عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حيدر القرشي
حيدر القرشي
شيعي حسني
رقم العضوية : 24389
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 5,056
بمعدل : 0.84 يوميا

حيدر القرشي غير متصل

 عرض البوم صور حيدر القرشي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : حيدر القرشي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-12-2008 الساعة : 12:55 PM



رد علامة العارف محمد حسين الطهراني

كلام المبتدع فخر الرازي

كلام‌ الفخر الرازي‌ّ في‌ معني‌ المَوْلَي‌ والاَوْلَي‌

وعلی الرغم‌ من‌ أنّ الفخر الرازي‌ّ يعترف‌ بأنّ أحد معاني‌ المولي‌ هو الاَوْلَي‌، إلاّ أنـّه‌ اقتفي‌ نهجاً آخر، وقال‌: علی هذا النهج‌، لايتمّ استدلال‌ الشريف‌ المرتضي‌ بالآية‌ علی ولاية‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. ونذكر فيمايلي‌ كلامه‌ ثمّ نناقشة‌:
قال‌: الآية‌ الكريمة‌ مَأْوَیـ'كُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَیـ'كُمْ وَبِئسَ الْمَصيِرُ في‌ لفظ‌ المولي‌ ها هنا أقوال‌:
أحدها: قال‌ ابن‌ عبّاس‌: مَوْلَیـ'كُمْ، أي‌: مَصِيرُكُمْ. وتحقيقة‌ أنْ المَوْلَي‌ موضع‌ الوَلْي‌. و الوَلي‌ هو القرب‌. فالمعني‌: أنّ النار هي‌ موضعكم‌ الذي‌ تقربون‌ منه‌ وتصلون‌ إلیه‌.
الثاني‌: قال‌ الكَلْبي‌ّ: يعني‌: أَوْلَي‌ بِكُمْ. وهو قول‌ الزجّاج‌، والفرّاء، وأبي‌ عُبَيْدة‌. واعلم‌ أنّ هذا الذي‌ قالوه‌ معني‌ وليس‌ بتفسير اللفظ‌، لانـّه‌ لو كان‌ مَوْلَي‌ وأَوْلَي‌ بمعني‌ واحد في‌ اللغة‌، لصحّ استعمال‌ كلّ واحد منهما في‌ مكان‌ الآخر. فكان‌ يجب‌ أن‌ يُقال‌: هَذَا مَوْلَي‌ مِنْ فُلاَنٍ، كما يقال‌: هَذَا أَوْلَي‌ مِنْ فُلاَنٍ. وكذلك‌ يجب‌ أن‌ يقال‌: هَذَا أوْلَي‌ فُلاَنٍ، كما يقال‌: هَذَا مَوْلَي‌ فُلاَنٍ.ولمّا بطل‌ ذلك‌، علمنا أنّ الذي‌ قالوه‌ ] للموليّ ( الاوْلي‌ ) هو [ معني‌ وليس‌ بتفسير.
وإنّما نبّهنا علی هذه‌ الدقيقة‌ لانّ الشريف‌ المرتضي‌ لمّا تمسّك‌ في‌ إمامة‌ علی ] عليه‌ السلام‌ [ بقول‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی مَوْلاَهُ، قال‌: أحد معاني‌ مَوْلَي‌ أنـّه‌ أَوْلَي‌. واحتجّ في‌ ذلك‌ بأقوال‌ أئمّة‌ اللغة‌ في‌ تفسير هذه‌ الآية‌ ] هِيَ مَوْلَیـ'كُمْ [ بأنّ مَوْلَي‌ معناه‌ أوْلَي‌. وإذا ثبت‌ أنّ اللفظ‌ محتمل‌ له‌، وجب‌ حمله‌ عليه‌. لانّ ما عداه‌ إمّا بيّن‌ الثبوت‌ ككونه‌ ابن‌ العمّ، والناصر؛ أو بيّن‌ الانتفاء كالمعتِق‌ والمعتَق‌. فيكون‌ علی التقدير الاوّل‌ عبثاً؛ وعلی التقدير الثاني‌ كذباً. ] انتهي‌ كلام‌ السيّد المرتضي‌ [.
] ثمّ قال‌ [: وأمّا نحن‌ فقد بيّنا بالدليل‌ أنّ قول‌ هؤلاء في‌ هذا الموضع‌ معني‌ لاتفسير؛ وحينئذٍ يسقط‌ الاستدلال‌ بالآية‌ ]: هِيَ مَوْلَیـ'كُم‌ لإثبات مذهب‌ السيّد المرتضي‌ [.
وفي‌ الآية‌ وجه‌ آخر. وهو أنّ معني‌ قوله‌ هِيَ مَوْلَیـ'كُمْ: أي‌ لامَوْلي‌ لَكُمْ، وذلك‌ لانّ من‌ كانت‌ النار مولاه‌ فلا مولي‌ له‌؛ كما يقال‌: نَاصِرُهُ الخِذْلاَنُ وَمُعِينُهُ البُكَاءُ، أي‌: لا ناصر له‌.
وهذا الوجه‌ متأكّد بقوله‌ تعإلی‌: وَأَنَّ الْكَـ'فِرِينَ لاَ مَوْلَي‌' لَهُمْ. وقوله‌: يُغَاثُوا بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ.[


جواب العلامة العارف الطهراني
استدلالنا علی أنّ المعني‌ الحقيقي‌ّ للمولي‌ محلّ الولاية‌ واسم‌ المكان‌

المقدّمة‌ الاولي‌: إنّ اختلاف‌ الالفاظ‌ والصيغ‌ المتنوّعة‌ هو من‌ أجل‌ إفادة‌ المعاني‌ المتفاوتة‌، وإلاّ فإنّ وضع‌ الكلمات‌ المختلفة‌ والصيغ‌ المتباينة‌ عبث‌ لاطائل‌ تحته‌. وفي‌ ضوء هذه‌ الحقيقة‌ يعتقد الكثيرون‌ أنّ اللغة‌ تخلو من‌ الالفاظ‌ المتردافة‌، وما يبدو أنـّه‌ مترادف‌، أو أنّ أهل‌ اللغة‌ ذكروه‌ في‌ كتبهم‌ بوصفه‌ مترادفاً، هو غير مترادف‌ في‌ الحقيقة‌. ولم‌يوضع‌ لمعني‌ مشترك‌ في‌ جميع‌ النواحي‌، بل‌ لكلّ واحد من‌ تلك‌ المعاني‌ خاصيّة‌ وُضِعَ اللفظ‌ لاجلها؛ وإن‌ كان‌ اللفظان‌ أو الالفاظ‌ المتعدّدة‌ تشترك‌ في‌ الانطباق‌ علی المعاني‌ المشتركة‌. فعلی سبيل‌ المثال‌، يبدو أنّ الإنسان والبَشَر مترادفان‌، وقد وضعا لحقيقة‌ معني‌ الإنسان، بَيدَ أنّ البَشَر أُطلق‌ علی الإنسان بسبب‌ بَشَرته‌ وجلده‌، في‌ مقابل‌ المَلَك‌ والجنّ اللذين‌ لا بَشَرة‌ لهما. وأنّ الإنسان أُطلق‌ عليه‌ لانـّه‌ كائن‌ فيه‌ أُنس‌ أو نسيان‌ فيما إذا اشتقّ من‌ الفعل‌ أنِسَ أو نَسِي‌َ ( نسيان‌ ). ومن‌ هذا المنطلق‌ جاء في‌ القرآن‌ الكريم‌ أنّ الانبياء يخاطبون‌ الناس‌ قائلين‌ لهم‌: إن‌ نحن‌ بَشَر مثلكم‌، أي‌: لنا بَشَرة‌ مثل‌ بَشَرتكم‌. قال‌ تعإلی‌: قَالَتْ لَهُمْ رَسُلُهُمْ إِن‌ نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ. [5] وقال‌: قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَي‌'´ إلی أَنـَّمَآ إِلَـ'هُكُمْ إِلَـ'هٌ وَ ' حِدٌ. [6]
ذلك‌ أنّ الكفّار في‌ هذه‌ المحاورات‌ كانوا ينكرون‌ رسالة‌ الرسول‌ لانـّها صادرة‌ عن‌ إنسان‌ له‌ جلد وبَشَرة‌، أي‌: طبيعي‌ّ ومادّي‌ّ. أو أنـّنا نقرأ في‌ القرآن‌ الكريم‌ أنّ مريم‌ تخاطب‌ المَلَك‌ السماوي‌ّ متعجّبة‌ من‌ ولدٍ يكون‌ لها، وهي‌ الطاهرة‌ التي‌ لم‌ يمسسها بشر. والنجيبة‌ التي‌ تجلّ عن‌ البغاء! قال‌ تعإلی‌: قَالَتْ أَنـَّي‌' يَكُونُ لِي‌ غُلَـ'مٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي‌ بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا.[7] ذلك‌ أنّ شرط‌ الحمل‌ والإنجاب‌ هو أنّ يباشر المرأة‌ إنسان‌ له‌ بَشَرة‌، لا أن‌ يباشرها إنسان‌ بنفسه‌ الملكوتيّة‌.
وفي‌ ضوء هذا الكلام‌، وضعت‌ صيغة‌ مَفْعَل‌ للحديث‌، أو للزمان‌، أو للمكان‌، وصيغة‌ أفْعَل‌ لإفادة‌ التفضيل‌. وهذان‌ معنيان‌ مختلفان‌ علی الرغم‌ من‌ اشتراكهما في‌ أصل‌ المعني‌ المشترك‌ الذي‌ اشتقّا منه‌.
فلهذا قال‌ الفخر: الخليل‌ وأضرابه‌ لم‌ يذكروا معني‌الاولي‌في‌كتبهم‌.[8]وقال‌ مير سيّد شريف‌ في‌ « شرح‌ المواقف‌ »: لم‌ يذكر أحد من‌ أئمّة‌ اللغة‌ مجي‌ء صيغة‌ مَفْعَل‌ بمعني‌ أفْعَل‌. وقوله‌ تعإلی‌: وَمَأْوَیـ'كُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَیـ'كُمْ، أي‌: مَقَرُّكُمْ وَمَا إلیهِ مَآلُكُمْ وَعَاقِبَتُكُمْ. ولذلك‌ قال‌ في‌ ذيلها: وَبِئسَ الْمَصِيرُ. [9]
ويستفاد ممّا قيل‌ أنّ كثيراً من‌ التفاسير قد ذكرت‌ إرادة‌ معني‌ الاوْلَي‌ من‌ لفظ‌ المَوْلَي‌، بناءً علی إيصال‌ المعني‌ بألفاظ‌ تناسب‌ المعني‌ الحقيقي‌ّ لذلك‌ اللفظ‌ في‌ كثير من‌ الجهات‌، وإن‌ لم‌ يكن‌ معناها الحقيقي‌ّ. ويُلاحَظ‌ هذا الاُسلوب‌ أيضاً في‌ كثير من‌ كتب‌ اللغة‌ التي‌ لا تتطرّق‌ إلی‌ المعاني‌ الحقيقيّة‌ فحسب‌، بل‌ وتذكر مواطن‌ استعمال‌ الالفاظ‌ معها أيضاً.
المقدّمة‌ الثانية‌: الحَمْل‌ علی قسمين‌: أوَّلي‌ ذَاتِي‌ّ، و شائع‌ صَناعِي‌ّ.
المراد من‌ الحمل‌ الاوَّلي‌ّ اشتراك‌ اسمين‌ في‌ مفهوم‌ واحد؛ أي‌: نريد أن‌ نقول‌ بأنّ المفهوم‌ المحمول‌ متّحد مع‌ المفهوم‌ الموضوع‌، مثل‌: الإنسانُ حَيْوَانٌ نَاطِقٌ إذ لا تفاوت‌ بين‌ مفهوم‌ الإنسان، ومجموع‌ الحيوان‌ الناطق‌.
والمراد من‌ الحَمل‌ الصناعي‌ّ اشتراك‌ مفهومين‌ في‌ مصداق‌ واحد، أي‌: نريد أن‌ نقول‌: يشترك‌ المفهوم‌ المحمول‌ مع‌ المفهوم‌ الموضوع‌ في‌ المصداق‌ والتحقّق‌ الخارجي‌ّ، وإن‌ كان‌ ذانك‌ المفهومان‌ لايشتركان‌ معاً، مثل‌: زَيْدٌ إنْسَانٌ، و زَيْدٌ قَائِمٌ. فمفهوم‌ الإنسان اتّحد مع‌ زيد في‌ الخارج‌. ويصدق‌ المفهومان‌ علی هذا الموجود الخارجي‌ّ. واتّحد مفهوم‌ «قائم‌» مع‌ «زيد» أيضاً. وبناءً علی ذلك‌، فإنّ هذا الموجود الخارجي‌ّ ينطبق‌ عليه‌ المفهومان‌ « قائم‌ » و « زيد ».
وبعد أن‌ استبانت‌ هاتان‌ المقدّمتان‌ نقول‌: لا ريب‌ أنّ مفهوم‌ صيغة‌ مَفْعَل‌ يختلف‌ عن‌ مفهوم‌ صيغة‌ أفْعَل‌ التفضيل‌؛ ولكنّهما كثيراً ما يتّحدان‌ في‌ المصداق‌. وعلی هذا، إذا قلنا: فُلاَنٌ مَوْلَي‌ فُلاَنٍ، وأردنا من‌ المولي‌ أفعل‌ التفضيل‌، صحّ الحمل‌ الشائع‌ الصناعي‌ّ هنا، وإذا قلنا: المَوْلَي‌ هو الاَوْلَي‌، صحّ الحمل‌ الشائع‌ أيضاً.
وإذا قلنا: فُلاَنٌ لَيْسَ مَوْلَي‌ فُلاَنٍ، وكان‌ المراد من‌ المُوْلَي‌ أفعل‌ التفضيل‌، صحّ الحمل‌ الشائع‌ أيضاً. وكذلك‌ إذا قلنا: المَوْلَي‌ لَيْسَ الاَوْلَي‌، فلايصحّ الحمل‌ الشائع‌، بل‌ يصحّ الحمل‌ الاوّلي‌ّ، ذلك‌ أنـّهما ليسا متّحدي‌ المفهوم‌. كما أنّ قولنا: زَيْدٌ لَيْسَ بِقَائِم‌ لا يصحّ علی الحمل‌ الشائع‌، ويصحّ علی الحمل‌ الاوّلي‌ّ؛ عندما يكون‌ زيد قائماً في‌ الخارج‌.
استبان‌ ممّا عرضناه‌ أنّ كلاّ من‌ الفخر الرازي‌ّ، والعلاّمة‌ الاميني‌ّ في‌ زاوية‌ واحدة‌ من‌ البحث‌، ويثبتان‌ شيئاً لا ينبغي‌ لهما أن‌ يثبتاه‌؛ وينفيان‌ شيئاً لاينبغي‌ لهما أن‌ ينفياه‌.
يقول‌ الفخر الرازي‌ّ: المَولَي‌ لَيْسَ الاوْلَي‌. وهو أمرٌ صحيح‌ بحسب‌ الحمل‌ الاوَّلي‌ّ الذاتي‌ّ، بَيدَ أنـّه‌ غير صحيح‌ بحسب‌ الحمل‌ الشائع‌؛ لانـّنا لانعتزم‌ إثبات‌ الاتّحاد بين‌ مفهوميهما. بل‌ نطلب‌ الاتّحاد الوجودي‌ّ في‌ الخارج‌ لمثل‌ قولهم‌: زَيْدٌ انْسَانٌ؛ وهذا المعني‌ يتمّ بالحمل‌ الشائع‌ أيضاً، لانّ الاتّحاد المصداقي‌ّ والخارجي‌ّ لمعني‌ المَوْلَي‌ مع‌ معني‌ الاوْلَي‌ يكفي‌ لإثبات الولاية‌. بَيدَ أنّ الفخر الرازي‌ّ يريد أن‌ يستنتج‌ عدم‌الاتّحاد بين‌ المصداقين‌ من‌ عدم‌ الاتّحاد بين‌ المفهومين‌؛ ولذلك‌ ظنّ تمسّك‌ الشريف‌ المرتضي‌ باطلاً. وهذا الكلام‌ خاطي‌.
يقول‌ العلاّمة‌ الاميني‌ّ: المَوْلَي‌ هُوَ الاوْلَي‌. وهذا صحيح‌ بحسب‌ الحمل‌ الشائع‌ الصناعي‌ّ، ولكنّه‌ غير صحيح‌ بحسب‌ الاوّلي‌ّ الذاتي‌ّ، لعدم‌الاتّحاد بين‌ مفهوميهما. وحسبنا الاتّحاد المصداقي‌ّ. بَيدَ أنّ العلاّمة‌ الاميني‌ّ يريد أن‌ يستنتج‌ الاتّحاد بين‌ المصداقين‌ من‌ الاتّحاد بين‌ المفهومين‌، ويقول‌: لمّا كان‌ المفهومان‌ شيئاً واحداً، فمفهوم‌ الاولويّة‌ ينطبق‌ علی الإمام علی عليه‌ السلام‌ في‌ الخارج‌. وهذا خطأ، لانـّنا في‌ غنيً عن‌ الاتّحاد المفهومي‌ّ من‌ أجل‌ الاتّحاد المصداقي‌ّ. دع‌ المفهومين‌: المَوْلَي‌، والاَوْلَي‌ يتباينان‌ فيما بينهما، واسم‌ المكان‌ يتفاوت‌ مع‌ أفعل‌ التفضيل‌، ولكن‌ بعد الاتّحاد المصداقي‌ّ، والحمل‌ الشائع‌، وانطباق‌ معني‌ الاولي‌ علی علی عليه‌ السلام‌ في‌ الخارج‌ بعد عدم‌إمكان‌ انطباق‌ المعاني‌ الاُخري‌ المذكورة‌ للمَوْلَي‌، فإنّ الإمامة تثبت‌ للإمام‌ عليه‌ السلام‌؛ ولا مناص‌ لمنكري‌ الولاية‌ من‌ الإقرار بذلك‌.
واستبان‌ ممّا عرضناه‌ إلی‌ الآن‌ أنّ حقيقة‌ لفظ‌ المَوْلَي‌ عند العلاّمة‌ الاميني‌ّ بمعني‌ الاولي‌ بالشي‌ء، ولكنّ حقيقتها عند الحقير أنـّها اسم‌ مكان‌ لموضع‌ فيه‌ حقيقة‌ الولاية‌. والولاية‌ ـكما بيّناها مراراًـ ارتفاع‌ الحجاب‌ بين‌ شيئين‌ بحيث‌ لا يفصل‌ بينهما ما ليس‌ منهما. وكافّة‌ المعاني‌ المذكورة‌ للمَوْلَي‌، والوَلِي‌ّ، والاولَي‌، وغيرهما هي‌ بواسطة‌ هذا المعني‌ الذي‌ يستعمل‌ في‌ كلّ مصداق‌ من‌ المصاديق‌ عبر انطباق‌ هذا المعني‌ عليه‌. وَأشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّاً وَلِي‌ُّ اللَهِ؛ أي‌: أشهد أنّ عليّاً قد بلغ‌ درجة‌، وتسنّم‌ منزلةً ارتفع‌ فيها الحجاب‌ بينه‌ وبين‌ الله‌ في‌ مقام‌ العبوديّة‌ المحضة‌، وهذا هو معني‌ الولاية‌ الكاملة‌، وهذا هو معني‌ العبوديّة‌ التامّة‌. اللَهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِوَلاَيَتِهِ. وفي‌ هذا المقام‌ تقع‌ الولاية‌ التي‌ تمثّل‌ مظهر تجلّي‌ جميع‌ الصفات‌ والاسماء الإلهيّة‌ الكلّيّة‌، ومنشأ ظهور الجمال‌ والجلال‌، مرآةً وآيةً عظيمةً لاتُظهر نفسها بل‌ تُظهر الله‌، فهي‌ تقتبس‌ من‌ الله‌، وتفيض‌ علی ما سوي‌ الله‌.


توقيع : حيدر القرشي
بِنْتُ مَنْ أُمُ مَنْ حَلِيلَةُ مَنْ *
ويْلٌ لِمَنْ سَنَ ظُلْمَهَا وأَذَاهَا
لا نَبِيُ الهُدَىَ أُطِيعَ ولا *
فاطمةٌ أُكْرِمَتْ ولا حَسَنَاهَا
ولأي الأمور تدفن سرا *
بضعة المصطفى ويعفى ثراها
فرار الدمشقية من المناظرة!!
من مواضيع : حيدر القرشي 0 شبهة : مـعصــــوم يــؤذي طــائــر الخـــطاف و معصـــوم ينهـيـــه!
0 شبهة : مـعصــــوم يــؤذي طــائــر الخـــطاف و معصـــوم ينهـيـــه!
0 كيفيّة إحياء مجالس عزاء سيّد الشهداء عليه السلام
0 حوار هادئ حول الامامة
0 عيد الغدير يوم غلبة العقل على الإحساسات
رد مع اقتباس