|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20772
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 1,243
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ملاعلي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 19-08-2008 الساعة : 02:03 AM
يا صاحب زمان جدتي..
نقل احد المؤمنين الثقات من اهل الكويت .. انه سمع احد الخطباء الايرانيين يقول: كنت جالساً في حافلة لأسافر الى مدينة نائية من مدن ايران .. وذلك في زمن الشاه..
لم يكن على المقعد بجانبي احد .. وكنت اخشى ان يجلس عندي من لا أرغب في جواره .. فيضايقني في هذا الطريق البعيد .. فسألت الله تعالى في قلبي:
الهي ان كان مقدراً لي ان يجلس عندي احد فاجعله انساناً متديناً طيباً مؤنساً؟!!
جلس المسافرون على مقاعدهم .. ولم ار من يشغل المقعد الذي بجنبي .. فشكرت الله اني وحيد!!
ولكنني فوجئت في الدقيقة الاخيرة قبل الحركة! بشاب مظهره كـ ( الهيبيز ) وبيده حقيبة صغيرة من صنع جلد اجنبي .. وكأنه من غير ديننا.. فتقدم حتى جلس عندي .. قلت في قلبي/ يا رب أهكذا تستجيب الدعاء!!
تحركت السيارة ولم يتفوه احد منا لثاني بكلمة .. لان الانطباع المأخوذ عن المعممين في اذهان هؤلاء الاشخاص كان انطباعاً سيئاً .. بفعل الدعايات المغرضة التي كانت تبثها اجهزة النظام الشاهنشاهي ضد علماء الدين .. لذلك آثرت الصبر والسكوت وانا جالس على اعصابي .. حتى حان وقت الصلاة ( اول وقت الفضيلة) .. واذا بالشاب وقف ينادي سائق الباص: قف هنا .. لقد حان وقت الصلاة!
فرد عليه السائق مستهزئاً وهو ينظر اليه من مرآته:
اجلس .. اين الصلاة واين انت منها .. وهل يمكننا الوقوف في هذه الصحراء؟
فقال الشاب: قلت لك قف والا رميت نفسي .. وصنعت لك مشكلة بجنازتي !!
ما كنت استوعب ما ارى واسمع من هذا الشاب .. انه شئ في غاية العجب .. فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب ( الهيبيز) ! وعدم مبادرتي الى ذلك كان احترازاً من الموقف العدائي الذي يكنه البعض لعلماء الدين .. لذلك كنت انتظر لأصلي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق..
وهكذا كنت انظر الى صاحبي باستغراب شديد .. وقد اضطر السائق الى ان يقف على الفور .. لما رأى من اصرار الشاب وتهديده..
فقام الشاب ونزل من الحافلة .. وقمت انا خلفه ونزلت .. رأيته قد فتح حقيبته واخرج قنينه ماء فتوضأ منها ثم عين اتجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجادته .. ووضع عليها تربة الحسين الطاهرة واخذ يصلي بخشوع .. وقدم لي الماء فتوضأت انا كذلك وصليت ( صلاة العجب) !
ثم صعدنا الحافلة .. وسلمت عليه بحرارة معتذرا اليه من برودة استقبالي له اولاً .. ثم سألته : من انت؟
قال: ان لي قصة لا بأس ان تسمعها.. لم اكنت اعرف الدين ولا الصلاة وانا والولد الوحيد لعائلتي التي دفعت كل ما تملك لاجل ان اكمل دراسة الطب في فرنسا .. كانت المسافة بين سكني والجامعة التي ادرس فيها مسافة قرية الى مدينة .. ركبت السيارة التي كنت استقلها يومياً الى المدينة مع ركاب آخرين والوقت بارد جداً وانا على موعد مع الامتحان الاخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلها ..
فلما وصلنا الى منتصف الطريق عطبت لاسيارة .. وكان الذهاب الى اقرب مصلح ( ميكانيك) يستغرق من الوقت ما يفوت علي الحضور في الامتحانات النهائية للجامعة.
لقد ارسل السائق من يأتي بما يحرك سيارته واصبحت انا في تلك الدقائق كالضائع الحيران .. لا ادري اتجه يميناً او يساراً .. لم يأتيني من السماء من ينقذني ..
كنت في تلك الدقائق اتمنى لو لم تلدني امي ( وان تنشق الارض لأخفي نفسي في جوفها ) .. انها كانت اصعب دقائق تمر علي خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يرمي نحو آمالي .. وكأني اشاهد اشلاء آمالي تتناثر امامي ولا يمكنني انقاذها ابداً ..
فكلما نظرت الى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي .. فكدت أخر الى الارض .. وفجأة تذكرت ان جدتي في ايران عندما كانت تصاب بمشكلة او تسمع بمصيبة تقول بكل احاسيسها : " يا صاحب الزمان " ..
هنا ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة ومن تعنيه .. قلت وبكل ما املك في قلبي من حب وذكريات عائلية : " يا صاحب زمان جدتي" ! ذلك لاني لم اعرف من هو ( صاحب الزمان ) فنسبته الى جدتي على البساطة .. وقلت : فان ادركتني مما انا فيه .. اعدك ان اتعلم الصلاة ثم اصليها في اول الوقت!
وبينما انا كذلك .. واذا برجل جضر هناك .. فقال للسائق بلغة فرنسية: شغل السيارة! فاشتغلت في المحاولة الاولى .. ثم قال للسائق : اسرع بهؤلاء الى وظائفهم ولا تتأخر .. وحين مغادرته التفت الي وخاطبني بالفارسية:
نحن وفينا بوعدنا .. يبقى ان تفي بوعدك ايضا!
فاقشعر له جلدي وبينما لم استوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم ار له اثراً ..
من هنا قررت ان اتعلم الصلاة وفاءً بالوعد .. بل واصلي في اول الوقت دائماً ..
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ..
|
|
|
|
|