|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 13-12-2008 الساعة : 01:08 PM
وهذا تأيد لكلام العلامة الطهراني
المعني الحقيقيّ للمولي والولاية في اللغة وموارد استعمالاتهما
أوّلاً: لفظ المولي نفسه الذي جاء في الحديث. والمولي من مصدر الولاية. والولاية تعني الاتّحاد بين شيئين، وزوال الحجاب المانع من اتّحادهما. وقد ذكرنا في الجزء الخامس من كتابنا هذا « معرفة الإمام » أنّ جميع المعاني المنقولة للوَلاَية والمَوْلي تعود إلی معني واحد، وقد وضع لفظ الولاية لذلك المعني بلا إضافة.
وقال الراغب الإصفهانيّ في مفرداته، مادّة وَلِيْ: الْوَلاَءُ والتَّوَإلی أَنْ يَحْصُلَ شَيْئَانِ فَصَاعِداً حُصُولاً لَيْسَ بَيْنَهُمَا مَا لَيْسَ مِنْهُمَا.[2] أي: إذا كان بينهما ما يفصلهما، فينبغي أن يكون منهما، أو لا وجود لما يفصل بينهما، فهما متّحدان بكلّ ما للكلمة من معني، أو إذا لم تتحقّق بينهما وحدة، فإنّ ما يفصل بينهما يجب أن يكون منهما، لا من شيء آخر.
هذا هو معني الوَلاَية وَالوَلاَء والتَّوَإلی. وجميع مشتقّات هذه المادّة من وَلِيّ و مَوْلَيْ و أَولَي و وَإلی وغيرها لها نفس المعني. ونلاحظ هذا المعني نفسه في جميع تصاريف أبواب « فعل ».
ثمّ جاءت في اللغة بمعني القرب نظراً لما تقتضيه الكيفيّة الحاصلة بين شيئين من القرب. ولمّا كان القرب المعنويّ كالقرب الحِسّيّ يتمتّع بميزات القرب وخصائصه، لذلك عبّروا عن القرب المعنويّ بلفظ الولاية. واستعاروا الوَلاء والتَّوَإلی للقرب النَّسَبيّ، والقرب الدينيّ، وقرب الصداقة، والنصرة، والاعتقاد، وما شابهها.
ثمّ استخدموا هذه الكلمة حيثما كان معني الولاء الحقيقيّ ورفع الحجاب بين شيئين قائماً، وكان المصداق لتحقّق معني الوَلاء موجوداً. وعلی سبيل المثال فقد استعملوا كلمة الولاية في النسبة والقرب اللذين يوجدان نوعاً من الاتّحاد والاشتراك بين المالك والمملوك، وعبّروا عن كلّ واحد منهما: المَوْلَي. وكذلك أطلقوا هذه الكلمة في النسبة بين السيّد و العبد، والمُنْعِمْ والمنعَمُ عَلَيْهِ، و المُعْتِق و المُعْتَق. وفي النسبة بين الحليفين، و العقيدين، و الحبيب والمحبوب، و الناصر والمنصور، و ابني العمّ، و الجارين، و المتصرِّف في الامر و المتصرَّف فيه، و المتولّي وصاحب الاختيار، و من كان تحت ولايته. وأطلقوا لفظ المولي علی كثير من الحالات الاُخري بنفس النسق. ويقال لكلّ طرف من هذه النسبة: مَوْلَي. وما نستنتجه من هذا العرض هو:
أوّلاً: أنّ إطلاق لفظ المَوْلَي علی كلّ واحد من هذين الشخصين، اللذين يتواجهان، ليس من باب إطلاق كلمة علی معنيين متضادّين، ولايدخل هذا في باب الاضداد كما يعبّرون. لانـّه علی الرغم من أنّ السيّد والعبد متضادّان من حيث الفاعليّة والمفعوليّة، لكنّ استعمال كلمة المَوْلَي في هذين المعنيين لم يأت من وحي هذه المواصفات المتضادّة، بل من وحي الارتباط والاشتراك القائم بينهما، وهو كالارتباط بين الناصر والمنصور اللذين يربطهما معني النصرة. وهذا الارتباط والاشتراك في النصرة له معني واحد يوصل مفهوم الناصر بمفهوم المنصور.
وثانياً: أنّ استعمال لفظ الوَليّ والمَوْلَي والوَلاَيَة ومشتقّاتها في جميع هذه المعاني العديدة التي بلغ بعضها سبعة وعشرين معني، ليس من باب استعمال اللفظ في معانٍ متعدّدة، بل من باب استعماله في معناه الحقيقيّ الاصليّ الواحد، وإنّما استُعْمِل في هذه المصاديق المختلفة من باب التطبيق والانطباق دون النظر إلی خصائص موضع الانطباق. فعلی هذا، فلفظ المَوْلَي والوَليّ والوَلاَية وما شابَهَا التي استعملت في هذه المعاني العديدة هي من باب الاشتراك المعنويّ، لا الاشتراك اللفظيّ
|
التعديل الأخير تم بواسطة حيدر القرشي ; 13-12-2008 الساعة 01:42 PM.
|
|
|
|
|