[DaShTi]

الكذب في الرؤيا


إن من الأمور الواضحة في الشرع والدين عدم الكذب والتقول في الرؤيا كأن يقول رأيت كذا وكذا ولم يكن رأى شيئاً مما ذكر فإن ذلك تصنيف الشرع والدين من الافتراء والكذب على الله تعالى لأنه تقول وتلفيق على الملك الموكل بالرؤيا بما لم يفعل وهو رسول من رسل الله تعالى

فعن أبي عبد الله الحسين عليه السلام قال ( ثلاثة يعذبون يوم القيامة - ذكر منهم - والذي يكذب في منامه ويعذب حتى يعقد بين شعرتين وليس بعاقدهما )


أمور ينبغي معرفتها قبل اللجوء إلى تعبير الرؤيا


كثير ما يرى النائم ما يتخيل انها رؤيا صحيحة وما هي إلا وساوس وأمزجة وأضغاث فما يرى ليس له حظ في التعبير والتأويل شي لانها رؤيا كاذبة ليس لها أثر في الحق والواقع

فإن عرفنا تشخيص وعلل الرؤيا الكاذبة تمكنا من معرفه الموارد التي تصدق فيها الرؤيا ومن ثم تبادر إلى تعبيرها


ومن مجمل أسباب الرؤيا الكاذبة ما يرى في أول الليل لا سيما إذا كان البدن مملؤا بالطعام أو جائعا أو عطشانا فعن ابي عبدالله عليه السلام قال : الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها واحد يعني القلب فالرؤيا الكاذبة المتخلفة هي التي يراها الرجل في أول ليلة من سلطان المردة والفسقة وإنما هي شي يخيل إلى الرجل وهي كاذبه مخالفة لا خير فيها وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة لا تختلف إلا أن يكون جنباُ او ينام على غير طهر ولم يذكر الله تعالى فإنها تختلف وتبطئ صاحبها


وذلك لان أول الليل يكون البدن ممتلئا بأبخره الطعام فإذا صعدت الأبخره إلى الدماغ تمزج الأفكار فتحدث فيه أشكال من الأبخرة على هيئة تشاهد بالأعيان فيرها الشخص في خياله فيتوهم أنها من المعاني الخارجة فإذا استيقظ أخبر بها وهلي ليست شيئا لأنها صورة من خياله الناتج عن الأبخرة الواصلة إلى الدماغ عن كثرة الأطعمة أو قله الطعام فغلبا ما يرى الشخص العطشان أو الجوعان الأكل والماء في الرؤيا

ومنها ارتسام صورة المحسوس في القوى المفكرة فتنتفش تلك الصورة إلى الخيال فيراها معان محسوسة في الخارج وما هي إلا خيال ووساوس فإذا كانت الصورة المتتفشة مزاجها الصفراء رأي الاشياء الصفراء والماء والبحر وإن كان مزاجها الغضب والحرارة رأي الأشياء الحارة كالنار والتنور بالسيف والدم إن كان مزاجها البرودة رأي الثلج والشتاء ونظائره وإن كان مزجها السوداء رأي الأشياء السود والأمور الهائلة المفزعة وذلك لأنجميع ذرات الوجود من ذات وصف وأثر يجزى كل أسفل منه مشابه له امشابهة الأثر من صفة المؤثر ومن الرؤيا الكاذبة ما يرى من طرق وتلاعب الجن والشيطان


عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : في جوابه لنصرانيين حين قدما يسألانه عن ذلك ( إن الله تعالى خلق الروح وجعل لها سلطانا فسلطانها النفس فإذا نام العبد خرج الروح ويبقى سلطانه فيمر به جيل من الملائكة وجيل من الجن فما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة وما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجن




توضيح : حال المرأ مثل حال الرجل في التعبير وإن ذكر النعبير بصيغه المذكر إلا ما ذكر بالاسثناء من ذلك


فائدة :


إذا رأى الرائي في المنام ما يكره أو قرأ في التعبير ما يكره فلا يحدث به أحدا وعليه بقراءة ما ذكر لدفع الرؤيا المكروهة فلا ينال ما يخاف منه والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب