|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 7206
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 3,190
|
بمعدل : 0.49 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيــــــــــدرة
المنتدى :
منتدى الشبهات والردود
بتاريخ : 05-12-2008 الساعة : 02:32 AM
{ الشُـــبهة الثامنة عــــــشر }
{ الشبهة }
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أن إبليس مر به يوماً فقال له أمير المؤمنين يا أبا الحارث ما أذخرت ليوم معادك؟ فقال: حبك. فإذا كان يوم القيامة أخرجت ما أذخرت من أسمائك التي يعجز عن وصفها كل وصف ولك اسم مخفي عن الناس ظاهر عندي قد رمزه الله في كتابه لا يعرفه إلا الله والراسخون في العلم فإذا أحب الله عبداً كشف الله عن بصيرته وعلمه إياه فكان ذلك العبد بذلك السر عين الأمة حقيقة ذلك الاسم هو الذي قامت به السموات والأرض المتصرف في الأشياء كيف يشاء".
فهل هذه الرواية صحيحة؟
مواضع الإشكال:
1- هل أبا الحارث هو نفسه إبليس؟
2- إذا كانت الرواية صحيحة فهي تسير في حركة مضادة لقوله تعالى: ﴿وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ...﴾النساء/119.
3- هل ينفع إبليس حب علي عليه السلام؟ وإذا كان لا ينفعه فلم أدخره إبليس؟
-- الرد على الشبهة --
1- الرواية ضعيفة جدًا فمضافًا إلى أنَّها مرسلة حيث لم يُذكر لها سند فإنَّ مرسلها وهو إلى الحافظ البرسي وإن كان فاضلاً إلا أنَّه ليس ممن يُعتدُّ بما يتفرَّد به، ولذلك أفاد العلامة المجلسي في الفصل الأول من مقدمة البحار "أو كتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي، ولا اعتمد على ما يتفرَّد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يُوهم الخبط والخلط والارتفاع...." وقال الحر العاملي رحمه الله أن في كتاب البرسي افراط وربما نسب إلى الغلو..."
2- يكنى إبليس في بعض المنقولات بهذه الكنية.
3- الرواية ليست صحيحة ولو صحت جدلاً فإنه لا دلالة فيها على الإقرار بما ادعاه إبليس من حبَّه لعلي بن أبي طالب (ع) بل من المقطوع به أنه كاذب في دعواه لو كان قد صدر منه ذلك، فإن إبليس عدو للإنسان كما صرَّح بذلك القرآن الكريم في موارد عديدة قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ بل إن عداوة الشيطان للإنسان تشدُّ كلّما كان الإنسان أكثر قربًا من الله تعالى، لذلك فعداوته للأنبياء والأولياء أشدُّ منها لسائر بني الإنسان.
4- لا ينجيه ذلك من عذاب جهنم، فقد أخبر القرآن الكريم عن أن ذلك هو مصيره يوم القيامة في آيات عديدة منها: قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ / فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ﴾ الحشر 16-17.
على أن من المقطوع به أن إبليس لا يُحب عليًا (ع) فقد ثبت عن الفريقين بروايات مستفيضة وفيها ما هو صحيح الإسناد أن عليًا (ع) لا يُحبه كافر جاحد، وليس من أحد أشدُّ كفرًا وجحودًا من إبليس.
فمن هذه الروايات ما ورد عن علي (ع) أنه قال قضاء مقضي على لسان النبي الأمي: "أنه لا يبغضنك يا علي مؤمن ولا يُحبك كافر، وقد خاب من افترى"
ومنها: ما رواه جابر قال: قال أبو أيوب الأنصاري: "سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي بن أبي طالب: "لا يُحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمه وهي طامث".
ومنها: ما رواه أحمد في مسنده عن رسول الله (ص) أنه قال لعلي: "لا يُحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".
ورد مثل هذا الحديث في صحيح مسلم وسنن الترمذي وسنن النسائي وغيرهم.
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
والله المستعان
{حيــــــــــــدرة}
|
|
|
|
|