|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محبة الصحابة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-02-2009 الساعة : 06:46 PM
أما قولكم إن اسم الكتاب هو ( الغدر أو العذر)، فهذا كلام باطل لم يذكره علماء الشيعة إطلاقاً، بل عندما يتعرضون لهذه الرواية يقولون (ابن خنزابة في غرره ) وعلى القارئ المراجعة .
ثم إن الاختلاف في الاسم وارد، وكثيراً ما يقع، لوجود التصحيف وأخطاء الطباعة، للفارق الزمني ، وهذا ما نجده في كثير من الأسماء فراجع سير أعلام النبلاء للذهبي، وكذلك المزي في تهذيب الكمال فعندما يضبطون للرجل المترجم له، يذكرون الاحتمالات لاسمه مثلا: ( قيل اسمه كذا أو المعروف بكذا، والصحيح اسمه كذا )، وهذا لا يضر بعد ضبط الزركلي له،وعليه فتحسم مسألة الكتاب والمؤلف؛ لا سيما وأن الزركلي من أعلام السنة، وله باع كبير في هذا الباب.
ثانياً: وثاقة المؤلف الناقل للحديث من المسائل المهمة للاطمئنان بصدق النقل، قال الذهبي في تأريخه في ترجمته للمؤلف( جعفر بن الفضل بن جعفر ابن حنزابة): >وقال السلفي : كان أبو الفضل بن حنزابة من الثقات الحفاظ المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث ، مع جلالة ورئاسة . يروي ويملي بمصر في حال وزارته ، ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئا ، وعندي من أماليه فوائد ، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه <.( 55)
وقال السمعاني عنه في الأنساب:
> أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات ، الوزير المعروف بابن حنزابة البغدادي ، أحد الحفاظ كان كثير السماع ، حسن العقل ، ذا رأي وشهامة وله أنعام في حق أهل العلم<( 56)
وقال ابن الأثير الجزري في اللباب:> الوزير المعروف بابن حنزابة كان كثير السماع عظيم الرياسة محسنا إلى العلماء ولي الأمر بمصر وقصده العلماء من كل ناحية، وبسببه سار الدار قطني الإمام إلى مصر<. ( 57)
فالرجل ثقة، ومن الحفاظ الكبار، حاد الفهم، موفور العلم، لذا قصده الدار القطني وروى عنه . لذا نقله للحديث يكون موثوقاً به معتمداً عليه.
ثالثاً: المروي عنه هو> زيد بن أسلم< : وهو القرشي العدوي ، أبو أسامة ، و يقال أبو عبد الله ، المدني الفقيه ، مولى عمر بن الخطاب.
روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.
قال المزي في تهذيبه: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، و أبو زرعة ، و أبو حاتم ، و محمد بن سعد ، والنسائي ، و ابن خراش : ثقة .وقال يعقوب بن شيبة: ثقة من أهل الفقه و العلم. ( 58) وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: ثقة عالم ( 59)، وقال الذهبي في الكاشف: الفقيه( 60) .
إذن بعد وثاقة المؤلف وضبط اسمه وكذلك الكتاب ووثاقة المروي عنه، ولاسيما أن الرجل كان مولاً لعمر بن الخطاب كما تقدم،
وعليه فالرواية يمكن الاعتماد عليها
قولكم إن ابن عبد ربة من المعتزلة، فهذا قول غير صحيح، فالرجل كما عرفه القمي في الكنى والألقاب: > ابن عبد ربه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي الأندلسي المر واني المالكي< فالرجل أموي، مرواني، مالكي المذهب ، ولا يضر قول ابن طاووس من كونه من المعتزلة ، علما ان ابن طاووس لم يقل من( أعيان المعتزلة)، بل قال: من (رجال المعتزلة)، فالرجل من أهل السنة وأعلامها . ( 61)
ثانياً: قولكم والرافضة من أضل هذه الأمة. وبهم ضل الرافضة.
نقول : كلامكم غير متوازن ولا مترابط، إلا أن تقولوا إن المعتزلة هم من الروافض . وهذا كلام غير دقيق ويكشف عن كونكم قليلو الخبرة في هذا المجال، أضف إلى الاضطراب في صف العبارات وسبكها، وكأنه يكتب ما نقل إليه بدون فهم للكلام .
ثالثاً: قولكم كونه مشهوراً بالنصب، يتناقض مع ما قاله الجمهور من علمائكم في وثاقته، لاسيما قول الذهبي من كونه ديّنا، متصونا – كما سيأتي- ، إلا أن نقول إن النواصب هم ثقات، وهذا ليس غريب عند القوم، فإنهم وثقوا عمران بن حطان - الراثي لعبد الرحمن ابن ملجم( 62).
ووثقوا قاتل الحسين، عمر بن سعد ( 63)، ومروان بن الحكم – الذي كان يلعن علي بن أبي طالب – والقائل للإمام الحسن عليه السلام : أنتم أهل بيت ملعونون. خلافاً لصريح القرآن الكريم الذي يقول عنهم أنهم أهل بيت مطهرون. ( 64)
وعلى كل حال أنقل أقوال أصحاب التراجم وما قالوه في ( ابن عبد ربة الأندلسي) .
قال الذهبي: أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حدير الأندلسي القرطبي المتوفى 328 ه ،كان موثقا ، نبيلاً ، بليغاً ، شاعراً. وقال أيضا: وكان صدوقاً ثقة ، متصوناً ، ديناً ، رئيساً( 65). وقال اليافعي في مرآة الجنان: كان رأس العلماء المكثرين والاطلاع على أخبار الناس( 66). وقال الصفدي : وكان له بالعلم جلالة وبالأدب رئاسة وشهر مع ديانته وصيانته( 67). وقال ابن كثير : صاحب كتاب " العقد الفريد " كان من الفضلاء المكثرين والعلماء بأخبار الأولين والمتأخرين ، وكتابه " العقد " يدل على فضائل جمة وعلوم كثيرة مهمة ( 68).
رابعا: قولكم كتابه كتاب في الأدب، مردود بعد بيان وثاقة الرجل وأنه صائن لدينه، ومن الفضلاء والعلماء، فضلاً عن إنه عالم بأخبار الأولين والمتأخرين، على حد قول ابن كثير. وعليه فنقله موثوق به.
قال العلامة الزين قاسم، في حاشيته على شرح ( نخبة الفكر ) الذي أسماه بـ (القول المبتكر على شرح نخبة الفكر ) : بأن قوة الحديث إنما هي بالنظر إلى رجاله لا بالنظر إلى كونه في كتاب كذا ...).( 69)
إذن تبين إن ما نقله ابن عبد ربة الأندلسي هو مورد للقبول بلحاظ ما قدمناه، فتأمل.
55) الذهبي: تاريخ الإسلام، ج27 ص250، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي – بيروت، ط1، 1407هـ وانظر: تذكرة الحافظ، ج3 ص1022، وانظر: سير أعلام النبلاء، ج16 ص485.
( 56) أبي سعد السمعاني: الأنساب، ج5 ص599، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي، دار الجنان – بيروت، ط1، 1408هـ .
( 57) ابن الأثير: اللباب، ج3 ص364، دار صادر – بيروت.
( 58) المزي: تهذيب الكمال، ج10 ص17.
( 59) ابن حجر: تقريب التهذيب، ج1 ص326.
( 60) الذهبي: الكاشف، ج1 ص414.
( 61) الشيخ عباس القمي: الكنى والألقاب، ج1 ص352.
( 62) روى له البخاري - أبو داود – النسائي قال العجلي : بصري ، تابعي ، ثقة قال أبو داود : ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكره ابن حبان في كتاب الثقات، انظر: تهذيب الكمال: المزي، ج8 ص113.
( 63) قال عنه ابن حجر: صدوق ، ثم أعقب كلامه بأنه ليس صحابيا بقوله : ووهم من ذكره في الصحابة . انظر: تقريب التهذيب، ج1 ص413 .
أقول : لو سألنا ابن حجر وقلنا له: لو رفعنا هذا الوهم وقلنا: ان الرجل كان صحابيا فماذا تقول؛ لأجاب: بأنه ثقة بلا جدال؛ لان مبنى القوم ان الصحابي لاتمسه يد الجرح ولو كان قاتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله .
( 64) قال أبو يعلى في مسنده عن أبي يحيى: >.... قال مروان: أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن، فقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؛ فو الله لقد لعنك الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنت في صلب أبيك والرواية صحيحة السند»، انظر: مسند أبي يعلى، ج12 ص136، و المعجم الكبير: الطبراني، ج3 ص85، ومجمع الزوائد: الهيثمي، ج10 ص72 . وعلق عليها قائلا: فيها عطاء بن السائب وقد اختلط .
أقول عطاء بن السائب وثقوه: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : عطاء بن السائب ثقة ثقة رجل صالح و قال إبراهيم بن مهدي ، عن حماد بن زيد قال : اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة و هو ثقة . انظر تهذيب الكمال المزي ج20ص89 .
نعم قد يرد كلام في اختلاطه , وهذا مدفوع لأن الاختلاط كان في آخر عمره . وهو توفي سنه ـ136هـ, وهذا الحديث في زمن الإمام الحسن عليه السلام وقد توفي سنة 49 هـ . إذن فالإسناد صحيح .
أما مروان بن الحكم الناصبي قال عنه البخاري له صحبة. . انظر الإصابة ابن حجر العسقلاني ج6ص82. ومعلوم الذي يرتقي لهذه الرتبة فهو في أعلى مراتب التوثيق . إذن مع كونه ملعون من قبل الرسول الله صلى الله عليه واله, مع ذلك هو من الصحابة .
( 65) الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج15 ص283.
( 66) اليافعي: مرآة الجنان، ج2 ص222، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1417هـ .
( 67) الصفدي: الوافي بالوفيات، ج8 ص8، تحقيق أحمد الأرناؤوط – تركي مصطفى، دار إحياء التراث – بيروت، ط، 1420هـ .
( 68) ابن كثير: البداية والنهاية، ج11 ص219، تحقيق علي شيري، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط، 1408 هـ .
( 69) نقلا عن كتاب قفو الأثر في صفوة علوم الأثر: رضي الدين الحلبي الحنفي، ج1 ص 57، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية – حلب، ط2، 1408هـ .
|
|
|
|
|