عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ربيبة الزهـراء
ربيبة الزهـراء
الادارة
رقم العضوية : 84
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 39,169
بمعدل : 5.71 يوميا

ربيبة الزهـراء غير متصل

 عرض البوم صور ربيبة الزهـراء

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-09-2006 الساعة : 01:46 AM


الدرس الثالث



حوارية المطهرات


قبل أن يحضر أبي جلسة حوارنا هذه، كنت مستغرقاً في تأمل عميق، محاولاً تطبيق المعلومات النظرية.. تلك التي سلفت في (حوارية النجاسة) على واقع حياتي اليومية المعيشة، مصححاً من خلال ذلك موروثاتي الخاطئة عن النجاسة، منتظراً بشغف وترقب أن ألحظ في جلسة اليوم كيف ستستعيد الأشياء طهارتها الأولى ونقاءها الجميل بعد أن صافحتها يد النجاسة فلوثتها.

وما أن حضر أبي حتى بدأته:

قلت لي أمس: إن الأشياء الطاهرة تفقد طهارتها إذا لاقت النجاسة.

تُرى كيف ستستعيد تلك الأشياء طهارتها المفقودة؟

ـ أكثر ما يعيد للأشياء المتنجسة طهارتها السابقة المسلوبة (الماء)، أن تغتسل من أدرانها بالماء، أو أن تُغسل به، لذلك فسنبدأ بـ:

المطهِّر الأول: الماء.

أضاف أبي:

الماء مطلق ومضاف.

ـ وما الماء المطلق..؟

ـ الماء المطلق.. ذلك الذي نشربه نحن، وتشربه الحيوانات ويسقى به الزرع.. ماء المحيطات والبحار والأنهار والآبار والجداول والأمطار، ماء الأنابيب الذي يصلنا عبر خزانات المياه المنتشرة في المدن والقرى والنواحي، ويبقى الماء مطلقاً حتى لو اختلط مع قليل من الطين أو الرمل.

ـ والماء المضاف..؟

ـ الماء المضاف تعرفه بسهولة من إضافة لفظ آخر إلى الماء كلما نطقت به، فتقول: ماء الورد، ماء الرمان، ماء العنب، ماء الجزر، ماء البطيخ، وماء مساحيق الغسيل، وهو كما تلاحظ من الأمثلة ليس مما يعنينا أمره هنا، فنحن نتحدث عن الماء ذلك الذي نطهّر به ونشربه، نتحدث عن الماء لا عن ماء الرمان وماء العنب مثلاً.

ثم إن الماء أو الماء المطلق على قسمين..كثير وقليل.

ـ وما الماء الكثير..؟

ــ الماء الكثير: ما بلغ بالوزن «465» كغم تقريباً، وبالحجم ما مكعبه «27» شبراً [بالشبر المساوي لربع المتر تقريباً]، وهو مقدار الكر، سواء أكان الماء جارياً أم راكداً.

وطبيعي أن تكون مياه البحار، والأنهار، والروافد، والجداول، والترع الكبيرة، والعيون، والآبار، وكذلك الماء الجاري في الأنابيب ذاك الذي يصل إلى بيوتنا من خزانات المياه الكبيرة المنتشرة في المدن، وماء خزاناتنا الموضوعة على سطوح منازلنا إذا كان حجم مائها أو وزنه الحجم أو الوزن المذكورين آنفاً، وماء خزاناتنا الصغيرة ما دام يتصل بها الماء الجاري؛ طبيعي أن تكون كل تلك المياه مياهاً كثيرة.

ـ وما الماء القليل..؟

ـ الماء القليل ما كان وزنه أو حجمه أقلّ من الوزن أو الحجم المذكورين في الماء الكثير.. أي أقلّ من الكر، ولم يكن من ماء المطر أثناء هطوله، مثل الماء في الأواني والقناني والكؤوس وغيرها.

أما وقد حددنا معنى الماء المضاف ،والماء المطلق بقسميه: الكثير منه والقليل، فساُبين لك حكم كل منهما إذا لاقى النجاسة سواء مسها أم مسته.

ـ وما حكم الماء المضاف؟

ـ الماء المضاف يتنجس بمجرد ملاقاته النجاسة سواء أكانت كميته كثيرة أم قليلة كالشاي مثلاً. وتلحق بالماء المضاف السوائل الأخرى كالحليب، والنفط، ومحاليل الأدوية، وغيرها فإنها تتنجس بمجرد ملاقاتها النجاسة.

ـ وحكم الماء القليل..؟

ـ يتنجس بمجرد ملاقاته النجاسة.

ـ وحكم الماء الكثير..؟

ـ لا يتنجس بملاقاة النجاسة كماء الإسالة، وماء الكر وغيرها إلا إذا تأثر بها لونه أو طعمه أو رائحته،.. وكذلك كل...

ـ كل ماذا؟

ـ كل ماء قليل اتصل به الماء الكثير صار كثيراً، فخزان الماء الصغير إذا جرى عليه أنبوب الإسالة صار كثيراً، وماء القِدر الموضوع في المغسلة إذا فتحت عليه أنبوب الماء المتصل بالكر، فاتصل ماء القِدر بماء الأنبوب صار ماء القِدر كثيراً، وهكذا..

ـ لو وقعت قطرات من الدم في خزان ماء راكد بحجم كر..؟

ـ لا يتنجس إلا إذا كثرت القطرات فتغير لون ماء الكر فاصفرّ بتأثير لون الدم.

ـ إذا وقعت في إناء صغير؟

ـ يتنجس الإناء.

ـ وإذا فتحنا عليه ماء الإسالة..؟

ـ يطهر الإناء.

ـ إذا صببنا من ماء الإبريق على شيء نجس، فهل يتنجس ماء الإبريق؟

ـ لا، لأن النجاسة لا تتسلق إلى عمود الماء الساقط من الإبريق، فلا عمود الماء يتنجس ولا ماء الإبريق.

ـ وكيف يطهّر ماء المطر الأشياء..؟

ـ إذا تقاطر عليها مباشرة سواء أكان المتنجس أرضاً، أم ماءً، أم ثياباً وأفرشة بعد أن ينفذ فيها، أم إناءً، أم ما شاكل ذلك وشابهه بشرط أن يصدق عرفاً على النازل أنه المطر.

ـ وكيف نطهّر بالماء القليل أو الكثير الأشياء المتنجسة..؟

ـ نطهّر كل شيء متنجس.. كل شيء بغسله بالماء قليلاً كان أو كثيراً مرة واحدة عدا ما يأتي..

1 - المتنجس بالبول؛ تغسله بالماء القليل مرتين.

2 - الإناء الذي يشرب منه الكلب؛ فإنه يغسل بالتراب الممزوج بالماء ثم يغسل بالماء القليل مرتين، وإذا غُسل بالكثير فمرة واحدة.

3 - الإناء الذي لطعه الكلب أو وقع فيه شيء من لعابه؛ [تغسله بالتراب الممزوج بالماء ثم تغسله بالماء القليل ثلاث مرات] وبالكثير مرة واحدة.

4 - الإناء الذي يلغ فيه الخنزير؛ تغسله بالماء القليل سبع مرات وبالكثير مرّة واحدة.

5 - الإناء الذي تنجّس بموت الجرذ؛ [تغسله بالماء القليل سبع مرات] وبالكثير مرّة واحدة.

6 - باطن الإناء الذي يجتمع فيه الماء ونحوه إذا تنجس بغير ما تقدم؛ تغسله بالماء القليل ثلاث مرات وبالكثير مرّة واحدة.

ـ وظاهر الإناء..؟

ـ يطهر بغسله مرة واحدة، حتى بالماء القليل، وهكذا الإناء الذي لا يجتمع فيه الماء كالصحن.

ـ كيف اُطهّر كفي المتنجسة وعندي ماء قليل؟

ـ صب عليها الماء فإن انفصل ماء التطهير عن كفك فقد طهر كفك.

المطهّر الثاني: الشمس.

ـ وماذا تطهّر الشمس..؟

ـ تطهّر الأرض وكل الأشياء الثابتة عليها كالأبنية، والحيطان، والأبواب، والأخشاب، والأوتاد والأشجار وأوراقها، والنباتات، والثمار قبل قطافها، وغير ذلك مما لا ينقل.

ـ كيف تطهّر الشمس الأشياء الثابتة..؟

ـ بشروقها عليها حتى تجف بتأثير أشعتها مع زوال عين النجاسة.

ـ وإذا كانت الأرض النجسة جافة، وأردنا تطهيرها بالشمس؟

ـ صببنا عليها الماء حتى إذا جففتها الشمس طهرت.

ـ وإذا تنجست الأرض بالبول وأشرقت عليها الشمس فجفت؟

ـ طهرت الأرض.

ـ والحصى والتراب، والطين، والأحجار المعدودة جزءً من الأرض إذا تنجست بالبول فجففتها الشمس؟

ـ طهرت.

ـ والمسمار النابت في الأرض، أو في البناء..؟

ـ حكمه حكم الأرض، يطهر كذلك بالشمس بعد أن تجففه.

المطهّر الثالث: زوال عين النجاسة عن جسد الحيوان.

ـ اضرب لي مثلاً على ذلك.

ـ مثلاً، بمجرد أن يزول الدم عن منقار الدجاجة يطهر منقارها، وبمجرد أن يزول الدم عن فم القطة يطهر فمها، وهكذا...

ـ بقي أن أسألك عن كيفية التطهير داخل جسم الإنسان مثل باطن الفم.

ـ باطن جسم الإنسان لا ينجس أصلاً، فباطن الفم والأنف والأذن والعين كلها طاهرة حتى مع وجود الدم فيها.

ـ وهل تتنجس الإبرة -إبرة الدواء- إذا زرقت داخل جسم الإنسان أو الحيوان، فلاقت الدم داخل الجسم؟

ـ لا، لا تتنجس إذا خرجت الإبرة من داخل الجسم وهي غير ملوثة بالدم فملاقاة الدم داخل الجسم لا توجب نجاسته.

المطهّر الرابع: الأرض.. كل ما يسمى أرضاً فهو مطهّر كالحجر، والرمل، والتراب والجص والإسمنت، وغيرها، ويشترط في الأرض أن تكون يابسة وطاهرة.

ـ وكيف أعرف أنها طاهرة؟

ـ ما دمت لا تعرف أنها قد تنجست فهي طاهرة، ومن ثم فهي مطهّرة.

ـ وماذا تطهّر الأرض؟

ـ تطهّر باطن القدم، والحذاء، بالمشي عليها بعد أن تزول عن القدم والحذاء النجاسة العالقة بهما من الأرض، بشرط أن تكون النجاسة قد حصلت بسبب المشي.

المطهّر الخامس: التبعية.

ـ اضرب لي مثلاً على التبعية؟

ـ الكافر مثلاً إذا أسلم طهر، وطهر (تبعاً له) طفله الصغير.

والخمر إذا انقلب خلاً طهر، وطهر ( تبعاً له) إناؤه الموضوع فيه.

والميت إذا غُسل الأغسال الثلاثة طهر، وطهرت (تبعاً له) يد الغاسل، والسدة التي غُسل عليها، وثيابه التي غُسل بها.

والثوب المتنجس إذا غسلته بالماء القليل ـ مثلاً ـ طهر، وطهرت (تبعاً له) اليد التي غسلته، وهكذا.

المطهّر السادس: الإسلام.

ـ وكيف يطهّر الإسلام؟ ومن يطهّر؟

ـ يطهّر الإسلام الكافر بعد أن يسلم، فيطهر هو ويطهر تبعاً له شعره، وأظافره، وغير ذلك من أجزاء جسده.

المطهّر السابع: الانتقال.

ـ مثلاً؟

ـ دم الإنسان ـ مثلاً ـ ذاك الذي يتغذى عليه البق والبرغوث والقمل، إذا شربه الحيوان فأصبح جزءً منه، ثم قتلت الحيوان، فصبغ ذلك الدم جسدك أو ثيابك، فهو دم طاهر.

المطهّر الثامن: الاستحالة.

ـ وما الاستحالة؟

ـ الاستحالة: تبدل شيء إلى شيء آخر مختلف عنه، وتحوله إليه.

ـ أضرب لي مثلاً على ذلك.

ـ الخشب المتنجس إذا احترق وصار رماداً، فالرماد طاهر. ومخلّفات الحيوان إذا استعملت وقوداً للنار فرمادها في التنور طاهر، وهكذا...

المطهّر التاسع: خروج الدم بالمقدار الطبيعي من الذبيحة المأكولة اللحم، بل وغير المأكولة اللحم غير النجس العين بعد ذبحها بطريقة شرعية. عندئذٍ سنحكم بطهارة الدم الباقي داخلها.

المطهّر العاشر: انقلاب الخمر خلاً، ذلك أن الخل أثناء تكونه يتخمر في مرحلة ما أحياناً فيتنجس ثم ينقلب بعد ذلك إلى خل فيطهر.

المطهّر الحادي عشر: الحيوان الجلاّل إذا منع من أكل العذرة مدة طويلة حتى يتغذى على غيرها فإنه تطهر مخلفاته التي تنجست بسبب أكل العذرة.

ـ أريد أن أسألك عن مسألة قد أحتاجها في تعاملي مع أصدقائي.

ـ سل.

ـ قد أرى حاجة لأحد أصدقائي المسلمين قد تنجست ثم يفارقني ويعود بعد فترة وهو يعاملها معاملة الحاجة الطاهرة، فهل لي أن أعتبرها طاهرة من دون أن اسأله؟

ـ إذا كان صديقك قد علم بنجاستها واحتملت أنه قد طهرها في غيبته فلك أن تعاملها معاملة الطاهرة فتأكل وتشرب بها [نعم إذا كانت ثياباً ونحوها فلا تصلّ بها حتى تسأله عن طهارتها].




انتظروني في الجزء القادم انشالله


توقيع : ربيبة الزهـراء

اتمنى اعيش بوطن والحاكم الحجة بن الحسن عج




من مواضيع : ربيبة الزهـراء 0 vista&family
0 كيف نتعامل مع كثيري الانتقاد
0 قبس من فضائل الأمام الحسين عليه السلام
0 ●» إصدار " غضــــب الرادود الحسيني جعفر القشعمي
0 سفينه الاماني ولذه الامل
رد مع اقتباس