|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 3037
 |  | 
الإنتساب : Mar 2007
 |  | 
المشاركات : 416
 |  | 
بمعدل : 0.06 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 شرح حكم نهج البلاغة (حرف أ) 
			 بتاريخ : 28-09-2008 الساعة : 03:19 AM 
 
 إخواني أخواتي الكرام
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 سنضع في هذه المشاركة شرح للحكم الواردة بنهج البلاغة ابتداءً من حرف (الألف)
 
 
 أزرى بنفسه من استشعر الطّمع ، و رضي بالذّلّ من كشف ضرّه [ عن ضرّه ] ، و هانت عليه نفسه من أمّر عليها لسانه .1
 
 هذه ثلاثة فصول :
 الأوّل في الطمع :
 
 « أزرى بنفسه » ، أي حقّرها و قصّر بها . « استشعر الطمع » ، أي جعله شعاره أي لازمه .
 
 و في الحديث : الطمع الفقر الحاضر . 2 و كان يقال : أكثر مصارع الألباب تحت ظلال الطمع . 3
 
 الثاني في الشكوى :
 
 « من كشف ضرّه » ، أي شكى إلى الناس بؤسه و فقره . و في معناه :
 
 لا تشكونّ إلى أحد فإنّه إن كان عدوّا سرّه ، و إن كان صديقا ساءه ،
 
 و ليست مسرّة العدوّ و لا مساءة الصديق بمحمودة .
 
 الثالث في حفظ اللسان
 و قد ورد فيه ما لا يحصى منها : سلامة الإنسان في حفظ اللسان ، و منها : ربّ كلمة سفكت دما ، و أورثت ندما . قال الشاعر :
 
 يموت الفتى من عثرة بلسانه
 و ليس يموت المرء من عثرة الرجل
 
 -----------
 ( 1 ) نهج البلاغة ، الحكمة 2 .
 ( 2 ) شرح ابن أبي الحديد 18 85 .
 ( 3 ) نفس المصدر 18 84 . و في نهج البلاغة ، الحكمة 219 : أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع .
 
 أشرف الغنى ترك المنى . 1
 
 المنى : جمع منيّة بمعنى التمنّي . و ظاهر أنّ ترك المنى يستلزم القناعة و استلزامها للغنى النفسانيّ و عدم الحاجة ظاهر .
 
 احذروا صولة الكريم إذا جاع ، و اللّئيم إذا شبع . 2
 
 يراد بالكريم شريف النفس ، ذو الهمّة العليّة ، و بجوعه ضميمه ،
 
 و امتهانه ، و شدّة حاجته . و ذلك مستلزم لثوران غضبه و حميّته عند عدم التفات الناس إليه ، و شبع اللئيم كناية عن غناه و عدم حاجته .
 
 و ذلك يستلزم تمرّده و أذيّته لمن كان تحت يده ، و من يحتاج إليه من الناس ، فربما كان جوعه سببا لتغيّر أخلاقه و تجويدها ، و نحن شاهدنا ذلك كثيرا .
 
 
 -----------
 1 نهج البلاغة ، الحكمتين 34 و 211 .
 2 المصدر ، الحكمة 49 .
 أولى النّاس بالعفو أقدرهم بالعقوبة [ على العقوبة ] . 1
 قالت الحكماء : ينبغي للإنسان إذا عاقب من يستحقّ العقوبة ، أن لا يكون سبعا في انتقامه ، و أن لا يعاقب حتّى يزول سلطان غضبه ، لئلاّ يقدم على ما لا يجوز ، و لذلك جرت سنّة السلطان بحبس المجرم حتّى ينظر في جرمه ، و يعيد النظر فيه . 2
 
 و قالوا أيضا : لذّة العفو أطيب من لذّة التشفّي و الإنتقام ، لأنّ لذّة العفو يشفعها حميد العاقبة ، و لذّة الانتقام يتّبعها ألم الندم . و قالوا :
 
 و العقوبة ألأم حالات ذي القدرة و أدناها ، و هي طرف من الجزع
 
 
 إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان ، فابتغوا لها طرائف الحكم [ الحكمة خ ل ] . 3
 النفوس قد يقع لها انصراف عن العلم الواحد و ملال للنظر فيه بسبب مشابهة بعض أجزائه لبعض ، فإذا اطلعت النفس على بعضه قاست 4 ما لم تعلم منه على ما علمت و لم يكن الباقي عندها من الغريب لتلتذّ به و تدوم النظر فيه ، أو المراد أنّ القلوب تملّ من الأنظار العقليّة ، في البراهين الكلاميّة على التوحيد و العدل ، فعند ذلك فابتغوا لها طرائف الحكمة ، أي الأمثال الحكميّة الراجعة إلى الحكمة العملية ،
 
 مثل مدح الصبر ، و الشجاعة ، و الزهد ، و العفّة ، و ذمّ الغضب ، و الشهوة ،
 و الهوى ، و ما يرجع إلى سياسة الإنسان نفسه ، و ولده ، و منزله ، و صديقه ، و نحو ذلك .
 
 
 ========
 (1) نفس المصدر ، الحكمة 52
 (2) شرح ابن أبي الحديد 18 183
 ( 3 ) المصدر ، الحكمة 91 .
 ( 4 ) من القياس . منه ( ره ) .
 
 والله يعطيكم العافية
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |