عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عابر سبيل سني
عابر سبيل سني
شيعي حسيني
رقم العضوية : 63250
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 6,772
بمعدل : 1.28 يوميا

عابر سبيل سني غير متصل

 عرض البوم صور عابر سبيل سني

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عابر سبيل سني المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-06-2014 الساعة : 01:20 AM




‘أوبامـا’: “قيــادة العالـم” بـسياســة “النــأي بالنفــس”

الخطاب المذكور، وضع الجمهور الأمريكي أمام رؤية ‘أوباما’ للسياسة الخارجية لبلاده في المرحلة المقبلة، بعد موجة من الإنتقادات التي تعرّض لها شخصيا بسبب مواقفه المرتبكة وتصريحاته المتذبذبة حول سورية.

وفي هذا الصدد، أعاد ‘أوباما’ التأكيد على: أن “الولايات المتحدة ستظل الأمة القيادية الوحيدة للعالم في القرن المقبل”. وهو فيما يبدو تذكير لروسيا والصين بثابتـة “القيادة الأمريكية للعالم” كدور نهائي لا يقبل التعديل أو التغيير، ولقرن من الزمن القادم، ما يقطع الطريق أمام حلم إقامة عالم متعدد الأقطاب الذي تطالب به القوتين الأسيويتين، على أن يكون بالتوافق بين الكبار وعلى أساس القانون الدولي واحترام سيادة الدول. أو بمعنى أدق، تكريس البعد الأخلاقي في العمل السياسي الدولي الذي غاب بسبب القيادة الإنتهازية الظالمة والمنحازة لمصالح لوبيات الخراب، حتى لو تعارضت مع مصالح بل وقيم الدول والشعوب، الأمر الذي ولّد الفوضى، فانتشر الظلم، وساد الفساد، وأصبح الإجرام هو لغة التخاطب والحوار.

وهذا هو معنى الإستكبار الذي تناهضه إيران ومحور الممانعة والمقاومة وحلفائه الأقوياء في العالم، حتى أصبح هذا المحور الكبير يمتد بسرعة الضوء، من بكين وروسيا إلى غزة، ومواطن أخرى من العالم حيث بدأ يظهر التمرّد على الإستبداد الأمريكي في إدارة شؤون العالم، ولم يعد أحد يخاف أو يحترم “إمبراطورية روما الجديدة” الفاشلة والمتداعية.. وبذلك نكون اليوم شهودا على أبواب نهاية التاريخ وبداية إنهيار الأنموذج الليبرالي الأمريكي المتوحش، بعد أن سقط عنه قناع الوجه الإنساني الذي كان يتخفّى ورائه.

أما الإستراتيجية التي سيعتمدها ‘أوباما’ في سبيل تكريس هذه “القيادة” الوهمية العاجزة حتى عن حل مشاكل الولايات الأمريكية المتحدة الداخلية في الأمن والإقتصاد فأحرى مشاكل العالم، فتتمثل في التمسك بما أسماه “سياسة النأي بالنفس”، والتي تعني، عدم خوض حروب عسكرية خارج البلاد إلا عند “الضرورة القصوى”، والتي وضعتها الرياض في خانة “الشديد القوي” لتبحث لها عن مدخل كارثي يجر رجل أمريكا إلى المستنقع السوري رغما عنها.

وإذا كان الرئيس ‘أوباما’ يعتقد أن الحاجة إلى الحروب الخارجية قد انتفت بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة وتراجع تهديد الإرهاب بشن هجمات داخل الولايات المتحدة وفق زعمه، الأمر الذي يؤكد أن حروب أمريكا العبثية كانت بسبب فزاعة وحش الإرهاب الذي صنعته مخابراتها فانقلب عليها في أفغانستان والعراق. لكن بعد إغتيال ‘بن لادن’ الوهابي بمساعدة ‘الظواهري’ الإخونجي، وتولية هذا الأخير إدارة المنظمة، عادت القاعدة للحضن الأمريكي والسعودي والإسرائيلي في العراق وسورية ولبنان وإيران واليمن ومصر وليبيا ودول الساحل جنوب الصحراء وآسيا وصولا إلى روسيا والصين، أي المحور المعادي للسياسات الأمريكية الإنتهازية والإنتقائية، ما جعل “الإرهاب” سواء الوهابي الأعرابي الذي تستعمله في العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا، أو الفاشي والنازي الغربي التي استعملته في أوكرانيا مؤخرا في إنتظار إنضمام الإجرام الوهابي إليه لإشعال روسيا والصين، سلاحا فتاكا في يدها، يغنيها عن التدخل العسكري المباشر في ميادين الصراع في العالم، وهذا هو معنى سياسة “النأي بالنفس” في القاموس العسكري الأمريكي الجديد.

ويبدو، والله أعلم، أن ‘أوباما’ قد أخذ بنظرية ‘النأي بالنفس’ من فريق 14 سمسار الذي سبقه إلى تطبيقها عمليا في سورية، وأصبح يعشقها بجنون لكثرة ما يتبجح بها ليحرج خصمه اللذوذ في المقاومة، لأنها (أي السياسة) تسمح له بقول الشيىء والإتيان بعكسه، ضدا في المنطق والدين والأخلاق، إعتقادا منه أنه يمارس الواقعية السياسية بخبث وذكاء. ومثله في ذلك كمثل النعامة التي تدفن رأسها في التراب كي لا يراها الصياد وتترك مؤخرتها الكبيرة مكشوفة للعيان بشكل لافت، ولذلك قيل في المثل: أن “صيّاد النعامة لا يحتاج للبحث عنها، لأنها هي من تعلن عن نفسها من شدة غبائها”. وهذا هو حال تيار المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في لبنان.

وفيما لم تعلق روسيا على خطاب أوباما، تساءلت الصين بسخرية: – أميركا تريد قيادة العالم لمدة 100 عام آخر، ولكن بواسطة ماذا!!؟.. وهذا سؤال كبير يكشف أن أمريكا وإن كانت لا تزال متمسكة بقشة حلمها الذهبي هذا، إلا أنها لا تمتلك القوة الكافية لدعمه، خصوصا مع دخول روسيا والصين وحلفائهما في العالم حلبة المنافسة لتقاسم هذا الدور.

الجهات الرسمية الصينية لم تعد تتعامل في تصريحاتها تجاه أمريكا بدبلوماسيتها المعهودة، بل أصبحت تنتقذ أمريكا علنا، وتصفها بأنها “جشعة في أسلوب تملّكها واحتكارها لجميع أنواع السلطة”، ولكنها تفتقر إلى “القلب الكبير، وهو العامل الرئيس لتصبح القائد”، وهذه حكمة صينية قديمة لكنها بليغة وصحيحة تماما. و وصل الحد بوزارة الخارجية الصينية أن صعدت من نبرة خطابها حين وصفت السياسة الأمريكية في شرقي آسيا بـ”المستفزة وغير المقبولة”، خصوصا بشأن الصراع الدائر بينها وبين اليابان حول ملكية الجزر المتنازع عليها.

وخلاصة ما يمكن الوصول إليه من التصريحات الصينية، والروسية السابقة للخطاب، هو أن أمريكا وبرغم تمسكها بإستمرارية دورها كقائدة للعالم “الحر” كما ترغب، إلا أن حالها بعد الضربة القاسمة التي تلقتها في سورية، هو كحال “الراغب العاجز”، خصوص في ظل الظروف الدولية الجديدة بعد أن تغيرت القوى وتبدلت الموازين في أكثر من بلاد ومنطقة، وكبر حجم التحديات والمخاطر، وأصبح العالم في أمس الحاجة للتوافق على نظام جديد متعدد القطبية، يمارس السياسة بأخلاق، ويحترم شرعة الأمم وسيادة الدول، ويعمل من أجل السلام بين الشعوب لينصبّ الجهد على مشاريع التنمية البشرية النتجة، بدل تجارة الموت والخراب التي أفقرت شعوب العالم واستنزفت خيرات أوطانها، وزرعت بذور الحقد والكراهية في النفوس والرغبة الشديدة للإنتقام في القلوب..

لكن الأخطر من هذا وذاك، هو إصرار أمريكا في حروبها على العالم العربي والإسلامي، على تفكيك هوية الشعوب، ومحو تاريخها، وتبخيس ثقافتها، وطمس حضارتها، وتدمير عقل شبابها لتغيير عقيدته وأفكاره وتوجهاته. وفي هذا يلعب الإعلام الخليجي دورا محوريا مكمّلا.

معضلة أمريكا تكمن اليوم، في أنها فقدت مجلس الأمن بعد أن نجحت في تحويله إلى مجرد كتابة خاصة تابعة للخارجية الأمريكية، تصدر لها القرارات الأممية الملزمة تحت الفصل السابع لتصبغ الشرعية الدولية على حروبها الإستعمارية اللا شرعية.. وخطورة هذا الأمر، أنه نزع من يد الإدارة الأمريكية ورقة التوت التي كانت تغطي بها عورتها لتبرر لشعبها ضرورة الحرب.

وبالتالي، فالقوة العسكرية الأمريكية لم يعد بمقدورها فرض السياسات الإمبريالية الظالمة على الدول المستضعفة بالقوة، هذا الزمن الذي تميّز بالإستكبار والفجور والإجرام الأمريكي انتهى ببداية عصر إنتصارات المقاومة في أفق إحياء “الأمة”، وتكريس ثقافتها من منطلق خصوصياتها. ويبدو أن إدارة ‘أوباما’ لا تريد أن تفهم ذلك، وتفضل العيش منسلخة عن الواقع الجديد إلى أن تستيقض لتجد نفسها مرفوضة منبوذة من قبل العالم الجديد الذي هو بصدد التشكل، فتدب في مفاصلها الفوضى الخلاقة التي صدّرتها للشعوب المستضعفة.. وبذلك تتفكك أمريكا نفسها وينتهي العصر الإمبريالي البشع من حياة الشعوب إلى الأبد.



يتبع



توقيع : عابر سبيل سني


اذا الشعب يوما أراد الحياة

فلابد ان يقتدي بالحســــين
من مواضيع : عابر سبيل سني 0 الوهابية دين الفتنة والخوف من البشر
0 سؤال: لماذا ترك النبي المنافقين ولم يفضحهم
0 فتوى من ولي الطواغيت والاستكبار العالمي
0 شبهة يصلحه الله وليس يصلح الله أمره
0 لا تصلوا على آل محمد في التشهد لأنها أصبحت من شعار الشيعة