|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 5515
|
الإنتساب : May 2007
|
المشاركات : 756
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو الحر
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 21-11-2007 الساعة : 10:06 PM
كلمة حق قالها الشيخ محمد الغزالي
قال المرحوم الشيخ ( محمد الغزالي ) رحمة الله عليه في كتابه : ( دفاع عن العقيدة والشريعة ص 219 ، الطبعة الثانية نشر دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة ) :
( ... إن من أنكر الأمور افتعال الأسباب لتفريق الكلمة وتمزيق الأمة . ربما اختلفت وجهات النظر في قضية ما ، وانشعب الناس حولها مذاهب .. لكن حيث لا تختلف الأفهام ولا تتعدد الأنظار ، كيف يستبيح بعض الناس لأنفسهم أن يخلقوا الفرقة خلقاً . وأن يقحموها على الواقع إقحاماً ، لا لشيء إلاّ لرؤية الناس أحزاباً متناحرة وطوائف متدابرة .
إنني آسف لأن بعض من يرسلون الكلام على عواهنه . لا .. بل بعض من يسوقون التهم جزافا غير مبالين بعواقبها دخلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساءوا إلى الإسلام وأمته شرّ إساءة . سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم : إن للشيعة قرآناً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف .
فقلت له : أين هذا القرآن ؟
إن العالم الإسلامي الذي امتدت رقعته في ثلاث قارات ظل من بعثة محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن أربعة عشر قرناً لا يعرف إلاّ مصحفاً واحداً مضبوط البداية والنهاية معدود السور والآيات والألفاظ ، فأين هذا القرآن الآخر ؟! ولماذا لم يطّلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدّهر الطويل ؟ لماذا يساق هذا الإفتراء ؟!
ولحساب من تقتعل هذه الإشاعات وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنهم بإخوانهم وقد يسوء ظنهم بكتابهم .
إن المصحف واحد يطبع في القاهرة ويقدسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء بتة إلاّ توقير الكتاب ومنزله – جل شأنه – ومبلغه – صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فلم الكذب على الناس وعلى الوحي ؟ .
ومن هؤلاء الأفاكين من روّج أن الشيعة من أتباع علي ، وأن السنيين أتباع محمد ، وأن الشيعة يرون علياً أحق بالرسالة ، أو أنها أخطأته إلى غيره .!
وهذه لغو قبيح وتزوير شائن .
ولكن تصديق هذا اللغو كان الباعث على تلك المجزرة المخزية التي وقعت بين الإسلام من سنة وشيعه . فجعلتهم – وهم الأخوة في الدين – يأكل بعضهم بعضاً على هذا النحو المهين .
إن الشيعة يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول وفي استمساكه بسنته .
وهم كسائر المسلمين لا يرون بشرا في الأولين والآخرين أعظم من الصادق الأمين ولا أحق منه بالإتباع ، فكيف ينسب لهم هذا الهذر ؟ .
الواقع أن الذين يرغبون في تقسيم الأمة طوائف متعادية لما لم يجدوا لهذا التقسيم سبباً معقولاً لجأوا إلى افتعال أسباب الفرقة ، فاتسع لهم ميدان الكذب حين ضاق ميدان الصدق .
لست أنفي أن هناك خلافات فقهية ونظرية بين الشيعة والسنة ، بعضها قريب الغور وبعضها بعيد الغور ، بيد أن هذه الخلافات لا تستلزم معشار الجفاء الذي وقع بين الفريقين ، وقد نشب خلاف فقهي ونظري بين مذاهب السنة نفسها بل بين أتباع المذهب الواحد منها ، ومع ذلك فقد حال العقلاء دون تحول هذا الخلاف إلى خصام بارد أو ساخن ... ) .
|
|
|
|
|