[الباحث عادل الايهم]

5
خاطرة تخص عقوق الوالدين ( مميزة )
...راح الاب يفكر وهو ابن الخمسين عاما
يجلس على كرسي متحرك وجلسته ملئها البكاء
يتذكر ويتمنى ان يسترجع الذكريات
اين هذا العمر الذى كان فى عمر الزهور
فهذا عمري وبقية ايامى اقتربت للحتف
وهذا حبي مات ولم يبق منه سوى الجراح
......
تنظر الى هذا الاب الحنون
وعلى مرابع وجهه الذى كان القا
خطوط شققتها الازمان
وكل خط بهذا الوجه المتجزئ
عنوان لكل ذكرى واحزان
اى لون كان لون ابي ؟؟؟؟؟
وهو الذى كان باوج جماله
لحضات التى كنت اقضيها بحضنه الدافئ
واحس بعطفه وحنانه المتصاعد وقتذاك
...........
وهنا الام : والحزن اكبر مما رايته بأبي
اراها بسواد الحزن جالسة
وبيدها تلك المسبحة وتترنم بحلقاتها المئون
تتذكر الموت والاجل
تتذكر فقد البنت التى كانت جنبها وتساعدها
تتذكر الابن الذى تركها وهو ابن عشرين عاما
تتذكر فقد وتناثر عائلتها
وهى اليوم فاقدة الامان
.......
ترى الام زوجها المتقدم بالسن وهو حزين
وينظر الاب زوجته وهى جليسة السواد المؤلم
وكل واحد يسال نفسه
اين ابنائنا .....لماذا تركونا .....هل هو هذا جزاء الوالدين
........
نعم ....كانت اسمها عائلة ......ولكن ؟
اب , ام . احمد , سجا , فاطمة
يعيشون فى بيت ملئه السعادة الابدية
الاخ يكبر اختيه اربعة اعوام
والاختين تكبر بعضهما البعض بسنتين
عاشوا بين احضان الام والاب
كان الاب حنونا .عطوفا . مربيا لهم بخير التربية
كانت الام تسهر على راحتهم
تنتظر اعينهم حتى تنام ...ومنها تاوى الى الفراش
......
كبروا الاولاد ليتهم ما كبروا
عائلة ....اصبحت شتات فرقتها الايام
سرقت اجمل ما عاشوا من احلام واحلام
بقي نصيب الاب والام بحرا من الالام
مضت الايام ......وتلتها اتعس الايام
.....
الام تسال الاب : اين الاولاد وعيناها ممتلئة البكاء
متلونة بدم الدموع المحرقة
يجيب الزوج ..... واى جواب يفطر القلب
وعينيه غريقتان بحرقة الدموع ايضا
غادروا .....ارتحلوا ....لم ولن يعودوا
غادروا مثلما غادر العصفور حالما تعلم كيف يطير
غادروا وتركوا هذا العش لنا وتركونا مسجونين
غادروا .......وكل سافر الى ماواه البعيد
........
لا نامل عودتهم ابدا ابدا
سار الحزن بهذا البيت الخاوي الاظلم
اين صوت احمد . سجا ....فاطمه
اين ضحكتهم المتلئلئة .اين بكائهم البريء
.............
عاد الاب الى زوجته الحزينة وقال :
هل اننا فعلا بقينا وحيدين ؟
لم لا نعود الى ماضي اولادنا وذكرياتنا
اتذكرِ كم كنت افرح واشجو
عندما سمعت صراخ احمد وهو اول مولود
وكانت صرخة الحياة مرتسمة على وجهى
حيث السعد والفرح
وتلك الصرخة ملئت قلبي بهجة
وكنت لا اصدق نفسي ابدا
هل اصبحت اب فعلا ...لا لا لا اصدق
فكنتِ تقولين ..نعم اصبحت اب .وهذا ولدك
انه ولدك وانا امه ...ما اجمله من مولود
اخذ الاب يقبل جبينه ويلامس خده بخد ولده
اتذكرِ عندما تسابقنا الى تسميته
واخيرا قلنا واتفقنا ان نسميه احمد
....... ولكن ؟
سال الاب زوجته ..؟
اين احمد
اين الفرحة ؟
اين صرخة المولود الاول ؟
والله كادت السماء ان تطبق على راس الام والاب
من شدة بكائهما المفجع
......وهنا سؤال الدهر الى احمد؟
يا احمد . هكذا هو حال الاب والام
حب , حنان , عطف , تربية , سهر , تعب
...اتذكرون يا احمد وانتن يا سجا وفاطمه
عند عودة ابيكم من شغله ماذا يصنع ؟
كان تعبا ومرهقا من عمله الشديد
ولكن عندما يراكم اختفى وزال هذا التعب
فيلوذ الى احضانكم ويقبلكم
ويشم اريج عطركم المتصاعد الى السماء
فيعوض بذلك حنانا اخر مع حنان الام
........
لكن من يعوضنا ونحن اليوم بلا ابناء
انها لخسارة ...انها لخسارة ..انها الخسران الاكبر
غاب الاولاد ...ولبس البيت سواد الحزن
وتسال الام زوجها ..هل من سؤال عن الاولاد
يبكى الاب بطرف مؤلم ....لا,لا , لا , لا
ليتنى ومت واعدمتنى الحياة ولا ارى
هكذا اياما تعيسة
بكت الام وصرخت ووقعت المسبحة من يدها وهى ترتجف
الهى ...الهى ...هذا جزاء من حملته ( تسعة اشهر فى بطنى )
لك الشكر يارب ....لك الحمد يارب حتى ترضى
.....
مضت سنوات والاولاد لم يروا الاب والام
لا ياتون احدا
لا يفرحون من افرحهم
ولا يعطون ثمرة جزاء تربيتهم
لا يحسون بما تكابده الاب والام من عناء
؟؟؟؟ فهل هو هذا جزاء الاحسان
......
اقترب الاب من زوجته وقال لها
يا ام احمد :مهما فعلوا بنا وتركونا لحالنا
لاباس لنا الله ....لنا الله ......لنا الله
انهم اولانا يا ام احمد ...والبكاء صريع الخدين
......حتى تعلم يا احمد ,سجا ,فاطمه
ان الاب والام يحبونكم ....مهما فعلتوا بهم
ويدعون لكم بالخير رغم عقكم لهما
.....
بتلك اللحضة المريرة والمحزنة
صرخت الام صرخة
كاد للقلب ان يخرج من صدرها
الهى ........وبصوت عال
ورفعت يدها الى السماء
الهى ..... اغفر لاولادى فهم من خرجوا من بطنى
الهى .. ارحمهم ووفقهم فهم افلاذ كبدي
الهى .باعد عنهم السوء يارب
الهى ...وفقهم انك ولى التوفيق
...............مسك الختام
للابناء ....ان يراجعوا انفسهم
وكيف يصلحوا حالهم امام الوالدين
فرضا الله من رضا الوالدين


..........نسال الله التوفيق ومن الله التوفيق

.......اخوكم الباحث ........ايهم العراقي الجعفري
نسااااااااالكم الدعاء
كنت هنا