|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 212
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 36
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي ابو تراب
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 31-08-2006 الساعة : 10:39 AM
[الحلقه الثالثة
.....وسارت السفينه بمن بقي فيها من نساء واطفال ورجال لا حول لهم ولا قوه تمخر عباب المحيط تنوء بحمل ما هو اكبر بكثير مما تستطيع ان تحمله سفينه بحجمها وبقوتها بل بضعفها ان صح التعبير سارت السفينه وجهتها استراليا ارض الامن والامان بين صراخ الاطفال وخوف النساء وقلق الكابتن ..ولكن لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ..تم تقسيم المسافرين الى قسمين قسم يضم مجموعة النساء والاطفال ومكانهم قبو
السفينه<السرداب>كي يكونوا بعيدا عن اعين الرجال ولتاخذ النساء راحتهن في التمدد والنوم والقسم الثاني مجموعة الرجال ومكانهم سطح السفينه متعرضين للمطر المستمر طول النهار والليل واحيانا الى حر الشمس ان اشرقت حيث ان جو اندونيسيا حار ممطر طول ايام السنه ..لقد كان الرجال يعتقدون انهم يوفرون المكان الامن للنساء عندما انزلونهن الى القبو ولكن الامر سار حسب ما اراد الله له ان يسير ..بعد ان مرت ساعات قليله تعود المسافرين على القلق والتعب والخوف وتعاملوا معه فعادوا يبتسمون لبعضهم البعض ويتسامرون ويتمنون ان يصلوا بسلام الى ارض الامن والامان ويتخلصون من صدام وازلامه ومن ابو قصي المصري وخالد الصبي وزمرتهما وجرت الساعات بعضها البعض حتى وصلت بحدود خمسة عشر ساعه من السير بداخل المحيط وكان الوقت ليلا فلما اصبح الصباح كان ان شعروا الركاب والكابتن ان الواتر بمب الذي يعيد الماء الداخل الى السفينه من البحر بعد ان يبرد المحرك قد توقف وهذا يلزم اصلاحه او تبديله وفعلا تم تبديل الواتر بمب باخر جديد ولكن الذي حصل ان الواتر بمب الجديد قد تعطل هو الاخر بعد مرور نصف ساعه فقط ترى اي نحس هذا الذي يلاحق اولئك الناس فما كان من المسافرين ان بدؤا يتساعدون في ان يعيدوا الماء الى البحر من عمق السفينه ولكن هذه المره عن طريق القدور والصحون والاقداح وفي هذه الاثناء اكتشف احدهم ان هناك ثقب بقاع السفينه يدخل الماء الى داخل السفينه بقوه تصعب معها ان تجاري سرعته لتعيده الى خارجها فما كان منه الا ان تصرف تصرفا شخصيا منطلقا من رغبته في انقاذ اولئك الناس من اطفال ونساء فقام بجلب خشبه صغيره ومسامير ومطرقه<شاكوش> وبدا يصلح الثقب وهو لا يدري انه يفسد كل شي وليس الثقب فقط وهكذا ومع كل طرقه من المطرقه على الثقب كان الثقب يكبر ولا يصغر وكان الماء يزداد قوه في دخوله ولا يقل فما كان منه الا ان استسلم للامر الواقع وابتعد عن الثقب بعد ان صار شق وصعد الى الاعلى الى الناس ليبلغهم بما كان ولكن ترى كيف يستطيع ان يبلغهم وباي لغه يقول لهم انكم في خطر ان كل احلامكم وامالكم واولادكم وزوجاتكم وامهاتكم وابائكم في خطر وتوقعوا الكارثه في اي لحظه ..كان الامر صعب جدا ولكنه قال قال لهم كل شئ فتجمد الدم بالعروق وانفتحت العيون اقصى ما تستطيع وكانها تريد ان تشبع من هذه الدنيا قبل ان تنغلق ولا تنفتح ابدا .. صعد لهم والغصه في البلعون لاحظ المسافرين قلقه وخوفه وارتباكه الواضح فالحوا عليه ان يقول ماذا حصل فتكلم وهو يظهر حرف ويخفي اخر ..بعد ان عرف الجميع بالذي حصل ذهبوا الى الكابتن يستشيروه فوجدوه حاير لا يدري ماذا يفعل فهو يعرف كل شئ يحصل لسفينته التي لم يكن موافقا على الابحار بها اصلا ولكن ....اقترح عليهم الكابتن ان يرموا بكل امتعتهم وحقائبهم المهمه والغير مهمه في محاوله يائسه للتخفيف من حمل السفينه وكان هذا الشئ فالناس امام حياتهم وحياة اولادهم يضحوا بكل شئ دون ان يتاخروا ورموا بكل الحمل الموجود عندهم ولكن ذلك لم يؤثر ابدا لان السفينه توقفت فقد صعد الماء الى المحرك وابطله ..ان توقف السفينه في عرض المحيط يجعلها لقمه سهله سهله جدا للبحر وتصبح خشبه ليس لها اي ثقل يذكر وتتطوح من اقل موجه يصادفها فكيف اذا كان الموج( شد حيله) والمطر زاد وزاد وزاد بعد ذلك طلب الكابتن من الشباب الذي يستطيع السباحه جيدا ان ياخذ نجاده<سترة نجاة> ويرمي بنفسه الى البحر فتناخى الشباب وفعلا رمى من رمى بنفسه الى البحر بعد ان اخذ كل منهم نجاده كي تساعده في المطاوله لان البرد والموج والمطر لا يترك فرصه لامهر السباحين ان يستمروا بالسباحه ..ان كل ذلك لم ينفع وصارت السفينه تتطوح اكثر واكثر فما كان ممن بقي الا ان صاروا يذهبون الى الجهه المعاكسه لقدوم الموج كي يوازنوا السفينه اللتي صارت اخف من ورقه في داخل البحر ..قد تنجح المحاوله مره او اثنين او في احسن الاحوال ثلاث مرات ولكنها لابد ان تفشل مرة ما هذا ما ادركه الجميع فماذا يفعل الاب عندما يرى انه واحلى سنينه واغلى ثمرات عمره في سفينه معرضه للغرق في اي لحضه مضحيا بكل العمر بل وعمر اقرب الناس الى قلبه وماذا يفعل من يشاهد امه التي تربى على يديها حامية له من اي اذى يصيبه يراها قد سار بها الى الموت عندما جاء بها الى هنا ظانا انه سيريحها اواخر عمرها او ذاك الذي جاء بزوجته وزوجة اخيه ليوصلها الى زوجها في استراليا الامن والامان فاذا به يذهب هو وزوجته وزوجة اخيه ....لا يمكن لاحد ان يصف ذلك الشعور كان الامر كالحلم الكابوس الذي يتمنى الكل ان يصحو منه لقد كانت النظرات هي التي تتكلم وترجو السماح وتتوسل ببعضها البعض ولكن هيهات هيهات ..صعد الكل على السطح يرجو الخلاص لم يعد هناك نساء واطفال ورجال وامهات بل صار الكل يريد ان يهرب ولكن الى اين الى اين الى اين ...زاد التطوح الكل ضم الكل الى صدره كي يحميه من خطر هو ايظا متعرض له وما هي الا ثواني نعم ثواني بسيطه وكان اللحضه التي حاول الكل ان يتحاشاها وجائت موجه حقيره مجنونه خبيثه رفعت السفينه من جهة واحدة بقوة لتقلبها راسا على عقب وتفرغ حمولتها بالبحر ولتكمل دورتها بداخل البحر وتعيدها الى وضعها الطبيعي ولكن بدون ناس ...بدون اطفال بدون نساء بدون امهات بدون اباء وابناء بدون اي بشر...... خالية الا من خشب متهالك محطم متناثر هنا وهناك
ولنا عـودة اخرى
عـلي ابو تراب
|
|
|
|
|