساعة : 12:46 AM


تاملات في سورة القدر


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾


وانا اكتب بقية البحث سالني احد المؤمنين عن سورة العصر ومضمونها ومدلولها وارتباطها بعصر الظهور فارتأيت ان اضع الجواب ضمن البحث ايضا ونسالكم الدعاء .


من السور العظيمة والتي فيها مضامين عالية ترتبط بمسيرة ومصير الانسان وفرص خلاصه ونجاته وقبل ذلك نجاحه في ادارة الصراع في دار التزاحم بالخيرات وخلق بيئة عدل وقسط وتسابق وتنافس بالاعمار فيها .

ان السورة توضح ان الضمان الوحيد لتجنب الخسارة التي تشكل ظاهرة في طبيعي الانسان ومفهومه الكلي هو التعاون والتوحد والعمل بروح الجماعة والفريق الواحد بعد الايمان الشخصي والعيني .

ان الله سبحانه يقسم بالعصر وما ادراك ما العصر واي عصر ؟

انه العصر المفهوم الكلي والمطلق والمشتمل على جميع العصور والدهور وصروف الزمان وازمنة الفترات والبرهات وما اشتملت عليه من ايام الله وعصوره (عصر النبي وآله وعصر الظهور المبارك ) .
انها العصور منذ بدء الخليقة وتعيين الخليفة على ارجاء المعمورة الى اليوم الذي يرث الله الارض ومن عليها حيث تبدل الارض غير الارض والسماوات .

هذا العصر شكل ومثل شاهدا ومسجلا لما خاضه الانسان من امتحانات وابتلاءات وسنن خلت ومضت واخرى تنتظر من ينتظر ومن بقى ، فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لها تحويلا ولتركبن سنن من قبلكم ، فكانت نتائج الذين سبقوا على كثرتهم الخسارة الا القليل والثلة من الاولين . ونعلم ان الكثرة مذمومة في القرآن حيث قال سبحانه (وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْض يُضِلُّوك عَنْ سَبِيل اللَّه إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ).

بل ان الخسارة شكلت ظاهرة ملازمة لطبيعي الانسان منذ اول خلقه وهذا ما استظهرته الملائكة حينما قالت اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لما راته من طبيعة المخلوق القابل للتكاثرالتي تضمنت قوى الشهوة والغضب وغيرها وبطبيعي الحال هذا التكاثر في دار التزاحم في الخيرات والموارد سيخلق تنازع وتنافس لا يخلوا من الفساد وسفك الدماء والتي تشكل فتنة تصيب الجميع وبالتالي تشكل خسارة للانسان كمخلوق متكثر واجتماعي وشعوبي .

والمعنى المتقدم يؤكده القرآن ايضا فقد قال تعالى :

(يا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)

وغيرها من الايات فراجع .


ولما كانت الخسارة ظاهرة ملازمة لطبيعي الانسان اوضحت السورة الضمان الوحيد لتجنبها وهو التوحد على كلمة سواء (المشتركات )والعمل بروح الجماعة والفريق والتواصي بالحق والصبر والتعاون وتذليل الصعوبات والتراحم بين الاخوة بعد الايمان والعمل الصالح ( النظرية والتطبيق ) للانسان الشخصي والعيني فاذا حصل ذلك جاء الدعم والتسديد والتاييد الالهي لهذه الجماعة ولو كانت قليلة لان القلة ممدوحة في لغة القرآن حيث قال سبحانه
(ثُلّةٌ مّنَ الأوّلِينَ * وَقَلِيلٌ مّنَ الاَخِرِينَ ) وقال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)

وقال (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ )
).

من هنا يتبين لنا اهمية العمل الجماعي والتنسيقي بين المؤمنين في ادارة الصراع وهذا الفهم مهم لانه يشكل احد العوامل الرئيسية في التمهيد والتعجيل بتحقق مقدمات الظهور المبارك وبالتالي عصر العدل والقسط الذي يملأ الارض بعد عصور الظلم والجور .

والبحث مستمر انشاء الله تعالى




توقيع : عبدالله الجزائري
من مواضيع : عبدالله الجزائري 0 بيان حول الاعتداء على طلبة العلوم الدينية في النجف
0 نداء للسياسيين : الخطأ تجربة خصبة
0 تهنئة بمناسبة الذكرى التاسعة للمنتدى
0 اسئلة سياسية
0 نقطة نظام