|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.67 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-12-2007 الساعة : 09:45 PM
مناظرة الإمام الجواد ( علیه السلام ) مع ابن اكثم
عندما أراد الخلیفة المأمون تزویج ابنته أم الفضل من الإمام الجواد ( علیه السلام ) بلغ ذلك العباسیین ، فاعترضوا على الخلیفة ، وقالوا : یا أمیر المؤمنین ، أتُزَوِّج ابنتك صبیاً لم یَتَفَقَّه فی دین الله ؟!! ، وإذا كنت مشغوفاً به فأمْهِلْه لِیتأَدَّبْ ، ویقرأ القرآن ، ویعرف الحلال والحرام .
فقال لهم المأمون : وَیْحَكم ، إِنِّی أَعْرَفُ بهذا الفتى منكم ، وإنَّه لأفْقَه منكم ، وأعلم بالله ورسوله وسُنَّتِه ، فإن شِئْتُم فامتحنوه .
فرضوا بامتحانه ، واجتمع رأیهم مع المأمون على قاضی القضاة یحیى بن أكثم أن یحضر لمسألته ، واتفقوا على یوم معلوم .
وجاء ابن أكثم وقال للإمام ( علیه السلام ) ، بحضور مجلس المأمون : یا أبا جعفر ، أصلَحَك الله ، ما تقول فی مُحرم قتل صیداً ؟
فقال أبو جعفر ( علیه السلام ) : ( قَتله فی حِلٍّ أو حَرَم ؟ ، عَالِماً كان المُحرِم أم جاهلاً ؟ ، قَتَله عمداً أو خطأً ؟ ، حُرّاً كان المُحرِم أم عبداً ؟ ، كان صغیراً أو كبیراً ؟ ، مُبتدِئاً بالقتل أم مُعِیداً ؟ ، من ذَوَات الطیر كان الصیدُ أم من غیرها ؟ ، من صِغَار الصید كان أم من كباره ؟ ، مُصرّاً على ما فعل أو نادماً ؟ ، فی اللَّیل كان قتله للصید فی أوكَارِها أم نهاراً وعَیاناً ؟ ، مُحرِماً كان بالعُمرَة إذ قتله أو بالحج كان مُحرِماً ؟ ) .
فتحیَّر یحیى بن أكثم ، وانقطع انقطاعاً لم یُخفَ على أحد من أهل المجلس ، وبَان فی وجهه العجز .
فتلجلج وانكشف أمره لأهل المجلس ، وتحیَّر الناس عجباً من جواب الإمام الجواد ( علیه السلام ) .
فقال المأمون لأهل بیته : أعرفتُم الآن ما كنتم تُنكِرونه ؟
ونظر إلى الإمام ( علیه السلام ) وقال : أنا مُزوِّجُك ابنتی أم الفضل ، فرضی ( علیه السلام ) بذلك ، وتمَّ التزویج .
ولمَّا تمَّ الزواج قال المأمون لأبی جعفر ( علیه السلام ) : إن رأیت - جُعلتُ فداك - أن تذكر الجواب ، فیما فَصَّلتَه من وجوه قتل المحرم الصید ، لِنعلَمَه ونستفیدَه .
فقال أبو جعفر ( علیه السلام ) : ( إنَّ المُحرِمَ إذا قتلَ صیداً فی الحِلِّ ، وكان الصید من ذَوَات الطیر ، وكان من كبارها فعلیه شَاة .
فإنْ كانَ أصابه فی الحرم ، فعلیه الجزاء مضاعَفاً ، وإذا قتل فَرْخاً فی الحلِّ ، فعلیه حَمْل قد فُطِم من اللَّبن ، وإذا قتله فی الحرم ، فعلیه الحَمْل ، وقیمة الفرخ .
وإن كان من الوحش ، وكان حِمار وحش ، فعلیه بقرة ، وإن كان نعامة فعلیه بدنَة ، وإن كان ظبیاً ، فعلیه شاة .
فإن قتل شیئاً من ذلك فی الحرم ، فعلیه الجزاءُ مضاعفاً هَدْیاً بَالِغ الكعبة ، وإذا أصاب المُحرِمُ ما یجب علیه الهدی فیه ، وكان إحرامه للحجِّ ، نَحَرَهُ بِمِنىً ، وإن كان إحرامه للعُمرة ، نَحَرَه بمَكَّة .
وجزاء الصید على العالِم والجاهل سواء ، وفی العَمدِ له المأثم ، وهو موضوعٌ عنه فی الخطأ ، والكفَّارة على الحُرِّ فی نفسه ، وعلى السیِّد فی عبده ، والصغیر لا كفَّارة علیه ، وهی على الكبیر واجبة .
والنادم یسقُط بِنَدمه عنه عقاب الآخرة ، والمُصرُّ یجب علیه العقاب فی الآخرة ) .
فقال المأمون للإمام ( علیه السلام ) : أحسنتَ یا أبا جعفر .
|
|
|
|
|