|  | 
| 
| 
| شيعي حسيني 
 |  | 
رقم العضوية : 6077
 |  | 
الإنتساب : Jun 2007
 |  | 
المشاركات : 12,550
 |  | 
بمعدل : 1.87 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى العقائدي 
متى نزلت سورة الكوثر ، و بأي مناسبة ؟ و ما المقصود ... 
			 بتاريخ : 28-06-2008 الساعة : 02:48 PM 
 
متى نزلت سورة الكوثر ، و بأي مناسبة ؟ و ما المقصود من الكوثر ؟
 
 جواب : سورة الكوثر [1] هي السورة رقم ( 108 ) من القرآن الكريم ، و هي سورة مكية .
 
 أما بالنسبة إلى سبب نزول هذه السورة ، فيقول المفسرون أن أحد أقطاب المشركين و هو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عند باب بني سهم و هو يريد الخروج من المسجد الحرام ، فتحدث مع النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش و هم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمّ حديثه مع الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين .
 
 فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟
 
 قال : ذلك الأبتر [2] ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ليس له أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسله ، ذلك لأن إبناً لرسول الله من خديجة يسمى عبد الله كان قد توفي قبل ذلك بفترة .
 
 فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر و هي : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
 إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } [3] ، رداً على العاص الذي زعم أنه ( صلَّى الله عليه و آله ) أبتر .
 
 أما المعنى فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة .
 
 و قال الإمام فخر الدين الرازي : " الكوثر أولاده ( صلَّى الله عليه و آله ) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ ( عليه السَّلام ) بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئٌ منهم ، و لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به " [4] .
 
 هذا و إن للمفسرين أراءً أخرى في معنى الكوثر تصل إلى 26 رأياً نذكر أهمها كالتالي :
 
 1. الكوثر هو العلم .
 
 2. الكوثر هو النبوة .
 
 3. الكوثر هو القرآن .
 
 4. الكوثر هو الشفاعة .
 
 5. الكوثر هو شرف الجنة .
 
 6. الكوثر هو حوضه ( صلَّى الله عليه و آله ) .
 
 إلى غيرها من الأقوال ، لكن جميع ما قيل يندرج تحت عنوان الكوثر الذي هو الخير الكثير ، فلا تناقض بين الأقوال أذن .
 
 و مما يؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس أنه قد فسر الكوثر بالخير الكثير ، فقال له سعيد بن جبير ، فان أناساً يقولون هو نهر في الجنة ، فقال : هو من الخير الكثير [5] .
 
 و لعل أحسن الأقوال و أكثرها إنطباقاً على سبب نزول السورة هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل و الذرية ، و قد ظهر ذلك في نسله ( صلَّى الله عليه و آله ) من ولد فاطمة ( عليها السَّلام ) ، إذ لا ينحصر عددهم ، بل يتصل بحمد الله إلى آخر الدهر مددهم ، و هذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .
 
 بل و هذا الرأي أرجح في ميزان التحليل العلمي المحايد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بعدم استمرار نسله ، فنزلت الآية لكي تُقرر في الحقيقة أمرين :
 
 1. إن البنت هي كالابن من حيث اعتبارها من الذرية و النسل و العقب .
 
 2. إن الله عَزَّ و جَلَّ سيرزق النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من هذه البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه ( صلَّى الله عليه و آله ) سيبقى حياً و متألقاً على مرّ العصور و على طول التاريخ .
 
 
 
 المصادر:
 
 [1] الكوثر على وزن جوهر بمعنى الخير الكثير .
 
 [2] الأبتر : من ليس له ذرية .
 
 [3] سورة الكوثر ( 108 ) ، الآيات : 1 ـ 3 .
 
 [4] التفسير الكبير : 30 / تفسير سورة الكوثر ، نقلاً عن أهل البيت في القرآن : 401 .
 
 [5] تفسير جوامع الجامع : تفسير سورة الكوثر .
 
 مصدر التفسير
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |