[جعفر المندلاوي]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز شاكر ..
تحية لك ..
مع ان الأخ الاستاذ الباحث الطائي أجاب عن جملة مؤآخذاتك على الموضوع في مداخلته القيمة ، لكن لا بأس أن أجيبك لملاحظاتك التي اثرتها في تعليقك مع أني أحترم السيد عمار ولكن سنناقش بعض الجوانب السياسية والحراك السياسي في المشهد العراقي وهو منه وفيه :
1 - بدءاً انا لم أخصص شخصا بعينه وتكلمت بالعموم وما أحببت أن اخوض في الاسماء ، وما دمت ذكرت السيد عمار فلا بأس ان تسمع الجواب : فهل زيارة السيد عمار لقطر هي لاغراض سياسية أم دينية أم حزبية أم سياحية؟
فاذا كانت لأغراض سياسية ؛ فهناك من يمثل السياسة العراقية ويمكن ان تنقل وجهات نظر العراق الى كل دول العالم وهذا ليس من شان السيد عمار ؛ على الأقل وفق الاتكيت الديبلوماسي.
أما إذا كانت دينية ، فالرجل لا يمثل المؤسسة الدينية ولا المرجعية العليا ولم تخوله للزيارة او الحديث باسمها .
وأما اذا كانت حزبية فلا أظن أن هذا يحصل أبدا ، فلا أحزاب في قطر من جهة ولا يرحبون بالاحزاب الشيعية مهما كان عنوانها وأصحابها من جهة اخرى.
أما إذا كانت سياحية وللراحة والاستجمام فهي ليست دولة سياحية .!
فماذا إذا ؟ هل الزيارة محاولة لتجميل الصورة امام الآخرين والظهور بمظهر السياسي المعتدل وإلقاء اللوم على الحكومة لكل ما يجري ، وكأن أمر العراق بكل مآسيه لا يعنيه ، ومن ثم هناك ممثلين له في الحكومة يغنوه عن ذلك ، لان قطر وبشكل علني تدعم الجماعات التكفيرية والسنية في العراق لضرب الشيعة وهذا ما لا يخفى على أحد .
بالمناسبة ؛ هل ترى أن الأحزاب الشيعية أدت دورا إيجابيا في العقد المنصرم ؟ وهل كانت بمستوى المسؤولية الوطنية والدينية التي تحمل شعاراته؟ الحقيقة المرة أن الناس تنتخبهم من باب ( من قلة الخيل) لا كونهم يستحقون هذه المناصب , لان الشعب مهما حاول ان يغير هناك أصابع خفية تفعل فعلها في تحريك المشهد السياسي العراقي . ويقينا لو أن حزبا علمانيا يدخل الساحة الانتخابية لاكتسح الاحزاب الدينية جميعها بسبب السياسات الكارثية التي مارسوها على البلد وحطموه تماما.
2- أن مصطلح الدولة العراقية الحديثة تطلق في ادبيات السياسة على تاسيس الدولة العراقية عام 1921 .. أما إذا كنت تعتقد ان مرحلة سقوط اللعين صدام يعني بداية دولة حديثة ، فأنت يبدو لا تعيش في العراق ولا تعلم ما يحصل فيه ، فمنذ 12 عاما والعراق ينزف رجالا وأموالا بسبب السياسيين الفاشلين ومراهقي العمل الديبلوماسي .. فأية دولة تتحدث عنها واقليم كردستان من جهة شبه مستقل بل ويضحكون على سياسيي بغداد ليحلبوا ما شاءوا من أموال البلد . ومن جهة اخرى الى الان محافظتين أو اكثر يحتلها داعش ولولا الحشد المقدس وفتوى الامام السيستاني لذهب العراق كله .
ومن ثم ألا ترى أنه من الخزي أن بعض السياسيين السنة الذين يخونون البلد جهرا ويمارسون خطابا طائفيا علنا ..وبعد ذلك تجد سياسيو الشيعة واحزابهم يتبادلون معهم الزيارات المكوكية والجلسات دون حياء ، ويفترض بهم ممارسة دورهم الاخلاقي على الاقل في محاسبة الخونة بدعم القضاء وعدم السماح بالتجاوز عليه. او على الاقل حماية الدستور الذي كتبوه هم بايديهم.
فالحقيقة أن سياسيينا الجدد بثوا فوضى خلاقة في العراق بمباركة ورعاية الولايات المتحدة ، مقابل مصالح شخصية أو حزبية ضيقة ، كانت لها آثارها الكارثية على المجتمع العراقي والى اليوم يدفع ثمن السياسات الفاشلة وغير المنضبطة للأحزاب العراقية.
3- ثم قلت ان السيد عمار ابن المرجعية : أية مرجعية تقصد ، مع كل اكبار وأجلال للشيخ النجفي فهو لا يمثل كل المرجعية ، والمعروف ان السيد السيستاني هو المرجع الأعلى ، ومن ثم كونه ابن المرجعية لا يزكيه لفعل ما يشاء ، ولم نسمع أن المرجعية خولته لزيارة قطر المجرمة ، ولا أنه معصوم من الزلات .. فالكل هنا بشر ، ومسلك السياسة فيها الكثير من المنزلقات لمن لا يدرك آثار كل خطوة يخطوها.
4- وكونه حفيد المرجع الكبير السيد محسن الحكيم رحمه الله هذا لا ينكر ولكن هذا لا يعني انه ورث علومه ومرجعيته فالانسان بعمله وشخصيته لا بأبائه وأجداده .. (إن الفتى من قال ها أنذا ...)
5- ثم تقول نعطي دورا للشباب ، وأي دور أكثر من يملك أعضاء في البرلمان ويملك وزراء ويملك امتدادات كما تقول في ايران ،، فما صنع بها طيلة الفترة المنصرمة ، ولٍمَ لم يفد العراق بها ، بل المعروف من السيد عمار موقفه المضاد من الحكومة سواء مع السيد المالكي او السيد العبادي ..
6- ثم قلت نؤمن ببعض ونكفر ببعض .. ولا أدري ما تقصد بهذا ؟؟!! لانني لم أزك احدا على أحد ولم أفضل احدا على آخر ..
7- وما كلامك (هل تريدون منهم فقط ان يحبسوا انفسهم في درابين العراق وأزقته هل تريدونهم فقط للارشاد والنصائح )..
فهذا الكلام فيه ايحاء يمس السيد الامام السيستاني .. وهذا غير مسموح به مطلقا ..

والسلام عليكم